نظـِّم وقتك كي تحقق أهدافك
تغلـَّب على مُعوِّقات تنظيم الوقت
إن معوقات الوقت هي الأحداث التي تحول دون إنجاز المهام التي نعلم أنها تحتاج إلى إنجاز. ولذلك يجب عليك أن تكون على دراية جيدة بهذه المعوِّقات، وتعرف الطرق الفعّالة في التعامل معها والتغلب عليها. لا تجعل هذه المعوقات تمنعك أو تعطـِّلك عن تحقيق أهدافك.
لا تؤجل
التأجيل هو تأخير أي شيء تريد أن تفعله إلى وقت لاحق أو إلى اللحظة الأخيرة. إن التأجيل يتركك في حالة من الإحباط لثلاثة أسباب هي:
- لن تستطيع إنجاز المهمة في الموعد المُحدَّد لها.
- قد تتمكن من إنجاز المهمة قبل الموعد المُقرَّر لها، ولكن بدون جودة أو دقـَّة.
- عدم إنجازك المهمة أو عدم إظهار كفاءتك في إنجازها سيشكـِّكانك في قدراتك ومهاراتك.
للتغلب على التأجيل، عليك طرح الأسئلة التالية على نفسك:
سؤال: لماذا لا تقول "لا"؟
فعلى سبيل المثال، قد يشعر أحد الطلاب بالرغبة في مساعدة أحد أصدقائه عوضًا عن أداء واجباته وفروضه - اعتقادًا منه أن الصداقة أهم من تحقيق الأهداف الشخصية. أو قد يحدث التأجيل في بعض الأحيان نتيجة توسيع العمل والخوض في تفاصيل ليست لها نهاية، مما يؤدي إلى المماطلة وعدم إنجاز المهمة. وهنا يأتي دور ترتيب الأولويات: الأشياء التي يجب عليك القيام بها وإنجازها أولاً، والأشياء التي يمكنها الانتظار أو يمكن إنجازها لاحقاً.
إذا لم تكن من الأشخاص الذين يرفضون قبول بعض المسؤوليات عندما يُطلب منهم ذلك، تعلـَّم عزيزي أن تقول كلمة للآخرين – ليس بدافع الأنانية أو عدم الرغبة في المساعدة، بل بدافع ترتيب أولياتك لتتمكن من إنجاز مهماتك في الوقت المطلوب. عليك أن تفكـِّر في الأثر الذي ستتركه إجابتك على ترتيب جدول أعمالك وإمكانية تحقيق أهدافك. قد يكون من الصعب أن ترفض طلبات الأشخاص الذين تعرفهم وتهتم بهم، ولكن إذا قمت بشرح وضعك لهم سيحترمون أولوياتك. أما إذا قررت أن تقول، فأنت الذي اخترت أن تضع نفسك في هذا الموقف وتؤجل عملك وتعرِّض أولوياتك للتأخير وربما عدم الإنجاز.
سؤال: مما تحمي نفسك من خلال التأجيل؟
يعتقد البعض أن التأجيل هو وسيلة للحماية من الخوف الذي ينتج عن اعتقادهم خطئًا أنهم يفتقرون إلى القدرة على تعلـُّم بعض المفاهيم الجديدة. أنصحك عزيزي بأن تواجه مخاوفك ولا تتردد في تعلـُّم ما هو جديد. واعلم بأن أفضل حماية للنفس تكمن في تعلـُّم المزيد الذي غالباً ما يكون جديداً عليك.
سؤال: هل من الضروري أن يتـَّسِم عملك بالكمالية؟
إن الطالب الذي يرغب في الحصول على أعلى الدرجات (العلامات) يبذل قصارى جهده في دراسته لتحقيق هذه الأمنية. هذا شيء طبيعي، وليس من اعتراض على ذلك، لكن السعي نحو الكمالية في إحراز الدرجات العلمية يضع ضغوطًا نفسية شديدة على الطالب. واعتقاد الطالب أنه يجب أن يكون الأفضل في كل شيء، يزيد من نسبة القلق في حياته. هذا النوع من القلق قد يكون سيفاً ذي حدَّين، فقد يدفعك لتحسين آدائك وتعزيزه – وهذا أمر محمود، أو قد يحول دون إنجازك المهام المُناطة بك لأنك تخاف ألا تحقق الكمال في إنجازها – وهذا ما نخشى حدوثه. وبدلا من أن يحقق الطالب الجودة في إنجاز جميع المهام، يجد صعوبة بالغة في تحقيق الأهداف والوصول إليها. والنتيجة النهائية للسعي نحو الكمالية في إنجاز المهمات هي لجوء بعض الطلبة إلى التأجيل والمماطلة، وفي نهاية المطاف لا يحققون أي شيء. فعليك أن تتحكم في أفكارك ولا تؤجل إنجاز مهماتك بحجة تحقيق الكمال.
سؤال: لماذا تؤجِّل؟
عليك أن تبدأ تنفيذ مهماتك ومسؤولياتك في الحال. فمن خلال البدء في المهمة، سيكون من السهل إنجازها وإتمامها. أما مُجرَّد النظر إليها والتفكير بها والاستعداد للقيام بها لن يحقق لك هدفك، إذ أنَّ عليك البدء بدلاً من الجلوس أمام شاشة التلفاز والتفكير في أنه يجب عليك أن تنجز مهمتك. في بعض الأحيان تكون أفكارك عن التأجيل قوية جدًا لدرجة أنها تمنعك من الشروع في المهمة. ولكن عندما تبدأ المهمة في الحال، يمكنك الانتصار على معركة عدم إنجاز أي شيء والشروع في العمل.
سؤال: هل تتـَّسم توقعاتك بالواقعية؟
تختلف وجهات نظر الأفراد عندما يتعلق الأمر بوضع الأهداف والتوقعات الخاصة بهم. فالبعض منهم يقول: "سأضع لنفسي توقعات منخفضة جدًا حتى لا اُصاب بخيبة أمل". والبعض الآخر يقول: "سأضع لنفسي توقعات عالية جدًا لأنني متأكد من أنني سأحققها". غير أن هاتين الطريقتين في وضع التوقعات يمكن أن تشكلا خطورة كبيرة - خاصة في المراحل الأولى من الخوض في مشروعٍ ما. فلو اعتدت على وضع توقعات منخفضة لنفسك، ستخلق لنفسك الأعذار لعدم بذل الجهد الكافي للوصول إلى الهدف الذي ترغب في الوصول إليه ولن تتمكـَّن من تطوير نفسك وقابلياتك. أما إذا وضعت توقعات عالية جدًا، لن تستطيع تحقيق هذه التوقعات على أرض الواقع - نظرًا لصعوبتها البالغة. هذا من شأنه أن يجعلك متشائمًا، وبالتالي سيكون لديك موقفًا سلبيًا تجاه الهدف أو المشروع الذي ترغب في إنجازه. هذا الشعور سيقودك إلى المماطة والتأجيل ولن تتمكن من الوصول إلى تحقيق أهدافك في الوقت الذي حدَّدته. فاحرص على أن تكون توقعاتك وأهدافك واقعية وبمستوى قدراتك – لا أكثر ولا أقل.
سؤال: ماذا سأنال إذا أتممت المشروع أو المهمة؟
ضع كامل تركيزك على الأسباب والمحفزات التي تدفعك لإنجاز المهمة. ضع لنفسك مكافأة عند الانتهاء من إنجاز مهمتك. أثناء قيامك بالمهمة المطلوبة منك، فكـِّر في النتائج أو المكافأة التي ستحصل عليها بعد انتهائك من المشروع. قد تكون شهادة جامعية، مكافأة مالية، منحة دراسية، هدية جميلة أو حتى رحلة استجمام. هذا الفِكر مِن شأنه أن يشجعك ويحفزك على إنهاء المهمة في أقرب وقت. فمثلاً تخيل أنك لو قمت بإنهاء المهمة المطلوبة منك، ستكافئ نفسك بمشاهدة أحد الأفلام المُحببة إلى قلبك. هذا سيقلل من شعورك بالتوتر والضغوط وسيدفعك لإنجاز مهمتك. ابحث عن أسباب تدفعك لإنجاز المهمة المطلوبة، وأعطي لنفسك الفرصة لتستمتع وتتلذذ بإنهائها في الوقت المحدد.
إن المماطلة أو التأجيل ليس بالأمر الغريب، ولكن من الضروري إيجاد الطرق لمنعه قبل أن يمنعك من تحقيق أهدافك. يمكنك التغلب على المماطلة عندما تدرك سبب حدوثها وعندما تجد الطرق لمنعها. فلا تؤجل عمل اليوم إلى غد، ونظـِّم وقتك كي تحقق أهدافك وتساهم في تطوير ذاتك، مجتمعك ووطنك.
ساحة النقاش