بسم الله الرحمن الرحيم

في هذا الموضوع سنتناول موضوع التلخيص .

مفهوم التلخيص
قبل أن نخوض إلى موضوع التلخيص، حري بنا أن نتعرف إلى ماهيته. فالتلخيص هو إعادة صياغة النص الأصلي صياغة جديدة في عدد أقل من الكلمات والجمل والعبارات مع المحافظة على جوهره والإبقاء على معانيه وأفكاره الأساسية. 

والتلخيص لا يعني الأخذ من الأصل عشوائيًا، كأن نأخذ منه جزءا ونترك جزءا. إنه فهم واستيعاب وتجميع للعناصر الرئيسة في النص وعرضها في صورة مكثفة بعدد أقل من الكلمات. 

أهمية التلخيص




تتمثل أهمية التلخيص في الآتي: 

يحتاج إليه الطالب أكثر من غيره في تسجيل ملاحظاته في المحاضرات واستيعاب ما يقرأ في المصادر والمراجع. كما يحتاج إليه طالب الدراسات العليا في جمع مادته العلمية اللازمة لبحثه. 
يوفر الوقت المطلوب للاطلاع على الكتابات المطوله كالتقارير والمقالات والبحوث. 
يوفر المجهود اللازم لمتابعة الأعمال المكتوبة؛ كالرسائل والطلبات الأولية ومحاضر الاجتماعات. 
تدريب عملي على الكتابة وتطوير لمهاراتها لدى الملخص، إنه اختبار لقدرته على الاستيعاب واسترجاعه المنظم للمعلومات، رخبراته الكتابية التي يكتشف من خلالها أسلوبه المميز في الأداء الكتايي. 
تنمية لجوانب كثيرة في شخصبة الفرد كالقدرة على التركيز، ودقة الملاحظة، والنظام والإتقان. 
تعويد الملخص على الكتابة المكثفة وتنمية سيطرته على اللغة. 
تعميق نظرة الكاتب ونظرة القارئ بالتركيز عند التلخيص على أهم النقاط، والتركيز عند القراءة على الجوهر. 
يمكّن الكاتب من الإفادة من كل ما يجمع من معلومات، وما يتوصل إليه من استنتاجات، وما يقترح من تصويبات وعرضه بشكل مركز ومنسثق ومنطم. 
يعطي الكاتب ثقة في نفسه عندما يلمس قدرته على الاستيعاب، وجهده الشخصي في الصياغة، تعبيره عن الكثير بالقليل، فيحس بالنجاح والاسنعداد لآفاق أوسع وأرحب. 
ضروري لنشر أعمال معينة: كالبحوث والتقارير المطولة، حيت يحتاج أصحابها إلى تلخيصها بإبراز عناصرها الأساسية بكلمات موجزة مركزة وعبارات مكثفة. 



خطوات عملية التلخيص





اقرأ النص المطلوب منك تلخيصه، قراءة مركزة بهدف استيعابه، والإحاطة بكل جزئياته، وأعد القراءة إذا دعا الأمر، وحاول تحديد الأفكار الرئيسة للنص. 
حاول التمييز بين ما هو أساسي وما هو ثانوي من الأفكار. 
ضع خطوطا بقلم الرصاص تحت ما ترى أنه أساسي، وتجاوز ما هو غير ضروري كالعبارات المترادفة التي تكرر المعنى، والأمثلة والإحصاءات، والبدهيات والعموميات. 
ابدأ بكتابة جمل قصيرة بعباراتك الخاصة تتضمن الأفكار الرئيسة. 
ضع النص الأصلي جانبا وابدأ التلخيص معتمدا على مهاراتك وأسلوبك الخاص. واجعل تلخيصك في ثلاث فقرات -على الأقل- فقرة قصيرة تمثل مقدمة التلخيص وتحدد الهدف منه، ثم فقرة ثانية في صلب الموضوع، تتضمن أفكاره الأساسية وجزئياته المهمة، وفقرة ثالثة تكون خاتمة وتعرض نتائج المقال وخلاصته، وقد تحتاج في صلب الموضوع إلى فقرتين رذلك تحدده طبيعة النص الأصلي. 
اسأل نفسك: هل حافظت في ملخصك على جوهر النص الأصلي؟ وهل تضمن العلخص الأفكار الأساسية؟ وهل خلا الملخص من أية زيادات لا داعي لها؟ 
راجع الملخص مراجعة دقيقة؛ تأكد من صحة كتابتك إملاءً ونحوا وأسلوبا، واستخدم علامات الترقيم المناسبة. وتأكد من أن تلخيصك لا يتضمن جملا أو عبارات مأخوذة من النص الأصلي. 
تأكد من أن عدد كلمات التلخيص ربع عدد كلمات النص الأصلي أو أكثر قليلا. ومن المهم أن يأتي الملخص - رغم صغر حجمه واضح المعنى. 
ضع عنوانا مناسبا لتلخيصك. 



نموذج تلخيص المقال




اقرأ النص الآتي لابن خلدون: 
"العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين على الجملة. والسبب في ذلك أنهم، لخلق التوحش الذي فيهم، أصعب الأمم، انقياداً بعضهم لبعض، للغلظة، والأنفة، وبعد الهمة، والمنافسة في الرياسة؛ فقلما تجتمع أهوؤهم. فإذا كان الدين بالنبوة أو الولابة، كان الوازع لهم من أنفسهم، وذهب خلق الكبر والمنافسة، فسهل انقيادهم واجتماعهم، وذلك بما بشملهم من الدين المدهب للغلظة والأنفة، الوازع من التحاسد والتنافس. فإذا كان فيهم النبي أو الولي الذي يبعثهم على القيام بأمر الله، ويذهب عنهم مذمومات الأخلاق، ويأخذهم بمحمودها، ويؤلف كلمتهم لإظهار الحق، ثم اجتماعهم، وحصل لهم التغلب والملك. 

" وهم مع ذلك أسرع الناس قبولاً للحق والهدى، لسلامة طباعهم من عوج الملكات، وبراءتها من ذميم الأخلاق، إلا ما كان من خلق التوحش القريب المعاناة، المهيأ لقبول الخبر ببقائه على الفطرة الأولى، وبعده عما ينطبع في النفوس من قبيح العوائد وسوء الملكات ؛ فإن " كل مولود يولد على الفطرة "، كما ورد في الحديث، وقد تقدم " (* ابن خلدون: المقدمة، تاريخ ابن لدون، المجلد الأول، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1967، ص 266). 

التلخيص: 
نجده ينقسم إلى فقرتين كل منها تستقل بفكرة أساسية توضحها فكرة ثانوية، والتلخيص يقتضي أولاً: إثبات الفكرة الأساسية في كل فقرة، ثم التوجه إلى الفكر الثانوية التي جاءت معللة للفكرة الأساسية أو موضحة لها. 

الفقرة الأولى: 
الفكرة الأساسية: لا تأتي السيادة للعرب إلا لعامل ديني مهم. خلاصة الفكرة التانوية: سبب ذلك عنادهم، ونزعاتهم الفردية ومنافساتهم، والدين الحي في النفوس يلطف طباعهم، ريهذب أخلاقهم، ويسهل اتحادهم. 

الفقرة الثانية: 
الفكرة الأساسية: والعرب مع ذلك ميالون جدا لقبول الهداية. خلاصة الفكرة الثانوية: مرد ذلك إلى سلامة قلوبهم إلا من القسوة إذ هي في فطرتهم.