كويت يا وطني الغالي
كويت يا كتلة من الحب فيك تتحدث القلوب وتفيض فيك المشاعر ويتجدد لك الولاء وستظلين مرتعا للأمن وواحة للأمان ومقرا للإستقرار أنت عزتنا وهويتنا على أرضك نعيش وبخيراتك ننعم وفيك نشعر بالأمن والاستقرار ولكل كويتي منا حقوق يحصل عليها وعليه واجبات فنحن حين نقصر في عملنا نكون قد قصرنا في واجباتنا تجاه كويتنا الغالية .
نعم إن حب الوطن شعور فطرى يولد مع الإنسان يوم ولادته ويجرى فى دمه وينبض مع نبضات قلبه ولا يتوقف هذا الحب إلا عندما يتوقف القلب عن العمل فحب الكويت هو ذلك الشعور بالأمان بين أهلك وشعورك بالمسئولية تجاهها وواجبك فى الدفاع عنها وحقك فى أن تنعم بخيراتها هو إحساسك بالسعادة لكل ما يأخذ كويتنا نحو العزة والكرامة وشعورك بالمرارة لكل ما يسوءها من أمور ومستجدات وحب الكويت أن تكره البعد عنها ويكون ذلك نابعاً من عاطفة صادقة نقية وما أصدق مشاعر الصادق الأمين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما خرج من وطنه الحبيب مكة المكرمة قال: والله إنك لخير أرض الله وأحب البلاد إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ” فلنا فى رسولنا قدوة وأسوة حسنة فى الإنتماء وحب الوطن والحنين إليه والدفاع عن الوطن قولاً وفعلاً وهو واجب ويتمثل القول فى البعد عن كل ما يؤدى إلى الفرقة والأخذ بكل أسباب الوحدة الوطنية ولم الشمل والإتحاد والإتفاق على كل ما يجلب للوطن الخير والمنفعة وأيضاً أن تكون صورة مشرفة لديننا وللكويت عندما تكون بعيداً عن الكويت وأما الفعل فيتمثل فى العديد والعديد من الأمور وأولها الدفاع عن الكويت والموت فى سبيل إعلاء رايتها وأيضا الحفاظ على الممتلكات العامة والتي هي ملك للجميع وليس من حقك أن تتعرض لها بالتخريب والتدمير وهذا فى حد ذاته من الأمانة كما يجب أن تكون مصلحة الكويت دائماً مقدمة على مصلحتك الشخصية ومن الولاء والإخلاص للكويت أن يكون حبك وإخلاصك إليها هو واجب عليك قبل أن يكون غريزة وفطرة كحبك لأهلك وولدك إن أحببت وطننا الكويت إستطعت بكل ببساطة أن تدافع عنها وتصونها دون مزايدة أو شعارات جوفاء فالحب الحقيقي لا يحتاج إلى كلام بقدر ما يحتاج إلى فعل وفعل حقيقي مؤثر .
فحب الكويت ليس ادعاء وإنما عمل وتضحيه من أجل رد الجميل وإن من يريد لكويتنا التخلف والتمزق وإشعال الفتن هؤلاء أشد الأعداء للكويت فكل مواطن يستطيع التعبير عن حبه للكويت بإتقان عمله والإخلاص في وظيفته وكل شخص يسوق سيارته ويرمي أعقاب سجائره من النافذة يخدش انتماءه للكويت وكل من يلقي نفاياته وهو سائر في شوارع الكويت وعلى من خلفه قصد أم لم يقصد فقد أساء للكويت والمواطن والمقيمين على أرض الكويت وحب الكويت يدعونا جميعا كل في موقعه رئيس أو مرؤوس أن نتعاون على إرساء معايير العدل والمساواة والوقوف على حدود الحق وعدم الاعتداء ومحاربة التعسف في استعمال السلطة ومحاربة الرشاوى والواسطة وتعصبات الجاهلية ولأن نكون يدا واحدة في وجه الجهة التي تحاول إشعال الفتن وتعمل على تأخر وتراجع كويتنا إلى الوراء وحب الكويت لا يشتري بالمال وتقديم غير الكفء والذين يجيدون نظم قصائد المدح والهجاء بل إن حب الكويت يقتضي البحث عن الأكفاء الأمناء الأقوياء الذين يجيدون العمل أكثر من القول أولئك هم الجنود المجهولون الذين لديهم الاستعداد بالتضحية بأنفسهم وأموالهم من أجل الكويت وليس أولئك الذين يضحون بها من أجل أنفسهم وأموالهم فحب الكويت يجعل المنصب والمسؤولية تكليفاً وليس تشريفاً لأنه يفرض عليه ضريبة باهظة ومكلفة أقلها أن يبقى في مساءلة دائمة لنفسه ومحاسبة مستمرة عبر السؤال التالي : هل يجد كل مواطن ما أجده وهل يأكل مواطن ما أكله ؟!
ينبغي أن نتنافس جميعاً في تقديم مصلحة وخدمة الكويت وليس من أجل المصالح لأن الحب عطاء وليس أخذاً فحب الكويت تضحية وإيثار وليس أنانية وحب الكويت عمل وإنتاج وإتقان وليس قولاً وادعاءاً فارغاً ونهباً لخيراتها فحب الكويت عقيدة وانتماء وعبادة وأمانة وتعفف وعلو نفس وخلق عظيم , رحم الله شهداءنا فمنهم عرفنا معنى حب الكويت حيث حرروا كويتنا الغاليه من الغزو العراقي الغاشم في 2/8/1990 وضحوا بأرواحهم فداء لكويتنا الغاليه وليس هناك رهبة يقف الإنسان أمامها أكبر من رهبة الموت وليس هناك عمل يقدمه الإنسان لوطنه أقدس وأطهر من حياته إن المتأمل لعمل وجهد وتضحية هؤلاء الشهداء البواسل من أجل تحرير كويتنا ليحتقر عمله وجهده وعطاءه مقابل ذلك من جهة ثم ليضع مزيدا من المسؤولية علينا جميعا للعمل من أجل تحقيق الهدف الذي من أجله ضحوا بأنفسهم وهو حرية وعلو شأن الكويت وتقدمها والحب الحقيقي للوطن من الإيمان ومن الدين بل هو واجب على المسلمين والحب الوطني الصادق يكون قدوةً ومسؤوليّة حين يكون عملاً وجديةً وليس مجرد مناسبة شكلية إن الكويت التي نشأنا عليها منذ نعومة أظفارنا نأكل ونشرب من خيراتها أمرنا الله أن نعمرها ونزرعها ونحرسها وكلنا على أرض الكويت أسرة واحدة وكل العقلاء يُجمِعون على أنه من الخطأ بل من الرعونة وقلة الوعي أن نختزل الحب للكويت فقط بشعارات وتهنئات وألوان وحفلات ثم لا نخرج منها إلا بصخب وصياح وزحام ومعاكسات وإيذاء للناس في الطرقات ما أرخص الحب إن كان هكذا فهو حب قاتل وضار! أفلا يمكن أن نُعلم النشء من الأبناء كيف يكون الحب النافع ؟! فإن المواطنة الصادقة حب وتلاحم وتكاتف بين الراعي والرعية والمواطنة الصادقة إقامة للإيمان والعدل والإحسان واحترام الإنسان والمواطنة الصادقة مشاركةٌ في خدمة المجتمع وتفاعلٌ وبناءٌ وإنجازٌ والمحافظة على مكتسبات وثروات الوطن والدفاع عنه والوقوف كَيَدٍ واحدةٍ في وجه المخربين والمفسدين فأين حب الكويت إذاً من موظف مهمل يرتشي ويعطل معاملات الناس؟ وأين حب الكويت من معلم أو مهندس أو طبيب لا يراعي الأمانة ؟ أين حب الكويت ممن يرمون المخلفات بكل مكان حتى اتسخت المرافق والحدائق والطرقات؟ أين حب الكويت ممن يسرفون بالكهرباء والماء رغم الشح فيهما كمشكلة تهدد العالم أجمع؟ أين حب الكويت من تجار يغالون بالأسعار ويضاعفون أثمان السلع أضعافاً كثيرة جشعاً دون مراعاة لحقوق المواطنين أو حتى لحال فقير وأرملة ومسكين أين حب الكويت ممن أعان الغاصب وشهد له زورًا وبهتانًا أو أعانه بتزوير مستندات أو مرر معاملته وتساهل معه أو سعى له أو لقَّنه حجّة ليأكل بالباطل مالاً عاماً أو خاصاً ؟ فقد باءَ بغضب من الله وعَليه وزرُها , كم من شهادات زور ورشاوي ضيعت حقوقاً عامة وخاصة كم من معالم انتُهِكت كم من معاملة عُطلت بسبب نفوس مريضة جشعة نهمة لا يهمها مصلحة الوطن ولا أبناء الوطن حقاً ما أرخصَ الحبَّ إذا كان كلامًا وما أحوج البعض منا لأبجديات المواطنة الصادقة ولعلنا نتساءل : كيف نريد أن ننمي الحس الوطني في نفوس النشء وهم يشاهدون ويقرؤون ويسمعون هذه الصور والمواقف إننا نؤكد ما يكرره وينادي به ولاة أمرنا وفقهم الله في كل مناسبة : أن الحب الحقيقي للوطن قدوةٌ ومسؤوليّةٌ و تفاعلٌ وجديةٌ وليسمجردَ مناسبةٍ شكليةٍ فلنكن عوناً لهم لبناء وطن متقدماوحضاري
ينبغي أن نعلم أن الانتماء لهذا الدين لا يتعارض مع حب الأوطان فحب الأوطان فطرة وجبلة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب مكة ولولا أنه أُخرج منها ما خرج وخدمة الوطن من الدين الإسلامي وأن تسعى في قوته وعزته ورفعته .
=====================================================
الخاتمه :
ختاماً علينا جميعاً العمل على حب الكويت وعلى زيادة انتمائنا إليها هذا الحب وذلك الانتماء يجب أن يغرس و يفعل ويعزز ويرسخ في الأذهان والقلوب وهذا يتطلب جهوداً كبيرة ومخلصة من كل قطاعات المجتمع والدولة وهذا واجب ديني وأخلاقي ودستوري لا جدال فيه.
وطني الكويت كلمة انتماء ترمز للوحدة والقوة ومنبع العزة والفخر كلمة لها إيحاؤها ووقعها على النفوس فما أن يجري ذكرها على اللسان حتى يصير في ذهن الإنسان شريط حافل بالذكريات يحكي ماضياً أصيلاً وحاضراً زاهراً ومستقبلاً واعداً إن المواطن الكويتي الحقيقي يكون وفياً أعظم ما يكون الوفاء لوطنه الكويت محباً أشد ما يكون الحب لها مستعداً للتضحية دائماً في سبيلها بنفسه وكل غالي فحبه للكويت حب خالص أصيل حب طبيعي مفطور عليه حب أجمل وأسمى من أن ترتقي إليه شبهة أو شك حب تدعو إليه الفطرة وترحب به العقيدة وتؤيده السنة فالوطن حضن واستقرار وسياج الأمان للمواطن الصادق في إيمانه وحبه لوطنه الكويت الأم الرءوم التي سقت قلوب أبنائها بخيراتها ورفعت شأنهم بين الأمم وخير من يعلمنا حب الوطن رسولنا الأمين فهو يعلمنا بأن حب الوطن من الإيمان ولا خير فيمن لا يحب وطنه فحبه لمكة يبين لنا أجمل وأروع معاني الحب والولاء للوطن وتستطيع أن تفهم منه ما يعني لك عندما يطول غيابك عن الكويت ثم تقدم إليها فإن قلبك يهفو قبل السفر بأيام ويكاد يطير ويسبقك إلى الكويت ثم إذا ما قدمت إليها يعتريك شعور لا يستطيع أن يصفه إلا صاحبه.
ساحة النقاش