لماذا نعجز عن كتابة موضوع؟؟
عندما أطلب منك أن ترسم لي ورودا ملونة
أولا:
هل يمكنك أن ترسم و أنت لم تر ورودا من قبل أو إذا لم تكن تعرف الألوان ؟؟
ثانيا:
إذا كنت قد رأيت ورودا ملونة من قبل
فهل يمكنك الرسم دون فرشاة وألوان؟؟

في الحالة الأولى
ستعجز بالطبع عن رسم ما لا تعرفه
و هكذا مع الكتابة
فكيف يمكنك كتابة موضوع
و أنت لم تقرأ مواضيع من قبل؟؟!!

و في الحالة الثانية:
رأيت الورود لكن ليس لديك أدوات لترسمها
ربما تقرأ
و لكنك تفتقر لأدوات الكتابة

فالكتابة صناعة مثل أي صناعة
فالنساج يحيل خيوط الحرير أو الصوف إلى منسوجات و له أدوات للغزل


و الطباخ يحيل مقادير من البصل و الثوم و الملح والبهارات و السمن و اللحم و الطماطم و الأرز إلى طبخة لذيذة و له أدوات للطبخ كالموقد و القدور..الخ


و الصائغ يحيل الذهب الخام إلى مصوغات من خواتم و قلائد و أسورة نتزين بها و له أدوات للصياغة


كذلك الكاتب
يصوغ الكلمات في نسيج مترابط و متشابك ليعطيك مشهدا بالصوت و الصورة

إذن المسألة تحتاج إلى خامات و أدوات

فالخامات هي:
حصيلتك اللغوية من مفردات و مرادفات و عبارات
و تشبيهات

و أدواتك هي :
- قواعد النحو و الصرف
- قواعد الإملاء
- علامات الترقيم

فالخامات
تزداد بالقراءة المتواصلة

و الأدوات هي القواعد

فأنت تمرر الكلمة على :


- قواعد النحو لتعرف محلها من الإعراب و البناء لتتفادى الأخطاء النحوية

- و على قواعد الصرف لتعرف تصريفها الصحيح لتعرف إن كانت الكلمة مصدرا أو اسم الفاعل أو اسم المفعول ..الخ
فتختار منها ما يناسب كلامك


- و على قواعد الإملاء ليصبح ما تكتبه مفهوما فلا يحدث لبسا أو خلطا في المعنى

و على علامات الترقيم لتضبط النص
فلن يعرف القارئ ماذا تقصد بدون هذه العلامات
فلن يعرف أنك تتساءل إلا بعلامة الاستفهام(؟)
و لن يعرف أنك تتعجب أو تسخر إلا بعلامة التعجب(!)
و لن يعرف أن الجملة انتهت إلا بالنقطة
و لن يميز القارئ أجزاء الجملة دون الفاصلة فهي تفصل بين أجزاء الكلام لتميزه عن بعضه

مثل:
من أدوات الكتابة قواعد النحو و الصرف، و قواعد الإملاء، و علامات الترقيم.

و طبعا لابد أن يكون لدينا هدف من الكتابة أو فكرة أو مجموعة أفكار نريد توصيلها للقارئ

فالصانع لديه هدف أو شكل للمصنوعات التي سيصنعها


و الكاتب يستخدم الخامات و الأدوات لصياغة الفكرة التي يهدف لها


الكتابة ( مع وجود فكرة عامة)
تبدأ بإنشاء جملة تعبر عن الفكرة الرئيسية
ثم عدة جمل تترابط لخدمة الفكرة الرئيسية و توضيحها
فتتكون لدينا فقرة


لنفرض أن الفكرة الرئيسية

أن تكتب عن شخصية تعجبك

و لنفرض أنك بدأت:

أن أفضل شخصية تعجبني هي أختي الكبرى.
الجملة أو الفكرة الرئيسية
ثم تابعت بعدة جمل فرعية تخدم الفكرة الرئيسية و توضح معناها

كأن تقول:
فهي ليست مجرد أخت. إنها صديقتي المقربة. نعم الصديقة هي. فهي دوما موجودة عندما أحتاج إليها. و هي من تنصحني في كل أموري. فهي تساعدني في استذكاري، و تحل مشكلاتي.


و الآن أصبح لدينا فقرة
تحمل فكرة رئيسية و جمل متفرعة و مترابطة في المعنى توضح و تبين هذه الفكرة.


يمكننا طرح فكرة رئيسية أخرى في نفس السياق


مثل:
من الصعب أن أرى عيوبا في أختي. فكرة رئيسية

و تتبعها بجمل فرعية كأن تقول:
فمزاياها تطغى على عيوبها. و حتى إن كانت تخاف كثيرا علي، فتمنعني من زيارة صديقاتي أو الخروج بمفردي؛ و رغم أنني أصاب بالضيق أحيانا من خوفها الزائد عن الحد، إلا إنني لا يمكنني أن ألومها على خوفها علي،