الحمد لله الذي شرفنا بالعربية ؛ حيث جعلها لغة كتابه ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد النبي الأمي العربي الذي أوتي جوامع الكلم ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد .....
فإن موضوع ( أخطاء لغوية شائعة ) من الموضوعات التي عجت بها كتب وصالت بها أقلام ولاكتها ألسن , وتبادلها الناس فيما بينهم في اهتمام مزعوم وحب مبتور ، معبرين عن هذه الحفاوة بعلامات التعجب وكلمات الإنكار ،ولم يقتصر هذا على المتخصصين أو الدارسين لهذه اللغة العجيبة ، بل شمل المتخصصين وغيرهم .
أراني وصفت هذا الاهتمام بأنه مزعوم ، والحب بأنه مبتور ؛ ذلك لأنه لا يترك أثرا ، ولا يحرك ساكنا ، ولا يفجر رغبة في التواصل والتعايش مع هذا الدرس . من ثم وجدت فكرة إحياء هذا الدرس ملحة ، مع إيماني بأنني لست بدعا في هذا ، لكنني تمنيت أن أتناوله بطريقة تبعث على التواصل والتفاعل في جو أخوي يلفه سياج الحب في الله ، ويغذيه التفاني في خدمة هذه اللغة الجميلة الراقية التي تملأ قلوبنا وجوانحنا بهجة وسرورا وأبهة ، ونفوسنا عزا وشموخا وشفافية ، وعقولنا نورا وحكمة وهدى .
الجدير بالذكر أنني سأتناول - إن شاء الله - في هذه السلسلة الأخطاء بصفة عامة ، أعني : الإملائية والنحوية والصرفية والمعجمية ، ثم الأخطاء المتوهمة و هي ليست أخطاء في الحقيقة .
.....
من الأخطاء الإملائية :
1- كتابة الهمزة على الياء في مثل هذه الكلمات : ( شئ - برئ .... ) والصواب كتابتها على السطر لأن قبلها ياء ،هكذا : شيء - بريء ..... أما الكلمات التي تكتب على الياء في مثل : بارئ - قارئ .....؛ إذ ليس قبلها ياء .
2- الخلط في كتابة الهمزة المتوسطة في حالات : الرفع والنصب والجر ، فيقال : هذا بناءك ، ومررت ببناؤك ، وشاهدت بنائه ، والصواب : في الأولى : بناؤك ؛ لأنه خبر مرفوع ، وفي الثانية : مررت ببنائك ؛ لأنه اسم مجرور ، وفي الثالثة : شاهدت بناءه ؛ لأنه مفعول به منصوب .
فالملاحظ أن الذي يحدد الصواب والخطأ الموقع الإعرابي .
من الأخطاء الصرفية : تثنية المقصور ( الاسم الذي ينتهي بألف لازمة مفتوح ما قبلها )
فلعلك سمعت مثلي : كان معه عصتان - هاتان دولتان عظمتان وكبرتان - هاتان دعوتان ضد الخصم
والصواب : كان معه عصوان - وهاتلن دولتان عظميان وكبريان - وهاتان دعويان ضد الخصم
والحقيقة أن سبب الخطأ في مثل هذا ترجمة حقيقية لإهمال القواعد الصرفية ، نعم أعرف أنك تحفظها وترددها ، لكنك لا تحاول توظيف ما تحفظ .. كلامي صواب أم خطأ ؟؟
لكن ما سبب الخطأ يا رجل ؟؟
لعلك تحفظ أن الاسم المقصور إذا كانت ألفه ثالثة ترد إلى أصلها عند التثنية ( ألف أو ياء ) فيكون الصواب : عصوان أو عصوين ( حسب موقعها ) وليس عصتان - وعظميان أو عظميين ,وكبريان أو كبريين
ملحوظة : لكن يا أستاذنا ربما لا نعرف أصل هذه الألف في كثير من الكلمات ، فما العمل ؟؟
لا تحزن ...انظر إلى هذه الألف إذا كانت مكتوبة ألفا مثل : عصا فاعلم أن أصلها الواو ، وإذا كانت مرسومة ياء مثل : فتى ، فاعلم أن أصلها الياء ، فتقول : فتيان أو فتيين :
من الأخطاء المعجمية الدلالية :
لعلك تسمع مثلي : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر بفتح الخاء والصواب كسرها ، وذلك لأن الآخر بالكسرخلاف الأول ، أما الآخر بالفتح فمعناه المغاير ، ومؤنث الأول : الآخرة فأنت تقول : جمادى الآخرة ، أما مؤنث الثاني الأخرى ( فسترضع له أخرى )
من الأخطاء النحوية :
نصب الفاعل : ويحدث ذلك كثيرا في حالة اتصال ضمير النصب بالفعل وتأخر الفاعل ، أو في حالة الفصل بين الفعل والفاعل بأحد مكملات الجملة .
مثل : تشدني إليه جرأتَه ، بالنصب على أنها مفعول ، والصواب أنها فاعل والياء هي المفعول .
ومثل : يتعين على الطلاب انتظارَ الأستاذ إذا تأخر ، بالنصب والصواب الرفع على الفاعلية .
نشرت فى 7 مايو 2013
بواسطة amer123123
عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
14,646,489
ساحة النقاش