نموذج من كتاب (مَوَاضِعُ الإِلْغَازِ ) للأستاذ/ يسري سلال .. برعاية موقع (نحو دوت كوم )
الكتاب الخامس في (موسوعة الألغاز النَّحويَّة )
مواضع الإلغاز في درس (المنادى ) .. للصَّفِّ الثَّالث الإعداديِّ – الفصل الدِّراسيُّ الأوَّل
1 – الخلط بين المنادى الشَّبيه بالمضاف المنوَّن، والمنادى النَّكرة غير المقصودة المنوَّن:
من المعروف أن كلا النوعَين من أنواع المنادى المذكورَين منصوبان، وأنَّ كليهما قد يأتيان منوَّنَين؛ ممَّا يخلق خلطًا أحيانًا بينهما، يستغلُّه واضعو الأسئلة.
مثال: يا منفقًا للمال اعتدل في الإنفاق. حدِّد نوع المنادى.
ولو تعوَّد الطالب، أو على الأحرى معلِّمو اللغة العربيَّة، على استخدام الفاصلة بعد المنادى،
وهي من أهمِّ مواضع الفاصلة في اللُّغة العربيَّة على الإطلاق، لسهل عليهم فكُّ الاشتباك
بين المنادى الشَّبيه بالمضاف، والمنادى النَّكرة غير المقصودة؛ إذ يكون المنادى النَّكرة
غالبًا كلمةً واحدةً، في حين يعتمد المنادى المضاف والشَّبيه بالمضاف غالبًا على أكثر من كلمة.
– يا منفقًا للمال، اعتدل في الإنفاق.
والمنادى في الجملة المذكورة شبيه بالمضاف (المنادى الشَّبيه بالمضاف يأتي بعده غالبًا
جارٌّ ومجرورٌ، أو معمول لاسمٍ مشتقٍّ ) .
2 – التَّمييز بين (بُنَيَّ ) و (بَنِيَّ ) :
والحقيقة أنَّ كليهما إذا وقعا منادى يكونان منادى منصوبًا؛ لكون كلٍّ منهما مضافًا إلى ياء
المتكلِّم، ولكنَّ المنادى الأوَّل مفرد؛ ولذا يُنصَب بالفتحة، أمَّا المنادى الثَّاني فهو ملحق بجمع
المذكَّر السَّالم، وأصله: بنين؛ ولذا فهو منصوب بالياء، وحُذِفت نونه للإضافة.
مثال: يا بنيَّ، اجتهد – يا بنيَّ، اجتهدوا. أعرب المنادى في الجملتَين.
3 – عندما يكون المنادى المنصوب (المضاف – والشَّبيه بالمضاف – والنَّكرة غير المقصودة ) جمع مؤنَّثٍ سالمًا:
إنَّ نصب جمع المؤنَّث السَّالم بالكسرة هي إحدى علامات الإعراب المميَّزة جدًّا في اللُّغة
العربيَّة، وهي من مواضع الأسئلة التي يلحُّ عليها واضعو أسئلة النَّحو في جميع الصُّفوف،
بدءًا من الصَّفِّ الرَّابع الابتدائيِّ، وحتَّى الصَّفِّ الثَّالث الثَّانويِّ.
مثال: أعرب المنادى في الجملة التَّالية: يا مخلصات في عملهنَّ، أبشرن برضا الله.
4 – الخلط بين ياء المتكلِّم، وياء النَّسب:
مثال: يا وطني، حافظ على وطنك – يا وطني، أحبُّ كلَّ ذرَّة ترابٍ في أرضك. حدِّد نوع
المنادى وإعرابه في الجملتَين.
الإجابة: المنادى في الجملة الثَّانية نوعه: مضاف (الياء هي ياء المتكلِّم ) ، وهو منصوب، والمنادى في الجملة الأولى نكرة مقصودة (الياء هي ياء النَّسب ) ، وهو مبنيٌّ على الضَّمِّ.
ملاحظة: للتَّفريق بين الياءَين حاول أن تنوِّنهما: فإذا قبلت الكلمة التَّنوين فهي ياء النَّسب،
وإذا لم تقبل التَّنوين فهي ياء المتكلِّم.
5 – الخلط بين المنادى المفرد المضاف إلى ياء المتكلِّم، والمنادى المثنَّى أو جمع المذكَّر السَّالم المضاف إلى ياء المتكلِّم:
لأنَّ المثنَّى وجمع المذكَّر السَّالم تُحذَف نونهما إذا أُضِيفا؛ فإنَّه يحدث الخلط هنا بين المنادى المضاف المفرد، والمنادى المضاف المثنَّى أو جمع المذكَّر السَّالم (الذي حُذِفت نونه للإضافة ) ، وتلتبس علامة النَّصب بالتَّالي بين الفتحة والياء.
مثال: يا معلِّمي، أحترمك – يا معلِّمي، أحترمكما – يا معلِّمي، أحترمكم. اذكر علامة إعراب
المنادى في كلٍّ.
والإجابة: الفتحة (لأنَّه مفرد مضاف ) – والياء (لأنَّه مثنَّى مضاف ) – والياء (لأنَّه جمع مذكَّرٍ سالم مضاف ) .
6 – التَّحويل من المنادى الشَّبيه بالمضاف، إلى المنادى المضاف:
وفي هذه الحالة هناك تغييرٌ متوقَّع من أحد التَّغييرَين التَّاليين:
أ – إمَّا حذف التَّنوين من آخر المنادى الشَّبيه بالمضاف (المضاف لا يُنوَّن ) .
ب – حذف نون المثنَّى أو جمع المذكَّر السَّالم، إذا كان المنادى الشَّبيه بالمضاف مثنَّى أو جمع مذكَّرٍ سالمًا، وذلك للإضافة.
مثال: حوِّل المنادى الشَّبيه بالمضاف في الجملتَين التَّاليتَين إلى منادى مضاف:
أ – يا باذلا الجهد، سيكافئك الله.
ب – يا طالبين لرحمة الله، أخلصوا العمل.
والإجابة بالتَّرتيب:
أ – يا باذل الجهد، سيكافئك الله.
ب – يا طالبي رحمة الله، أخلصوا العمل.
7 – إضافة نعت أو بدل بعد المنادى للخلط بين أنواع المنادى المختلفة:
مثال (1 ) : يا فاطمة الزَّهراء، اجتهدي في دراستكِ. أعرب المنادى في الجملة.
مثال (2 ) : يا أستاذ عمرو، أخلص العمل. بيِّن نوع المنادى.
ولأنَّ بعض الطلاب يحدِّد نوع المنادى حسب عدد كلماته؛ فقد يظنُّ خطأ أنَّ المنادى في كلتا الجملتَين نوعه: مضاف، أو شبيه بالمضاف؛ ما داما يتكوَّنان من أكثر من كلمة، ولكن بما أنَّ إعراب كالمة (الزَّهراء ) : نعت، وإعراب كلمة (عمرو ) : بدل، وإذا وضعنا في الاعتبار أنَّ المنادى المضاف لا بدَّ أن يأتي بعده مضاف إليه، وأنَّ المنادى الشَّبيه بالمضاف يأتي بعده غالبًا جارٌّ ومجرورٌ، أو معمولٌ للاسم المشتقِّ؛ يكون المنادى في الجملتَين أبعد ما يكون عن المضاف أو الشَّبيه بالمضاف.
والإجابة: المنادى في الجملة الأولى نوعه: عَلَم مفرد، وفي الجملة الثَّانية نوعه: نكرة مقصودة.
ملاحظة: لاحظ أنَّ التَّوابع كلَّها، بما فيها النَّعت (كما في الجملة الأولى ) ، والبدل (كما في الجملة الثَّانية ) يمكن حذفها من الجملة والاستغناء عنها غالبًا.
ملاحظة (2 ) : كون المنادى الشَّبيه بالمضاف قد يأتي متبوعًا بمعمولٍ للاسم المشتقِّ لا يرد كموضع سؤال لطلاب الصَّفِّ الثَّالث الإعداديِّ الذين يدرسون المنادى؛ لأنَّهم لا يدرسون المشتقَّات إلا في الفصل الدِّراسيِّ الثَّاني في نفس العام الدِّراسيِّ، بينما يدرسون إعمال المشتقَّات في الصَّفِّ الأوَّل الثَّانوي؛ ولذلك يتعرَّف طلاب الصَّفِّ الثَّالث الإعداديِّ في هذه المرحلة السِّنِّيَّة على المنادى الشَّبيه بالمضاف غالبًا من وجود الجارِّ والمجرور فقط بعده.
8 – مواضع لا يمكن تحديد نوع المنادى فيها إلا بالتَّشكيل:
من العبث مطالبة الطَّالب بتحديد نوع المنادى في مثل الجملتَين التَّاليتين:
أ – يا تلاميذ، ذاكروا.
ب – يا باذلات الجهد، ستنجحن في حياتكنَّ.
فالحقيقة أنَّ المنادى الأوَّل يُحتمَل أن يكون نكرةً غير مقصودة، ويُحتمَل أن يكون نكرةً مقصودة، وسبب حدوث اللَّبس بين النَّوعَين هنا هو كون كلمة (تلاميذ ) ممنوعة من الصَّرف؛ ولذا لا بديل عن تشكيل المنادى:
– فإذا كان الحرف الأخير فيها مضمومًا (يا تلاميذُ ) ؛ فالمنادى نكرة مقصودة، وهو مبنيٌّ على الضَّمِّ.
– وإذا كان الحرف الأخير فيها مفتوحًا (يا تلاميذَ ) ؛ فالمنادى نكرة غير مقصودة، وهو منصوب.
أمَّا في الجملة الثَّانية فإنَّ الأمر متعلِّق بدرس إعمال المشتقَّات؛ ولذا فهذا السُّؤال لا يصلح لطلبة الصَّفِّ الثَّالث الإعداديِّ، وبيان ذلك كالتَّالي:
– إذا كانت كلمة (باذلات ) منوَّنةً بالكسر (يا باذلاتٍ الجهد ) ؛ فالمنادى نوعه: شبيه بالمضاف، وإعراب كلمة (الجهد ) : مفعول به لاسم الفاعل العامل قبله.
– وإذا كانت كلمة (باذلات ) مكسورة بلا تنوين (يا باذلاتِ الجهد ) ؛ فالمنادى نوعه: مضاف، وإعراب كلمة (الجهد ) : مضاف إليه مجرور.
ملاحظة: لا يمكن تحديد علامة الإعراب أحيانًا إلا بالتَّشكيل أيضًا، كما في قولنا: يا صديقي، الاجتهاد مطلوب؛ فحسب تشكيل حرف القاف في كلمة (صديقي ) ستتحدَّد علامة الإعراب:
– فإذا كانت مكسورة؛ فالمنادى المضاف هنا مفرد (صديق واحد ) ، وهو بالتَّالي منصوب، وعلامة النَّصب الفتحة.
– وإذا كانت مفتوحةً؛ فالمنادى المضاف هنا مثنَّى (صديقَين ) ، والياء في هذه الحالة مشدَّدة، وهو بالتَّالي منصوب، وعلامة النَّصب الياء.
في حين أنَّ المنادى في الجملة التَّالية: يا معلِّمي، الإخلاص واجب، يحتمل أن يكون مفردًا، ومنصوبًا بالفتحة (وستكون الميم الثَّانية مكسورةً، والياء بعدها غير مشدَّدة ) ، ويحتمل أن يكون مثنَّى، ومنصوبًا بالياء (وستكون الميم الثَّانية مفتوحةً، والياء بعدها مشدَّدة ) ، ويحتمل أن يكون جمع مذكَّرٍ سالمًا، ومنصوبًا بالياء (وستكون الميم الثَّانية مكسورةً، والياء بعدها مشدَّدة ) .
9 – من المواضع الطَّريفة في المنادى: استخدام العَلَم (محمَّدين ) كاسمٍ لشخصٍ واحدٍ:
مثال: يا محمَّدين، برُّ الوالدَين مطلوب. أعرب المنادى في الجملة.
والإجابة: لا يمكن أن يكون المنادى هنا شخصَين، ولو كان المنادى شخصَين اسم كلٍّ منهما (محمَّد ) لوجب أن نقول: يا محمَّدان، برُّ الوالدَين مطلوب؛ لأنَّ المنادى في هذه الحالة سيكون مبنيًّا على الألف؛ ولذلك فإنَّ المنادى هنا مبنيٌّ على الضَّمِّ المقدَّر.
10 – إعراب (أيُّهذا الشَّاكي …. ” ) :
والإجابة:
أيُّ: منادى مبنيٌّ على الضَّمِّ في محلِّ نصبٍ، لحرف نداءٍ محذوفٍ.
ها: حرفُ تنبيهٍ مبنيٌّ على السكونِ، لا محلَّ له منَ الإعراب.
ذا: اسمُ إشارةٍ مبنيٌّ على السُّكون في محلِّ رفعٍ نعتٌ لـ (أيِّ ) على اللَّفظ.
الشَّاكي: نعتٌ لاسم الإشارة مرفوعٌ, وعلامةُ رفعه الضَّمَّةُ المقدَّرةُ على الياءِ للثِّقل، لأنه مشتقٌّ.
11 – سؤال:
يا ابن أخي، اتَّقي الله. أعد كتابة الجملة، بعد تصويب ما بها من أخطاء.
في الجملة خطآن، وليس خطأ واحدًا كما يبدو؛ فبالإضافة إلى وجوب بناء فعل الأمر الوارد على حذف حرف العلَّة (اتَّقِ ) ، فإنَّ كتابة كلمة (ابن ) بالألف خطأ أيضًا؛ حيث تسقط ألف (ابن ) إذا سُبِقت بنداء:
– يا بن أخي، اتَّقِ الله.
12 – إعراب (أيُّها – أيَّتُها ) في أسلوب النِّداء:
الكثير من الطلاب يُعربونهما أداة نداءٍ؛ للشَّبه بينهما وبين أداة نداءٍ أخرى (وهي [أي ) ، ولكنَّ الصَّحيح أنَّ كلتيهما – في أسلوب النِّداء – تُعرَبان منادى مبنيًّا على الضَّمِّ؛ لمعاملتهما معاملة النَّكرة المقصودة، وأنَّ أداة النداء قبلهما تكون غالبًا محذوفة.
13 – ورود أداة النِّداء محذوفةً (وإعراب: ربِّ ) :
يُدَرَّب الطَّالب جيِّدًا على حذف أداة النِّداء؛ لأنَّ أغلب حالات المنادى ورودًا في القطعة أن يكون محذوف الأداة، كما يجب أن يعرف أنَّ حذف أداة النِّداء جائزٌ دائمًا في اللُّغة العربيَّة، بل إنَّ الحذف أبلغ؛ لأنَّ حذف أداة النِّداء يدلُّ على القرب:
مثال: “ربِّ لا تذرني فردًا وأنت خير الوارثين ” . أعرب ما تحته خطٌّ.
وأصل العبارة: يا ربِّي، وحُذِفت أداة النِّداء، كما حُذِفت ياء المتكلِّم؛ ولذا فهي تُعرَب منادى، بل ومنادى منصوبًا، وعلامة النَّصب الفتحة المقدَّرة؛ لأنَّه مضافٌ إلى ياء المتكلِّم المحذوفة، وكون المحذوف ياءً هو السَّبب في كسر الباء.
14 – إعراب (معلِّمونا علَّمونا ) بفتح لام الفعل، و (معلِّمينا علِّمونا ) بكسر لام الفعل:
من أطرف الألغاز الواردة في الجزء الثَّاني من كتاب (أولمبياد النَّحو العربيِّ ) :
إعراب الجملة الأولى:
معلِّمونا: مبتدأ مرفوع، وعلامة الرَّفع الواو؛ لأنَّها جمع مذكَّرٍ سالم، وحُذِفت النُّون للإضافة، و (نا ) المتكلِّمين ضميرٌ مبنيٌّ في محلِّ جرٍّ مضاف إليه.
علَّمونا: فعل ماضٍ مبنيٌّ على الضَّمِّ؛ لاتِّصاله بواو الجماعة، والواو ضميرٌ مبنيٌّ في محلِّ رفع فاعل، و (نا ) المفعولَين ضميرٌ مبنيٌّ في محلِّ نصبٍ مفعول به، والجملة الفعليَّة من الفعل والفاعل في محلِّ رفعٍ خبر.
وإعراب الجملة الثَّانية:
معلِّمينا: منادى منصوب (وأداة النِّداء محذوفة ) ، وعلامة النَّصب الياء؛ لأنَّها جمع مذكَّرٍ سالم، وحُذِفت النُّون للإضافة، و (نا ) المتكلِّمين ضميرٌ مبنيٌّ في محلِّ جرٍّ مضاف إليه.
علِّمونا: فعل أمر مبنيٌّ على حذف النُّون؛ لاتِّصاله بواو الجماعة، والواو ضميرٌ مبنيٌّ في محلِّ رفع فاعل، و (نا ) المفعولَين ضميرٌ مبنيٌّ في محلِّ نصبٍ مفعول به.
15 – اجعل (المهملين ) منادى في جملةٍ:
في هذا السُّؤال يأتي واضع الامتحان غالبًا بكلمةٍ معرَّفةٍ (جمع مذكَّر ) ؛ لإجبار الطَّالب على استخدام (أيُّها ) أو (أيَّتها ) ، كما يأتي بتلك الكلمة مكتوبةً بالياء، وعلى الطَّالب أن ينتبه إلى أنَّ هذه الياء ستُحوَّل إلى واو بعد النِّداء؛ لأنَّ ما بعد (أيُّها ) و (أيَّتها ) مرفوعٌ دائمًا:
وتكون الإجابة:
أيُّها المهملون، اجتهدوا.
16 – لغز: يا أخي، احرص على العمل. ثنِّ المنادى، وأعد كتابة الجملة.
لغزٌ مميَّزٌ آخر من الجزء الثَّاني من كتاب (أولمبياد النَّحو العربيِّ ) ، وغالبًا يجيب الطلاب، حتَّى المتفوِّقين منهم، قائلين:
يا أخواي، احرصا على العمل.
لكنَّ الصَّواب:
يا أخويَّ، احرصا على العمل. (منادى منصوب، وعلامة النَّصب الياء؛ لأنَّها مثنَّى، وحُذِفت النُّون للإضافة، وياء المتكلِّم ضميرٌ مبنيٌّ في محلِّ جرٍّ مضاف إليه ) .
17 – صفة (فريدة ) للمنادى:
من الصِّفات (الفريدة ) للمنادى، والتي لا تتكرَّر مع غيره في نحونا العربيِّ، كون المنادى النَّكرة المقصودة والعَلَم المفرد مبنيَّين على ما يُرفَعان به؛ فلا شيء آخر في اللغة العربيَّة يُبنَى على ما يُرفَع به إلا المنادى، ويستحيل مطالعة عبارة مثل هذه (مبنيٌّ على الواو ) ، أو (مبنيٌّ على الألف ) إلا مع المنادى.
18 – طرائف حول المنادى:
أ – عدم إمكانيَّة تحديد نوع المنادى، ولا إعرابه (الالتباس بين النَّكرة المقصودة، والنَّكرة غير المقصودة ) :
ويحدث ذلك في عدَّة حالاتٍ، منها:
1 – إذا كان المنادى اسمًا ممنوعًا من الصَّرف:
– يا تلاميذ، اجتهدوا.
هنا يصبح من العبث أن تسأل الطَّالب عن نوع المنادى في الجملة، أو إعرابه، وبدون تشكيل المنادى، لا يمكننا – بأيِّ حالٍ من الأحوال – تحديد ما إذا كان المنادى نكرةً غير مقصودةٍ (فيكون عندها منصوبًا ) ، أم نكرة مقصودة (فيكون مبنيًّا على الضَّمِّ ) .
2 – إذا كان المنادى النَّكرة منتهيًا بالتَّاء المربوطة:
– يا طالبة، أدِّي واجبكِ.
ما أدرانا إذا كان المنادي يقصد النِّداء على طالبةٍ بعينها؛ فيكون المنادى نكرةً مقصودةً، ومبنيًّا على الضَّمِّ، أم أنَّه يقصد جميع الطَّالبات بلا تحديد طالبةٍ بعينها؛ فيكون المنادى نكرةً غير مقصودةٍ، ومنصوبًا؟!!
والحقيقة أنَّه لا يمكن حسم ذلك إلا بتشكيل المنادى.
ب – إمكانيَّة إعراب المنادى، وعدم إمكانيَّة تحديد نوعه:
ويحدث ذلك في حالاتٍ، منها:
1 – التباس المنادى النَّكرة المقصودة، بالمنادى العَلَم المفرد:
– يا منتصر، حافظْ على وطنكَ.
في هذه الجملة، يحدث اللبس في النَّوع فقط، وليس الإعراب؛ فلحسن الحظِّ، فإنَّ المنادى في الحالتَين هنا مبنيٌّ على ما يُرفَع به:
ورغم أنَّ المنادى مبنيٌّ على الضَّمِّ بالتَّأكيد، إلا أنَّه لا يمكننا أن نقطع ما إذا كان هذا المنادى نكرةً مقصودةً، وأنَّنا نقصد (الشَّخص الذي انتصر ) ، أم أنَّه عَلَم مفرد (أي أنَّنا ننادي شخصًا اسمه [منتصر ] ) ، وبدون السِّياق لا يمكننا أن نحكم.
2 – التباس المنادى المضاف، بالمنادى الشَّبيه بالمضاف:
ويحدث ذلك عندما يتكوَّن المنادى من كلمتَين: الكلمة الأولى لا تحتمل ظهور التَّنوين عليها، كأن تكون منتهيةً بالتَّاء المربوطة، والكلمة الثَّانية معرَّفة:
– يا منفقة المال، احرصي على التَّوسُّط.
وهناك احتمالان واردان في هذه الجملة:
الاحتمال الأوَّل: أنَّ كلمة (منفقة ) منوَّنةً بالفتح، وما بعدها مفتوح؛ فيكون المنادى شبيهًا بالمضاف منصوبًا، وما بعدها مفعول به لاسم الفاعل العامل.
والاحتمال الثَّاني: أن تكون كلمة (منفقة ) منصوبةً بلا تنوينٍ، وما بعدها مجرور، فيكون المنادى مضافًا، وما بعده مضاف إليه.
إذن، يمكن القطع هنا بالإعراب (المنادى منصوبٌ بلا شكٍّ ) ، ولا يمكن القطع بالنَّوع (مضاف – شبيه بالمضاف ) .
ج – إمكانيَّة تحديد نوع المنادى، وإعرابه، وعدم إمكانيَّة تحديد علامة الإعراب:
– يا مؤدِّي الواجب، النَّجاح مضمون.
هنا قصدنا جعل جملة جواب النِّداء عامَّةً، لا تبيِّن ما إذا كان المنادى مفردًا، أم جمعًا، ورغم ما يبدو ظاهريًّا على الجملة من كون المنادى مفردًا، إلا أنَّ الحقيقة أنَّ كلمة (مؤدِّي ) هنا تحتمل أن تكون مفردةً، وتحتمل أن تكون جمع مذكَّرٍ سالمًا، حُذِفت نونه للإضافة (ويكون أصلها – في هذه الحالة – مؤدِّين ) ، وبالتَّالي، فنحن هنا متأكِّدان من حقيقتَين لا تقبلان الشَّكَّ:
الحقيقة الأولى: أنَّ المنادى في الجملة مضاف.
والحقيقة الثَّانية: أنَّ المنادى هنا، وسواءً أكان مفردًا أم جمعًا، منصوب.
ولكنَّ ما لا يمكن الجزم به بأيِّ حالٍ من الأحوال هو علامة النَّصب؛ فقد تكون الفتحة، وقد تكون الياء.
ساحة النقاش