دروس بلاغة مختصرة وسهلة
معنى البلاغة :
البلاغة هي مراعاة مقتضى الحال
وهي التعبير عن المعنى الرفيع بعبارة صحيحة لها في النفس أثر جذاب مع مراعاة الموقف الذي تُقال فيه، والأشخاص المُتَحدَّث إليهم
والإنسان الذي يتصف بما سبق يُسمى ( بليغاً ) وأهم صفاته:
• الاستعداد الفطري، والموهبة، والذوق الجميل
• قراءة ذخائر الأدب ( شعراً ونثراً )، وحفظ بعضها، والقدرة على نقدها ، والموازنة بينها
• معرفة قواعد اللغة العربية؛ ليقول كلاماً خالياً من الأخطاء
• حسن اختيار الألفاظ ، لتكوين عبارات لها صفة التأثير والإمتاع
• الدقة في اختيار الأساليب التي تناسب الجو النفسي
التعبير الحقيقي والتعبير المجازي
أ - الأسلوب الحقيقي:
هو ما تستخدم فيه الألفاظ في معانيها الحقيقية ( أي دون اللجوء للخيال )
مثل قولنا: ذهبت هذا العام لأداء فريضة الحج
وقول الأعشى في معلقته: ودِّع هُريرةَ إنَّ الركب مرتحلُ
وقول عمرو بن كلثوم: قفي قبل التَّفَرُّقِ يا ظعينا
ب – الأسلوب المجازي:
ويسمى
الأسلوب الخيالي، وهو ما استخدمت فيه الألفاظ في غير معانيها الحقيقية؛
لبيان علاقة ما : المشابهة ( التشبيه – الاستعارة – الكناية )، وغير المشابهة ( المجاز المرسل )وذلك مثل:
القائد كالأسد ( تشبيه )
وقوله تعالى: " وآتوا اليتامى أموالهم " ( مجاز مرسل )
وقول عنترة: يا طائر البانِ ( استعارة )
مع ملاحظة أن المعنى الواحد قد يُصَوَّر بالحقيقة والمجاز مثل:
• القائد شجاع
• القائد كالأسد
علوم البلاغة
تنقسم علوم البلاغة ثلاثة أقسام:
1 – علم البيان : ويشمل ( التشبيه – الاستعارة – الكناية – المجاز المرسل )
2 – علم المعاني: وفيه ( الإيجاز – الإطناب – المساواة – التقديم والتأخير )
3 – علم البديع: وفيه ( الطباق – المقابلة – الجناس – السجع )
وفيمايلي تفصيلاتها :
علم البيان :
البيان في اللغة: الوضوح والكشف وهو إيراد المعنى الواحد بطرق مختلفة تلتزم الفصاحة
والخيال:
هو التعبير عن الحقائق، والأفكار بأسلوب خيالي نابع من وجدان الأديب
ومزاجه النفسي، لا كما يراه بقية الناس ويلجأ الأديب إليه ليبتعد بالمتلقي
عن حدود الواقع، ويسمو به إلى عالم الخيال الممتع المثير
* أنواع الخيال:
1 – الخيال الكلي: وفيه تحس أنك أمام لوحة فنية متكاملة تجد فيها الصوت واللون والحركة0
2 – الخيال الجزئي: ويشمل : التشبيه – الاستعارة - الكناية – المجاز المرسل0
التشبيه=لون من ألوان التصوير الفني، نشبه فيه شيئاً بشيء آخر لإكساب الأول صفة الثاني القوية
قال المعري: أنت كالشمس في الضياء
أركانه: المشبه: المشبه به: أداة التشبيه: وجه الشبه:
ولابد في التشبيه أن يبقى المشبه والمشبه به، ويسميان طرفي التشبيه، ولو حُذف أحدهما لا يكون الأسلوب تشبيهاً، بل استعارة
قال الشاعر : أنا كالماء إن رضيت صفاءً وإذا ما سخطتُ كنت لهيبا
أقسام التشبيه:
1 / التشبيه المفرد:
وينقسم إلى:
أ – المرسل: وهو ما ذُكِرتْ فيه الأداة… أنت كالبحر في الكرم
ب – المؤكد: ما حُذِفتْ منه الأداة… أنت نجم في العزة والرفعة
ج – المجمل: ما حُذِف منه وجه الشبه… كلامك كالشهد
د – المفصل: ما ذُكِر فيه وجه الشبه… الحديقة كأنها الفردوس في الجمال
هـ – التشبيه البليغ: هو ما حُذِفت منه الأداة، ووجه الشبه… أنت بحر – الحديقة
فردوس وهو أعلى أنواع التشبيه المفرد بلاغة؛لأنه يترك للمتلقي فرصة
لإعمال عقلهويُسمى بليغاً بادعاء أن المشبه هو المشبه به، ويأتي التشبيه
البليغ على أربع صور هي:
1 – المبتدأ والخبر: العلم نور – المؤمن مرآة أخيه
2 – الحال وصاحبها: تألق اللاعب نجماً في المباراة – وقف الجيش صخرة أمام العدو
3 – المفعول المطلق: انطلق العدَّاء انطلاق الصاروخ – تفوق الطالب تفوّق العباقرة
4 – إضافة المشبه به إلى المشبه: يسعد المتعلم بنور العلم – مصباح الإيمان يضيء للمؤمن
2/ التشبيه التمثيلي:
ويسمى التشبيه تمثيلاً إذا كان وجه الشبه صورة مأخوذة من متعدد
مثال: فاطمة وحولها الزميلات كالقمر حوله النجوم
فالمشبه: فاطمة والمشبه به: القمر حوله النجوم
ووجه الشبه: شيء جميل تحيط به أشياء أقل جمالاً وهو كما نرى صورة مأخوذة من أشياء متعددة
ومثل قول المتنبي يمدح الخليفة: يهزُّ الجيشُ حولكَ جانبيه كما نَفَضَتْ جَناحيها العِقَابُ
المشبه: .... المشبه به:....
وجه الشبه: ....
ومثل
قوله تعالى:" مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع
سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم"
3/ التشبيه الضمني:
ولا يُوضع فيه المشبه، أو المشبه به في صورة من صور التشبيه المعروفة، بل يُلمحان في التركيب
يقول أبو الطيب: مَنْ يَهُنْ يسهلِ الهوانُ عليه ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ
المشبه: الذي اعتاد الهوان والمشبه به: الميت الذي لا يشعر إذا جُرح ( وهما غير واضحينِ )
ووجه
الشبه: عدم الإحساس أو التأثر ونلاحظ أن أداة التشبيه لا تُذكر مطلقاً،
وغالباً ما يأتي هذا النوع من التشبيه على هيئة الحكمة وهو أعلى أنواع
التشبيه بلاغةً
ومثل قول أبي فراس: تهونُ علينا في المعالي نفوسُنا ومَنْ يخطبِ الحسناءَ لم يُغْلها المهرُ
المشبه: المشبه به:
وجه الشبه:
ومثل قول المتنبي: فإنْ تفُقِ الأنام وأنتَ منهم فإنَّ المسكَ بعضُ دمِ الغزالِ
التدريبات
بين أنواع التشبيه، موضحاً أثرها في المعنى:
أ – " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً "
ب – امرؤ القيس: وليل كموج البحر أرخى سدوله عليَّ بأنواع الهموم ليبتلي
ج – ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا نجري على اليبسِ
د – وقال تعالى: ( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب )
هـ – أبو تمام: ليسَ الحجابُ بمُقْصٍ عنكَ لي أملا إنَّ السماء تُرَجَّى حِيْنَ تَحْتَجبُ
و – وقال تعالى : ( وله الجواري المنشآتُ في البحرِ كالأعلام )
ز – والنفسُ كالطفلِ إنْ تُهْملْه شبَّ على حُبِّ الرضاعِ وإنْ تفطمْه ينفطمِ
ح – أبو فراس: سيذكرني قومي إذا جدَّ جدُّهم وفي الليلةِ الظلماءِ يُفْتقدُ البدرُ
ط – أنت نجم في الضياء، وليل في القهر والغلبة
ك – بطولاتنا راسخة كالأهرام
ل – إنما الدنيا كظل زائل نحمد الله الذي قدرها
م – فإنك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبدُ منهن كوكب
ن – وإذا أشار محدثاً فكأنه قِردٌ يقهقه، أو عجوزٌ تلطمُ
الاستعارة
هي تشبيه حُذف أحدُ طرفيه ( المشبه ، أو المشبه به )، وعلاقتها المشابهة دائماُ0 وهي قسمان:
أ
- الاستعارة المكنية: وهي ما حُذِف منها المشبه به، ورُمِز له بشيءٍ مِن
لوازمه، أو صفة من صفاته تدل عليه قال تعالى: " ربِ إني وهن العظم مني
واشتعل الرأس شيباً…" فهنا شُبِّه الرأس بالموقد أو النار المشتعلة،
وحُذِف المشبه به على سبيل الاستعارة المكنية وسر جمالها التجسيم، وتوحي
بانتشار الشيب في الرأس وسر جمالها التجسيم، وتوحي بانتشار الشيب
ومثل: القائد يزأر في حديثه ومثل: تكلمت الورود في البستان
ب – الاستعارة التصريحية: وهي ما صُرح فيا بلفظ المشبه به، وحُذف المشبه
مثل:
" كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور " فهنا شبه الكفر
بالظلمات، والإيمان بالنور، وصرح بالمشبه به ( الظلمات – النور )، وحَذف المشبه ( الكفر – الإيمان ) على سبيل الاستعارة التصريحية وسر جمالها التجسيم، وتوحي بفضل الإسلام في هداية الناس
ومثل قوله - تعالى – في وصْفِ المُنافقين: " في قلوبهم مرضٌ فزادهم اللهُ مرضا "
التدريبات
* ين نوع الاستعارة، وأثرها في المعنى:
أ – جالست العالِم، فوجدتُ بحراً
ب – يغضب الدهر من الخاملين
ج – قال دعبل: لا تعجبي يا سلمُ مِن رجلٍ ضحك المشيب برأسه فبكى
د – أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامةٌ
هـ – قال تعالى: " إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم "
و – " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا "
ز – " حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت "
ح – ولد الهدى فالكائنات ضياءُ وفم الزمان تبسم وثناءُ
ط – نسي الطين ساعة أنه طين حقير فصال تيهاً وعربدُ
ك – حطمت النسور المصرية أسطورة العدو
ل – بكت فأمطرت لؤلؤاً من نرجسٍ وسقتْ ورداً وعضَّتْ على العُنَّابِ بالبَردِ
الكناية=هي تعبير أُطلق، وأُريد به لازم معناه
والكناية ثلاثة أقسام:
أ
– كناية عن صفة: الحاكم بابه لا يُغلق كناية عن صفة ( الكرم ) وسر جمال
الكناية مجيء المعنى مصحوباً بالدليل والمعنى: أن الحاكم كريم والدليل:
بابه لا يُغلق
ب – كناية عن موصوف: يُستخرج من بلادنا الذهب الأسود كناية عن موصوف ( النفط )
ج – كناية عن نِسْبَة: العفة تحت ثياب الفتاة كناية عن نسبة ( نسبة العفاف إليها )
وسر جمال الكناية مجيء المعنى مصحوباً بالدليل
التدريبات
• بين نوع الكناية، وأثرها في المعنى:
أ – قال الشاعر: اليُمْنُ يتتبع ظله والمجد يمشي في رِكابه
ب – قال تعالى عن نوح- عليه السلام-: " وحملناه على ذات ألواح ودُسُر "
ج – فلانة ناعمة الكفين
د – " وإذا بُشِّر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلاً ظل وجهه مسوداً وهو كظيم "
هـ – " إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر "
و – " ويوم يعض الظالم على يديه "
ز – " الخيل معقود بنواصيها الخير "
ح – صديقي ينظر إلى الدنيا بمنظار أبيض
ط – مصر تحمل في يدها غصن الزيتون
المجاز المرسل
وهو اللفظ المستخدم في غير ما وُضع له لعلاقة غير المشابهة
وللمجاز المرسل علاقات متعددة أهمها:
1/ علاقة كلية: " يجعلون أصابعهم في آذانهم "حيث أطلق الكل وأراد الجزء
ومثل: شربت ماء النيل
2/ علاقة جزئية: " فتحرير رقبة " حيث أطلق الجزء وأراد الكل
ومثل: قال كلمة أغضبتني
3/ علاقة محلية: " واسأل القرية " أي اسأل أهل القرية
ومثل: سلمتُ على بلدتي وأنا عائدٌ مِنَ السفر
4/ اعتبار ما كان: " وآتوا اليتامى أموالهم " باعتبار أنهم كانوا أيتاماً
ومثل: " إنه مَنْ يأتِ ربه مجرماً"
5/ اعتبار ما سيكون: كأن يقولون لك في البيت: أهلاً يا دكتور أي باعتبار ما سيكون
ومثل: زرعت اليوم شجرةً
التدريبات
بين علاقة المجاز المرسل فيما يلي، مبيناً سر جماله:
1) " فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق "
2) " كل شيء هالك إلا وجهه "
3) " فتحرير رقبة مؤمنة "
4) له أيادٍ علي سابغةٍ أعد منها، ولا أعددها
5) وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني
6) " إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً "
7) " إن الأبرار لفي نعيم، وإن الفجار لفي جحيم "
" قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً "
9) " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً "
10) شربت ماء النيل
11) قضت المحكمة بالبراءة
12) " يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة "
13) " واسأل القرية التي كنا فيها "
نشرت فى 12 سبتمبر 2012
بواسطة amer123123
عبد الفتاح أمير عباس أبوذيد
موقع لغوي تربوي وأدبي وقيمي الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إعداد »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
14,643,744
ساحة النقاش