الرسالة :
مخاطبة الغائب بواسطة الكتابة ، وهي فن من فنون النثر القولية ، غايتها التواصل مع الناس والخبرة بشؤونهم ، ومنها الرسائل الاجتماعية والإخوانية والأدبية ..
عناصر الرسالة :
تتألف الرسالة من خمسة عناصر هي :
1ـ الديباجة : كقولك لصديق أخي الودود حفظه الله .
2ـ التحية : وهي أن تبلغ المرسل إليه السلام كقولك لأخيك : أهديك تحية صادقة وسلاماً عاطراً .
3ـ الغرض من الرسالة : وعليك أن توفيه شروطه من البساطة وعدم التكلف ، مع إيجازه بقدر ما تستطيع على أن يفي بالغرض . اكتب رسالة تناسب المقام ، فالرسالة التي تكتب للأب غير الرسالة للصديق ، والرسالة التي تكتب للأخ غير الرسالة للتاجر .. إلخ . يجب أن يكون أسلوبك جميلاً سلساً ، له وقع حسن في أذن قارئه ، وبعد أن توفي الغرض تختمه بعبارة تناسب المقام .
4ـ الخاتمة : كأن تقول لأخيك : وتقبلوا مني أسمى آيات الحب والوفاء .
5ـ المصدر والتاريخ مثلاً : الرياض 1 محرم سنة 1421هـ ، ولا بأس إذا كتبت التاريخ والمصدر في الطرف الأيمن أو الأيسر من أعلى الرسالة .
6ـ التوقيع : ومن اللباقة أن يكون مكتوبا باليد ، لا بختم أو غيره .
نماذج :
سافرت إلى بلد بعيد ، وعلمت ـ وأنت هناك ـ أن أخاك يغضب أباك أحياناً ، وهو إلى ذلك مقصر في دروسه ، اكتب إليه ناصحاً .
كندا 18/ 2 / 1421 هـ
أخي العزيز : وفقك الله وسدد خطاك .
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
تحية عاطرة وسلامًا صادقًا ، وبعد :
فإنني شديد الشوق إليكم جميعاً ، فلقد مضت سنوات وأنا بعيد عن البيت الذي فيه درجت ، والأهل الذين في أحضانهم نشأت وكل ما يبعث فيَّ الصبر والجلد اليومَ هو أني سأعود وألثم اليد التي أطعمتني وأنا قرير العين بجانب أولئك الذين لا تنام أعينهم قلقاً عليَّ .
أخي العزيز : كيف حالك ؟ أرجو أن تكون بخير ، وأنك تعمل كل ما يرضي والديك ، لقد سمعت وأنا هنا في ديار الغربة ، أنك أغضبت أباك ، وأنه غير راضٍ عنك ، ولم أصدق هذا النبأ في أول الأمر لما أعرفه فيك من حب لوالديك ، وعطف عليهما ، ولما تتحلى به من رفيع الأخلاق ، وفاضل الصفات ولكنني حين تأكدت من ذلك ، وجدت من واجبي أن أبادر إلى الكتابة إليك ، لتعمل على تدارك ما فرطت من أمرك ، وتلافي ما قصرت به في حق والدك ، ولم أجد ذلك مستحيلاً فلكل جواد كبوة ، ولكل سيف نبوة فرضًا الوالدين ـ يا أخي ـ أعظم ما يتقرب به الإنسان إلى ربه ، وأنت تذكر قوله تعالى : ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياهُ وبالوالدينِ إحساناً ).
لهذا خصصتك بهذه الرسالة ، لتبذل وسعك حتى تظفر برضا والدك ، فتتجنب بذلك غضبه ، وذلك أمر ليس بالعسير عليك ، وأنت الفتى الشهم الذي تأبى عليه نفسه أن يعد في الأبناء العاقِّين الذين يتنكرون لأبويهم ، فيلازمهم الشقاء والبؤس والبلاء .
أخي الأعز : احرص على الاجتهاد ما استطعت ، واصرف جهدك كله إلى التحصيل الجدي ، فنحن كما تعلم لا ثررة لنا إلا ما نحصل عليه من علم ، فهو ثروتنا التي لا تنفد ؛ لأن كل ثروة مهما تكن قيمتها فهي سريعة الزوال .
أطع أباك ، والزم مدرستك ، واعكف على دروسك ، وفقك الله وجنبك مزالق الحياة .
أخوك / وليد
رسالة اعتذار :
} المكان والتاريخ {
سيدي الوالد الأجلُّ : أطال الله بقاءه
السلام عليكم ورحمة الله ، وبعد :
أكتب إليك والقلم يتفطر خجلاً وأسفًا بين أناملي ؛ لأخبرك بأني لم أصادف في نتيجة الامتحان النهائي ما كنت أرجوه وأبتغيه ، فقد خانني الحظ ، وعثرت بي القدم ، وعاد أصحابي وأترابي بشهاداتهم مرفوعي الرأس ، موقري الكرامة ، وعدت أنا خالي الوفاض .

والدي : لقد ترددت كثيرًا قبل تسطير هذا الكتاب المؤسف إليك ، إلا أني تمالكت نفسي ، وهاأنا اكتب إليك بأني لم أوفق هذا العام بنيل الشهادة ، إلا أنني اعتذر لك بأن ذلك لم يكن بسبب كسلي أو إهمالي ـ لا سمح الله ـ بل لأسباب أخرى أهمها آلام الغربة ، وعدم الامتزاج بالأجواء الجديدة علي ، غير أني منذ الآن أعاهدك على أن مثل هذا الكتاب سيكون الأول والأخير إليك ، وأني أستعد لتحدي سوء الحظ وأستحضر الدروس والبرامج بجد وانكباب كلي . وسوف ترى من النتائج في العام المقبل ما يرضيك إن شاء الله تعالى .
وأخيرا أرجو أن تغفر لي ، وأن تتجاوز عن تقصيري ، وإلى لقاء قريب مع الفوز إن شاء الله ولدك / ............
الرد على رسالة الاعتذار :
} المكان والتاريخ {
ولدي العزيز / ............ حفظه الله ورعاه
سلامي وتحياتي ودعواتي ، وبعد :
فقد وصلني كتابك الأخير وفيه خبر عدم توفيقك في نيل الشهادة ، فتألمت مرتين ، مرة من أجلك ومرة من أجلي ، غير أن الأعذار التي أبديتها والأسباب التي أدليت بها ، تشفع لك ، وتخفف من الملامة الموجهة عليك . وإني أبادر إلى مواساتك ، وإلى تشجيعك ، ولم تخامرني ـ أبدًا ـ الرغبة في تعنيفك أو إساءة الظن بك ، فإنك ما زلت حدثا صغير السن ، وأمامك متسع من الوقت لإثبات جدارتك وأهليتك ، وما فاتك هذا العام سيكون من نصيبك في العام القادم إن شاء الله .
أرجو أخيرًا ألا تيئس من رضاي عنك ، ولا تفقد ثقتك بنفسك ، واعمل واجتهد ، فمن من جد وجد ومن زرع حصد ، وليوفقك الله وينجح مسعاك .
والدك