موقع الأستاذ عبد الفتاح أمير عباس أبو زيد

موقع لغوي أدبي تربوي قبمي

شعر - لأبي القاسم الشابي



التعريف بالشاعـر :

شاعر تونسي معاصر ، ولد عام 1908 بقرية " شابية " ، ونال ليسانس الحقوق ، كان محباً للحرية وجمال الطبيعة ، توفي عام 1934 م في ريعان الشباب ، وله ديوان " أغني الحياة "

موضوع وجو النص :

الحرية هبة منحها الله للإنسان ، وحينما رأى أبو القاسم الشابي سيطرة الاحتلال على وطنه تونس سجل هذه الأبيات ليحث أهل وطنه على الدفاع عن حريتهم ، ويستنكر على البعض خضوعه للذل والقيود ، ويدعوهم إلى التمتع بجمال الطبيعة 

النص : الحرية هبة الله لكل إنسان

( 1 ) خُلقتَ طليقاً كطيف النسيم وحراً كنور الضحى في سماه
( 2 ) تغرد كالطير أين اندفعـــت وتشدو بما شـاء وحي الإلــه
( 3 ) وتمرح بين ورود الصبـــاح وتنعـــم بالنــور أنَّـى تـــــراه
( 4 ) كذا صاغك اللـه يابن الوجود وألقتك في الكون هذي الحيــــاه


اللغويـــات

طليقاً = حراً والمضاد مقيداً والجمع طلقاء // طيف = خيال وتحرك والجمع أطياف // النسيم = الهواء الرقيق والجمع أنسام ، نسائم // الضحى = الصباح // أين = في أي مكان // اندفعت = انطلقت // تشدو = تغني // شاء = أراد // تمرح = تسعد وتلعب // تنعم = تتمتع // بالنور = بالحرية // كذا= كذلك // صاغك = خلقك وصنعك // ابن الوجود = الإنسان // ألقتك = أوجدك // هذي = هذه

الشرح 

( 1 ) لقد خلقك الله حراً أيها الإنسان مثل الهواء الرقيق الساري ، ومثل النور المنتشر وقت الضحى

( 2 ) ومنحك الحرية لتسعد وتغني مثل الطير في أي مكان تنطلق إليه

( 3 ) وتلعب وتسعد بين ورد الحدائق ، وتتمتع بنور الحرية أينما تجده

( 4 ) هكذا خلقك الله حرا أيها الإنسان وأوجدك في الكون لتتمتع بالحياة

الجماليــات 

خلقت طليقاً كطيف النسيم ) تشبيه للإنسان الحر بالهواء الساري ليبين أن الحرية حق لكل إنسان 

مثل الهواء

خُلقت ) جاء الفعل مبنياً للمجهول بسبب العلم بالفاعل وهو ( اللــه )

حراً كنور الضحى ) تشبيه للإنسان الحر بانتشار النور وقت الضحى ليبين جمال الحرية

طيف النسيم ) إضافة " طيف " إلى " النسيم " يوحي برقة الحرية

تغرد كالطير ) تشبيه للإنسان الحر بالطير الذي يغرد 

أين اندفعت ) تعبير يدل على الشمول والعموم

تشدو ) تعبير يوحي بالسعادة 

بما شاء وحي الإله ) تعبير يدل على أن الله منح الحرية لكل إنسان

تمرح ) تعبير يوحي بالحيوية والنشاط 

ورود الصباح ) إضافة " ورود " إلى " الصباح " يوحي بجمال الحرية ، حيث يكون الورد أكثر 

جمالاً وتفتحاً في الصباح

وتنعم بالنور ) تصوير الحرية بالنور ليدل على جمال الحرية 

صاغك الله ) تعبير يدل على أن الله خلق الإنسان في أحسن صورة ، لأن صاغ يدل على دقة الصنع

يابن الوجود ) نداء غرضه التنبيه 

ألقتك ) لم يوفق الشاعر في اختيار " ألقتك " لأن ألقى بمعنى " رمى " وهذا لا يليق مع الإنسان

الذي كرمه الله تعالى ، والأفضل " أوجدك " أو " أنشأ "

تغرد - تشدو - تمرح - تنعم ) جاءت بالمضارع لتدل على الاستمرار والتجدد 

---------------------------------------------------------------------------

رفض الذل والاستسلام لأنهما ليس من شيم الأحرار
( 5 ) فمــــــالك ترضــى بــــذل القيــــود وتحنـي لمــن كبلوك الجبـــاه
( 6 ) وتُسكتُ في النفس صوت الحياة الـ ــقوي إذا مـــا تغنــى صـــداه
( 7 ) وتطبـق أجفانـك النيـرات عن الفـ ـجر والفجـــــر عــذبٌ ضيـــاه
( 8 ) أتخشى نشيد السمـــاء الجميــــــل أترهب نور الفضا في ضحــاه


اللغويات :

مالك = لماذا // ترضى = تقبل // تحني = تخفض // لمن = للذين // كبلوك = قيدوك والمضاد حرروك ، أطلقوك // الجباه = جمع جبهة وهي مقدمة الرأس // تسكت = تكتم // صداه = صوته والجمع أصداء // تطبق = تغمض والمضاد تفتح // أجفان = مايحيط بالعين والمفرد جَفن // النيرات = المشرقات والمفرد نيرة // الفجر = الحرية // ضياه = نوره // تخشى = تخاف // ترهب = تخاف // نشيد السماء = أمر الله بالحرية // 

الشـــرح :

( 5 ) فلماذا تقبل الذل مستسلماً ، ولماذا تخفض رأسك للذين سلبوا حريتك

( 6 ) ولما تكتم في نفسك صوت الحرية الذي يردد صوته ويناديك لتتمتع بجمال الحياة

( 7 ) ولماذا تغمض عينيك عن نور الحرية التي تراها جيداً وتحرم نفسك من جمال نورها

( 8 ) فهل تخشى أن تنفذ أمر الله لك بالحرية ، أم أنك لا ترغب في التمتع بجمالها

الجماليـــات :

فمالك ترضى ) أسلوب استفهام الغرض منه التعجب والاستنكار

ذل القيود ) تعبير يدل على مدى الاستسلام والخضوع للظلم

تحني لمن كبلوك الجباه ) تعبير يدل على شدة الخضوع والاستسلام 

تسكت في النفس صوت الحياة ) تصوير الحياة بشخص له صوت قوي يكتمه الإنسان ، مما يدل 

على خضوعه

صوت الحياة القوي ) وصف الصوت بالقوي يدل على شدة صراع الإنسان مع رغبته الداخلية

تغنى صداه ) تعبير يصور الحياة بإنسان يغني للحرية

أجفانك النيرات ) وصف الأجفان بالنيرات يدل على أن الإنسان يرى طريق الحرية واضحا ،

ويتظاهر بعدم رؤيته مما يدل على استسلامه

عن الفجر ) تصوير الحرية بنور الفجر مما يوحي بالتفاؤل

الفجر عذب ضياه ) تصوير لنور الحرية بالماء العذب 

أتخشى نشيد السماء؟ ) أسلوب استفهام الغرض منه الإنكار والتوبيخ

أترهب نور الفضا ؟ ) " " " " " "

نشيد السماء ) تعبير يدل على أن الحرية هبة من الله للإنسان 

ترضى - تحني - تسكت - تطبق ) جاءت بالمضارع لتدل على الاستمرار والتجدد

الحرية تحقق السعادة ولا تتحقق إلا بالكفاح
( 9 ) ألا انهض وسر في سبيل الحياة فمن نام لم تنتظره الحياه
( 10 ) ولا تخـشَ شيئاً وراء التـلاع فما ثَـمَّ إلا الضحى في صبـــاه
( 11 ) وإلا ربيــع الوجــود الغرير يطـــرز بالــورد ضـافــي رداه
( 12 ) وإلا أريج الورود الصِباح ورقص الأشعة بين المياه
( 13 ) وإلا حمام المروج الأنيق يغرد منطلقاً في غناه
( 14 ) إلى النور فالنور عذب جميل إلى النور فالنور ظل الإله


اللغويات :

ألا = هيا ، وهي أداة استفتاح للتنبيه // انهض = قم // سبيل = طريق والجمع سُبل ، أسبلة // نام = تكاسل // لا تخش = لا تخف // التلاع = المرتفعات والمفرد تلعة والمقصود بها العقبات والأوهام // فما ثم = فليس هناك // الضحا = النور // صباه = قوته وانتشاره // الغرير = الجميل الحسن والجمع أغرة ، غرائر // يطرز = يزين ، يجمل // ضافي = واسع والمضاد ضيق // رداه = ثوبه والجمع أردية // أريج = رائحة طيبة والجمع أُرج ، أرائج // الصَباح = الناضر الحسن // المروج = الحدائق الخضراء والمفرد مرج // الأنيق = الجميل // منطلقاً = مندفعا ومستمرا // النور = الحرية // ظل الإله = هبة ونعمة من الله

الشـــرح :

( 9 ) فهيا إلى الكفاح لتتمتع بجمال الحياة فالحياة لا تنتظر الخاملين المتكاسلين

( 10 ) ولا تخف من المصاعب والعقبات التي تواجهك فبعدها لا تجد إلا السعادة بنور الحرية 

( 11 ) وبعدها لا تجد إلا جمال الربيع وهو يكسو الكون ثيابا مزينة بالورد

( 12 ) وكذلك رائحة الورد الطيبة ، وأشعة الشمس المبهرة وهي تتراقص على المياه

( 13 ) وكذلك الحمام الذي يغرد سعيداً بين الحدائق الخضراء 

( 14 ) فهيا إلى الحرية فهي أجمل ما في الكون ، وهي منحة الله للإنسان

الجماليات : 

( ألا ) آداة استفتاح تفيد التنبيه

( انهض ) أسلوب أمر الغرض منه الحث والنصح

( سر ) " " " " " "

( فمن نام لم تنتظره الحياة ) تصوير الحياة بقطار لا ينتظر المتكاسلين ، ليبين ضرورة السعي للدفاع عن الحرية .. والعبارة تعليل وسبب لما قبلها 

( لا تخشَ ) أسلوب نهي الغرض منه النصح والإرشاد

( شيئا ) جاءت نكرة تفيد الشمول والعموم

( وراء التلاع ) تصوير العقبات والأوهام بالمرتفعات يدل على ضرورة مواجهتها

( فما ثم إلا الضحى ) أسلوب قصر يفيد التخصيص والتوكيد ، وهو مؤكد بالنفي " لا " والاستثناء " إلا "

( الضحى في صباه ) تصوير للضحى بإنسان في مرحلة الصبا والشباب ليبين قوة انتشار النور

( ربيع الوجود الغرير ) تصوير الحرية بالربيع ليدل على جمال الحرية 

( يطرز بالورد ضافي رداه ) تصوير الربيع بإنسان يصنع ثياباً واسعة من الورد يزين بها الوجود

( أريج الورود الصباح ) تصوير الحرية برائحة الورد الطيبة

( رقص الأشعة بين المياه ) تصوير لأشعة الشمس بفتاة تتراقص على المياه

( يغرد منطلقاً ) تعبير يدل على السعادة بالحرية 

( منطلقاً ) تعبير يوحي بالاستمرار 

( إلى النور ) أمر جاء في صورة الجار والمجرور الغرض منه الحث والنصح

( فالنور عذب جميل ) تصوير لنور الحرية بالمياه العذبة ، والعبارة تعليل وسبب لما قبلها

( فالنور ظل الإله ) تعبير يدل على أن الحرية هبة من الله لكل إنسان ، والتعبير تعليل لما قبله

( وإلا ربيع - وإلا حمام - وإلا أريج ) تكرار إلا يفيد التخصيص والتوكيد

( تنتظر - تخشى - يطرز - يغرد ) جاءت بالمضارع لتدل على الاستمرار والتجدد

amer123123

اللهم احفظ المسلمين من شر وسوء المنافقين والخونة والعملاء والكافرين يارب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 4712 مشاهدة
نشرت فى 6 مايو 2013 بواسطة amer123123

ساحة النقاش

عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد

amer123123
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

14,677,967