موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

نْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 
قَالَ: 
"إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَاتَحَاسَدُواوَلَاتَبَاغَضُوا وَلَاتَدَابَرُوا وَكُونُواعِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا". 



(التناجش) : مِنْ النَّجْش وَهُوَ أَنْ يَزِيد فِي السِّلْعَة وَهُوَ لَا يُرِيد شِرَاءَهَا لِيَقَع غَيْره فِيهَا.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا"
رواه الإمام مالك والبخاري ومسلم واللفظ لمسلم.

كم من مشكلة وقعت بين الناس بسبب سوء الظن المبني على خطأ المعلومات المنقولة 
وعدم التحقق والتبين منها.

فمن صفات المؤمن التحقق والتبين.

قال الله عز وجل:
"يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا"

لذاعلى المؤمن أن لا يقبل شيئاً من دون التحقق منه ولا أن يتخذ موقفاً أو يبني رأياً على أخبار منقولة
وإنما على شيء ثابت.

فأن يقول "سمعت" فهذا باطل، ولكن أن يقول "رأيت" فهذا حق. 

فالمؤمن إنسانٌ كَيِسٌ، فطنٌ، حذر.

أما قوله عليه الصلاة والسلام " لا تحسسوا ولا تجسسوا"

فقد قال العلماء
أن التحسس يعني تقصي الأخبار الطيبة. 
أما التجسس فهو تقصي الأخبار السيئة.
من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه: فلا يسأل التاجر عن ربحه ولا الموظف عن دخله 
ولا الأب عن مهر ابنته ولا المطلقة عن سبب طلاقها.

فعلى المرء أن لا يلح في السؤال بدافع الفضول والتسلية وملء الفراغ. 
قال الله تعالى:
"قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون"


أما قوله عليه الصلاة والسلام " ولا تنافسوا "
فالمقصود من الحديث الشريف هنا أن لا ينافس المرء أخاه في الدنيا بهدف الاستعلاء عليه 
فهذا الأمر مذمة ونقيصة، وإنما يكون التنافس في معرفة الله والعمل الصالح.

قال سبحانه وتعالى:
" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "والصواب هو التعاون،فالحق عز وجل يقول في كتابه الكريم:
"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"

وقوله " ولا تحاسدوا "
أي أن لا يتمنى المرء زوال النعمة عن أخيه وتصبح له فهذه نقيصة كبيرة. 


قال تعالى:
" ولا تتمنوا ما فضل الله بعضكم على بعض "
فالمؤمن يغبط لأنه يرى فضل الله واسعاً يكفي كل خلقه. 

فهو يرى أن الدنيا دار ممر وليست مقر، 
ويوقن بأنها دار ابتلاء لا دار جزاء، ودار تكليف لا دار تشريف. 

لذا فهو لا يبالي، فمن يعرف الدنيا لا يفرح لرخاء ولا يحزن لشقاء 
لأن الله جعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً؛ 
فهو سيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي.


ولكن غير المؤمن يحسد والحسد أساسه النفاق والغفلة وضعف الإيمان والتعلق في الدنيا، 
فإذا رأى أن الدنيا هي كل شيء وأن فلان حصلها وهو لم يحصلها يمتلئ قلبه حسداً.

والحسود معه شيطان، فإذا كان المحسود غافلاً عن الله عز وجل 
(ومن علامات الغفله التباهي والعرض والافتخار)

سرى هذا الشيطان من نفس الحاسد إلى نفسه.

قال الله عز وجل:

"قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شرغاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد"


وقوله صلى الله عليه وسلم: " لا تباغضوا "
هو دعوة للمحبة بين المسلمين، فالصحابة عليهم رضوان الله تعالى كانوا أحباباً ويداً واحدةً على من سواهم،
وهذا ما يجب أن يكون عليه حال المؤمنين في أي زمان وأي مكان لأن قوتهن تكمن في تواددهم
وتحاببهم. 


الخلاصة المفيدة 
هي أنه إذا ظن الإنسان أنه إذا صلى وصام وزكَى وحجَ صار مؤمناً فهو مخطئ.
المؤمن هو الذي لا يتحسس ولا يتجسس ولا يتنافس ولا يتحاسد ولا يتباغض 
فإذا أراد الإنسان أن يعرف نفسه هل هو مؤمنٌ حقاً أم غير مؤمن فعليه أن يقيس نفسه بهذا الحديث. 



متى يحتقر الكافر نفس المسلم ودينه, ومتى يفتن؟ :

 ينظر له الكافر نظرة ازدراء, فيحتقر دينه معه.
 المسلم حينما يكذب, حينما يُخلف وعده, حينما يهمل عمله, حينما يسيء إلى الناس, الناس يربطونه بالإسلام, فإذا أساء المسلم, أُسيء إلى الإسلام من حيث لا يريد ولا يشعر, فالكافر حينما يرى مسلماً, مهملاً لعمله, مقصراً في أداء واجباته, يكذب أحياناً, يحتال, يسلك طريقاً ملتوياً, هذا الكافر لا يحتقر هذا الإنسان فحسب, بل يحتقر معه دينه, ويحتقر معه الإسلام, ويرى أنه أفضل من المسلمين, معنى ذلك: أننا فتناه, يعني: أعطيناه صورة مشوهة, يعني: أقنعناه أنه على حق, ونحن على باطل, يعني: أيها الكافر ابق كافراً, لأنك إذا أسلمت؛ المسلمون يكذبون, ويقصرون, ويغشون, وينحرفون, فالكافر متى يُفتن؟ حينما يرى مسلماً مقصراً, مسلماً منحرفاً, مسلماً تائهاً, مسلماً شارداً, مسلماً ضعيفاً.
 أيها الأخوة الأكارم, لو أن مسلماً أساء لمسلم, ما الذي يحصل؟ يقول الأول: هذا فلان مسيء, فلان مسيء, أما إذا أساء مسلم لغير مسلم, ماذا يقول غير المسلم؟ يقول: الإسلام هكذا, هكذا الإسلام, هكذا دينهم, هكذا ........ هذه قيمهم, هكذا عقيدتهم, هذه أخلاقهم, فكل مسلم سفير عن الإسلام, كل مسلم جندي, يقف على ثغر من ثغور المسلمين, فينبغي ألا يُدخل إلى دولة المسلمين من عند هذا الجندي, لو أنه قصر, لكانت نقطته نقطة ضعف, نفذ منها الكفار.

 


فهذا الحديث: لا يعني أبداً أن ينجو المسلمون وحدهم من لسانك ويدك, هذا الحديث يعني: أن تعامل الناس معاملة راقية جداً, بحيث تبقى سمعة المسلمين من خلالك متألقة.

((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث.
-لا تبن قرار على فكرة, رأي إفرادي, تأكد, تحقق, اطلب الدليل, اطلب التعليل, اطلب التواتر, اطلب الكثرة-.

ما محاور هذا الحديث؟ :

 ولا تحسسوا: -ما هو التحسس؟ تتبع الأخبار الطيبة, فلانة تزوجت, تزوجت؟ كم أعطاها مهر؟ لماذا تتدخل في أمور غيرك؟.

((من حسن إسلام المرء ترك ما لا يعنيه))

فلان اشترى بيت, من أين جاب ثمنه؟-.
 ولا تجسسوا: -غير التحسس, التحسس: تتبع الخبر الطيب, ما في شيء, لكن يوجد أناس عندهم فضول, أناس حشريون, فلانة طلقت, لماذا طلقت؟ الحق على من؟ حسناً: لا ينجب أولاد, منه أم منها؟ طيب: منه أم منها؟ أنت ليس لك شأن بهذا, هذا ليس شأنك.
 قال:

((مرة سيدنا عمر سألته زوجة: يعني فلان لماذا غضبان منه؟ قال لها: يا أمة السوء, وما شانك أنت بهذا؟))

 هذا اختصاصي, هذا عملي, أنت ليس لك حق تتدخلي بشؤوني.
 (ولا تحسسوا): انظر, لذلك: النبي حتى عن الخبر الطيب نهانا أن نتحسس, عمل حفلة, كم كلفتك هذه الحفلة؟ ماذا أخذ منك فلان؟.
 يوجد أسئلة كثيرة فضولية, رأيته في الطريق, أين ذاهب؟ اتركه, حر, لا تجعله يكذب , أين ذاهب؟ معزوم؟ من عزمك؟.
 (ولا تحسسوا): ابق أديباً, (ولا تحسسوا): لا تتبع الخبر الطيب تطفلاً, ولا تتبَّع الخبر السيء, أيضاً: إيذاء-, ولا تحاسدوا, ولا تدابروا, ولا تباغضوا, وكونوا عباد الله أخوانا))

 

هؤلاء المؤمنون, نحن مشكلتنا يوجد عندنا نصوص جميلة جداً, لكن هذه النصوص لو ترجمت إلى واقع, لكنا في حال غير هذا الحال, لأحب بعضنا بعضاً.

 

 

خاتمة القول :

 أنا قلت لكم من قبل: أعداؤنا الألداء اليهود, يتعاونون على خمسة بالمئة من قواسم مشتركة, والمسلمون, والشيء المؤسف: يتنافسون, ويتحاسدون, ويتباغضون, وبينهم خمس وتسعون بالمئة من القواسم المشتركة, لكل الحلقات, كل هذه الجماعات, كل جماعة تظن أن الله لها, لوحدها فقط, الله لها, وأخوانه للجنة, أما الآخرون أعانهم الله, من جماعة ثانية, مع أن الله للجميع, كل واحد له ..........:

﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾

[سورة يونس الآية:62]

 من هو الولي؟ قال:

﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾

[سورة يونس الآية:63]

 أي إنسان عرف الله, واستقام على أمره, على العين والرأس.
 أخواننا في الله, الآية الدقيقة:

﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾

[سورة الشعراء الآية:215]

 جميلة الآية واضحة.
 أيها الأخوة, يوجد آية ثانية:

﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾

[سورة الشعراء الآية:215]

 لا يوجد لمن اتبعك, اجمع الآيتين, معناها: أي مؤمن, عليك أن تحبه, وأن تتواضع له , وأن تخفض جناحك له, إذا كنت مؤمناً, وأنت لست مؤمناً, إلا إذا انتميت إلى مجموع المؤمنين, لا إلى جماعة صغيرة, ولا إلى حلقة صغيرة, ولا إلى فقاعة صغيرة, إن لم تنتم إلى مجموع المؤمنين, فلست مؤمناً.
 النبي الكريم قال:

((المؤمنون بعضهم لبعض نصحة متوادون ولو ابتعدت منازلهم, والمنافقون بعضهم لبعض غششة متحاسدون ولو اقتربت منازلهم))

 هذا الحديث في البخاري:

((إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث, ولا تحسسوا, ولا تجسسوا, ولا تحاسدوا, ولا تدابروا, ولا تباغضوا, وكونوا عباد الله أخوانا))


amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2737 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2013 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,642,083