موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

authentication required

خلاصةهذا البحث يبحث في طرق تعليم التعبير، وتنمية مهاراته، والتدريب على مجالاته.

 

I. المقدمة

 

الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول اللّه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد أخي الطَّالب، سلامٌ من الله عليكَ ورحمةٌ منه وبركات، ومرحباً بك في سلسلة الدُّروس المقرَّرة عليك في إطار مادَّة طرق التدريس، لهذا الفصل الدِّراسيّ، وإن هذه المادة تجعلك صاحب قدرة على تذوق الأدب ومعانيه ومعرفة نماذج من الأدب في العصر الجاهلي وفي صدر الإسلام، آملينَ أن تجدَ فيها كلّ المُتعة والفائدة، وفي هذا الدرس نتعرف على طرق تعليم التعبير، وتنمية مهاراته، والتدريب على مجالاته.

II. موضوع المقالة

أ- ليست هناك طريقة واحدة يمكن الالتزام بها في تدريس التعبير، المهم أن تكون للمعلم فلسفته الخاصة، والتي يراعي فيها اعتبارات مهمة منها: حرية الكتابة لدى الطلاب، والفروق الفردية بينهم، وإثارة الرغبة في التعبير من خلال مواقف حيوية تمس أهدافهم، وتقديم المجالات التعبيرية ومهاراتها بحسب ميولهم وحاجاتهم وقدراتهم. والمدرس يستطيع أن يجد الفرصة المتنوعة والكثيرة، في النشاط اليومي للطلاب داخل المدرسة وخارجها، فالرحلات المدرسية تتطلب كتابة الخطابات للمصانع والمصالح والمتاحف، وغير ذلك من الأماكن التي يزورها الطلاب.

والنشاط الرياضي والحفلات المدرسية واجتماعات الآباء وتوزيع الجوائز تتطلب كتابة الإعلانات والدعوات والبطاقات. مجلات المدرسة ميدان للتعبير الكتابي عن الخبرات الشخصية والمشاهدات المختلفة، ورواية الوقائع العديدة وكتابة التهنئات، وحكاية القصص والفكاهات والاعتذارات، وتوجيه الشكر والنقد وتحليل الشخصيات ووصف المباريات.

وتنسيق حجرات الدراسة والمكتبة يتطلب الكتابة تحت الرسوم والصور واللافتات وغيرها، ومجالس الفصول يدعو تكوينها ونشاطها إلى تحرير الخطابات وتدوين محاضر الجلسات، كذلك إنشاء مكتبة الفصل يهيئ الفرصة لتلخيص القراءات المتنوعة. والأطفال بطبيعتهم يميلون إلى التعبير عن نشاطهم الذاتي وتجاربهم الشخصية، وعلى المعلم أن يتيح لهم الفرصة ليعبروا عن الأعمال التي عملوها والأمور التي خبروها.والانطلاق في التعبير عن أحاسيس الأطفال الشخصية حافز قوي لتوضيح أفكارهم، وتشجيعهم على الكتابة.

ويجب أن يكون السير في تعليم التعبير الكتابي مدرجا، بحيث ينتقل الأطفال في خطوات تناسب مكانة الطلاب وقدراتهم وحاجاتهم. يبدأ المدرس بأن يملي عليهم جملا قصيرة ويحذف بعض أركانها أو مكملاتها، ويكلفهم كتابة الجمل تامة بعد الإتيان بالكلمات التي تصلح أن تقوم مقام الجزء المحذوف. ويحسن بالمدرس في المبدأ أن يقيدهم باختيار الكلمات المرادة من كلمات بعينها لهم. يملي المدرس على الأطفال جملًا بسيطة، ويطالبهم بوصف بعض أجزائها بالأوصاف المناسبة، أو بإضافة قيد ظرفي أو جار ومجرور مما يناسب المقام.

يشرع المعلم بعد ذلك في تدريب الأطفال على ربط جمل بسيطة بعضها ببعض، بالروابط التي يستقيم بها المعنى بحروف جر أو عطف أو غيرها. يبدأ المدرس في تدريب الأطفال على التعبير الوصفي، بحيث يعد قبل الحصة أسئلة مرتبة يلقي منها ما يمكن الطلاب من المهارات المختلفة، وما يمكن الإجابة عنه، وبحيث يكتب إجاباتهم على السبورة حتى ينتهي الموضوع، ثم يكلفهم الكتابة.

ينتقل المدرس بالأطفال إلى التعبير القصصي، فيبدأ باستخدام كتاب القراءة بإعادة العبارات منه بلغتهم، ثم إعادة فقرات بلغتهم، ثم ملخص قصة حفظوها أو قرءوها أو سمعوها. النقلة التالية للأطفال هي التراسل أي كتابة الرسائل. وفيها يختار المدرس موضوع الرسالة ويعين المرسل إليه. يقسم الرسالة إلى أجزاء ثلاثة: المقدمة والموضوع والخاتمة، ويسأل الأطفال أسئلة خاصة بكل جزء. تنبيه الأطفال إلى الشكل المصطلح عليه في غلاف الرسالة. يختار المعلم موضوعا آخر ومرسلا إليه آخر، حتى يستوفي أنواع الرسائل، ويراعى عند تعليم الرسائل ما يلي:

الوضوح بحيث يظهر المقصود من غير أقل خطأ في المعنى أو احتمال معنى آخر. التدقيق بشرط تجنب تكرار المعاني وطول العبارة فيما يمكن أن يعبر عنه بعبارة قصيرة. ترتيب المادة ترتيبا منطقيا بعبارات متواصلة، بشرط أن يكتب كل ما يختص بمسألة واحدة في فقرة على حدة.

سهولة العبارة لمنع كل ما يشم منه رائحة ادعاء بشرط تجنب العامية. العناية بالديباجة وعبارات الافتتاح والاختتام، وبصحة الهجاء وبجودة الخط وبنظافة العمل. ما كتب في الرسالة مكتوب بعبارات التلميذ حقيقة لا منقول من الكتب. عدم تحفيظ التلميذ عبارات مخصوصة يفتتحون بها كل موضوع، أو إباحة استعمالها.

شاع في زمن طويل أن النقاش الشفوي ييسر عملية الكتابة، ويمكن استخدام النقاش الشفوي في صورة مجموعات صغيرة حيال موضوع معين، حيث يوفر للطالب الرجع بتقدير مرتجعة لكتابة بعضهم بعض. يتم تكليف الطلاب بمناقشة الأفكار مما هو موجود، بحيث يستفيد الطالب من أفكاره وأفكار غيره.

ويمكن أن تحقق هذه الطريقة على نحو آخر، هو فكر واكتب وتناقش وأعد الكتابة، حيث تتاح الفرصة للطالب أن ينظم أفكاره ويعرضها على غيره مكتوبة، وهكذا يفعل زملاؤه، ثم يستفيد كل منهم من خلال المناقشات التي تدور في موضوع، ثم يعيد كل طالب ما سبق. تساعد طريقة المناقشة على تحقيق المشاركة النشطة الفعالة، واكتساب المعرفة الذي يؤدي إلى التمكن منها، والذي يعتبر في نهاية الأمر مكافأة في حد ذاته، كما أنَّ طريقة المناقشة تساعد على إيجاد العلاقة الشخصية الإيجابية بين المتعلم والمعلم، وكلاهما يحتك بالآخر ويتفاعل معه بطريقة من شأنها أن توجد الثقة والاحترام المتبادلين بينهما.

ب- تنمية مهارات التعبير: هناك اعتبارات لازمة لتنمية مهارات التعبير الوظيفي، ومن أهم هذه الاعتبارات:

أن يعرف المدرس من أين يبدأ، وما الأداء المطلوب تعلمه، وما الخبرات المنتظمة والمتتابعة التي يجب أن يوفرها لطلابه، وما المهارات التي يريد أن ينميها، وما أهدفها النهائية، حتى يكون الأداء استجابة لمواقف مختلفة.

أن يفهم المدرس بوضوح مكونات المهارة في المجال الذي يعلمه، وأن يستغل فهمه ومعلوماته للمهارة حتى يكون التعليم ناجحًا. أن يوفر المواقف الحيوية التي يمكن ممارسة المهارات من خلالها، وهي المواقف المشابهة للتي سيواجهها الطلاب خارج المدرسة، فالتعلم يتطلب ضرورة أن يتعرض الإنسان للموقف السلوكي المراد تعلمه.

أن يتدرج المدرس في إكساب الطلاب المهارة؛ لأن المهارة تكتسب تدريجيًّا سواء أكانت مهارة حركية أو عقلية، وعليه أن يبدأ من حيث يقف طلابه، ثم يتدرج بهم على أساس حاجاتهم وقدراتهم. أن يدربهم على المهارة؛ لأن التدريب شرط أساسي في نمو المهارة. وهناك شروط ليكون التدريب ناجحًا وهي: إشباع الحاجات والرغبات، وتوفير المواقف المناسبة للتدريب على المهارات، وتعريف الطلاب بأخطائهم ليقوموها، فلا تعلم دون ممارسة. أن تصمم التدريبات بحيث تكفل المرونة وتناسب الفروق الفردية، وتساعد على استخدام المهارة في مواقف متعددة، وأن تسمح لكل طالب أن ينمو بحسب قدرته إلى أقصى أداء. أن يكون التدريب مستمرًا؛ لأن التدريب يولد الإتقان، وأن يكون على فترات متقاربة لتستمر المهارة، فالتدريب المستمر يحقق التعليم وإهمال التدريب يؤدي إلى النسيان.

ج- التدريب على مجالات التعبير: يمكن عرض مجموعة من الخطوات التي يسير فيها المعلم والمتعلم لإتقان بعض مجالات التعبير، بحيث يراعي بداية ما يلي: يخطط المدرس بدقة لبرنامج تعليم التعبير على امتداد العام الدراسي، بحيث يخصص لكل درس عددًا من الحصص للتدريب عليه من ناحية مجال التعبير ومهاراته. تحديد الأهداف التي يرجو تحقيقها في بداية التدريب على كل مجال، والمهارات المرتبطة به.

وضع أساليب التدريب اللازمة والمناشط اللغوية والممارسات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف. تحديد ما سيفعله المدرس وما يفعله الطلاب.

ومن مجالات التدريب المتباينة والمتنوعة التي يمكن تدريب الأولاد عليها: كتابة الخطابات، والخطابات أو الرسائل نشاط لغوي اجتماعي كتابي، يمارسه الأفراد لقضاء بعض مطالبهم الاجتماعية. والخطابات تتنوع إلى: اجتماعية أو شخصية أو مسرحية، وهذه الأنواع المختلفة من الخطابات التي يستخدمها الإنسان داخل وطنه وخارجه. كتابة البرقية: والبرقية مجال كتابي وظيفي يستخدمه الناس كثيرًا في إنجاز متطلبات أعمالهم، والتعبير عن آرائهم وأحاسيسهم. وأهم استخدام البرقية هي: إرسال معلومات أو آراء إلى آخرين تخص التجارة أو الصناعة أو المهن الأخرى.

التلخيص: وهو مجال كتابي وظيفي يرتبط بالقراءة ارتباطًا عضويًّا، سواء في المواد الدراسية المختلفة أو في القراءة الحرة أو الكتب والمقالات. ملء الاستمارات: الاستمارة مجال من مجالات الكتابية الوظيفية التي يستخدمها الإنسان في جميع مراحل حياته، داخل المدرسة وخارجها، ومنها استمارات الامتحانات العامة واستمارات الإعارة من المكتبات، واستمارات التعريف بمن يتقدم لوظيفة. التقرير: وهي وصف لعمل أو حدث أو مشاهدات أو مشروعات، بأسلوب منظم يتناول الزمان والمكان والأشخاص والموضوع والتعليق.

المذكرات الشخصية: هذه المذكرات نوع من المجالات الكتابية الوظيفية، فالإنسان تعرض له في حياته مناسبات كثيرة يميل فيها إلى تسجيل أشياء قام بها، أو محاضر استمع إليها أو مسائل يريد أن يناقش فيها غيره. الإعلانات واللافتات والنشرات: وهي أعمال كتابية تنتشر داخل المدرسة وخارجها، وتحتاج إلى عدد من المهارات منها: التنظيم والوضوح والدقة في البيانات والإيجاز. المقالات: وهي مجال مهم من مجالات الكتابة الوظيفية، حيث يتم عرض أو مناقشة فكرة أو مجموعة أفكار مترابطة. إعداد قوائم المراجع: هذا المجال الكتابي ضروري للطلاب في المراحل التعليمية المتقدمة، وله مواقفه العملية المفيدة مثل: إعداد مجموعة مراجع لدراسة مشكلة ما، ومعرفة أنواع وأسماء الكتب والقصص، والمجالات التي تناسب صفًّا دراسيًّا معينًا.

المراجع والمصادر

1.   وليد أحمد جابر، تدريس اللغة العربية: مفاهيم نظرية وتطبيقات عملية، دار الفكر، الأردن 2002م.             

2.   جودت الركابي، طرق تدريس اللغة العربية، دار الفكر، دمشق 1996م.             

3.   عبد الوهاب عوض كويران، مدخل إلى طرائق التدريس، دار الكتاب الجامعي، العين 2001م.             

4.   كوثر حسن كوجك، اتجاهات حديثة في المناهج وطرق التدريس، عالم الكتب، القاهرة، ط 2، 1997م.

5.   عبد الفتاح حسن البجة، أصول تدريس العربية بين النظرية والممارسة، دار الفكر، الأردن، 1999م.

6.   محمد صلاح الدين مجاور، تدريس اللغة العربية في المرحلة الثانوية، دار الفكر العربي، القاهرة، 2000م.             

7.   على أحمد مدكور، تدريس فنون اللغة العربية، دار الشواف، القاهرة، 1991م.             

8.   سلوى مبيضين، تعليم القراءة والكتابة للأطفال، دار الفكر، الأردن، 2003م.

9.   حسن شحاتة، تعليم اللغة العربية بين النظرية والتطبيق، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، ط 2، 1993م.             

10.           نايف محمود معروف، خصائص العربية وطرائق تدريسها، دار النفائس، بيروت، ط 5، 1998م.             

11.           زكريا إسماعيل، طرق تدريس اللغة العربية، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 1995م.

12.           محمد عبد المطلب جاد، صعوبات التعلم في اللغة العربية، دار الفكر، الأردن، 2003م.

13.           محمد عبد القادر أحمد، طرق تعليم اللغة العربية للمبتدئين، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1982م.

14.           محمد عبد الرحيم عدس، المعلم الفاعل والتدريس الفعال، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الأردن، 1996م.

15.           رشدي أحمد طعيمة، مناهج تدريس اللغة بالتعليم الأساسي، دار الفكر العربي، القاهرة، 1998م.             

16.           سمر روحي الفيصل ومحمد جهاد جمل، مهارات الاتصال في اللغة العربية، دار الكتاب الجامعي، العين، 2004م.             

 

17.           نايفة قطامي، مهارات التدريس الفعال، دار الفكر، الأردن، 2004م.

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 3494 مشاهدة
نشرت فى 13 ديسمبر 2013 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,592,145