عند سؤال عينة من الناس: "ما هو أكثر شيء تخاف منه؟" كانت الإجابة "التحدث أمام مجموعة من الأشخاص"تأتي في المركز الأول بعد المرتفعات، الحشرات، المشاكل المالية، المياه العميقة، المرض، والموت.
تؤكد الخبرات السابقة على انتشار خوف "التحدث أمام مجموعة من الأشخاص" بين المدربين الجدد، فعندما يطلب منهم إعداد قائمة بأماكن ضعفهم، فإن غالبيتهم يضعون "التحدث أمام مجموعة من الأشخاص" في مقدمة مخاوفهم. وعندما درس جيمس ماك كروسكي مخاوف "التحدث أمام مجموعة من الأشخاص"أكدت معلوماته التي تم جمعها من آلاف الطلاب على أن الإلقاء يولد خوفا أكبر منذلك الذي تسببه الأشكال الأخرى للاتصال، ولاحظ أن ثلاثة أرباع طلاب الكليات يعانون من الخوف العالي، والخوف العالي المعتدل، هذا يعني أنه حتى الشخص ذو الاستجابة السريعة والقادر على جعل الآخرين يضحكون في الصف، قد يكون قلقاً تماماً عندما يقف أمام المجموعة ليقوم بالإلقاء، ختم ماك كروسكي وفرجينيا ريتش موند بـ : "إذاً هذا يعني بأنه من الطبيعي وجود درجة عالية من الخوف من الإلقاء, وإذا كان لديك قلق كبير بسبب الإلقاء، فهذا يعني أنك شخص"عادي".
ما هو هذا الخوف وكيف يؤثر علينا؟ نقع جميعاً في الخوف بنفس الطريقة كيميائياً وفيزيائياً حيث يتم إفراز الأدرينالين بشكل مفاجئ إلى الدم، ويزداد التنفس وضربات القلب وكمية التعرق، وعندما تحدث كل هذه الأشياء يتم ضخ الدم الغني بالأوكسجين إلى العضلات، وتحدث هذه الحالات بسبب حركة الجسم الفجائية للقيام بما يجب فعله. كما يمكن أن تحدث في حالات الضغط غير المتوقعة، فالموسيقيين الذين ينتظرون بدء الحفل، والرياضيين المُنتظرين بدء اللعبة، والمُمثلين المنتظرين رفع الستار، والمتحدثين الذين ينتظرون استدعاءهم الى المنصة، جميعهم يشعرون بأن أجسامهم توجههم إما للأداء بالطاقة القصوى أو للخروج من حالة الضغط، وتدعى هذه الظاهرة "الأعراض المتزامنة مع الخوف".
بالرغم من أن استجابات أجسامنا الكيميائية والفيزيائية للضغط هي استجابات متماثلة، فإن إشارات الخوف الظاهرية تختلف من شخص إلى آخر، فحين تتقدم كمدرب لإلقائك الأول ، فإنك ستختبر بعض "الأعراض المتزامنة مع الخوف" ولكن بدرجات مختلفةعن الآخرين، ويخبرنا المتدربون بأن الحالات التي قد تصيبهم تتضمن الاحمرار والخجل، تسارع النبض، التعرق، جفاف الفم، الارتعاش، اهتياج المعدة، تسارع الكلام، النسيان والكلام المتقطع، وحالات التوتر كاللعب بالمجوهرات وطقطقة الأصابع والتشبث بالمنصة. من المهم إدراك أن هذه الحالات هي حالات عادية وليست شاذة يقع فيها المتكلم أمام المجموعة.
ساحة النقاش