الــــمــــوقــــع الرســـــمـــى الــخــاص بالدكتورة/ امــــانـــى الـــشــــافـــعـــى

"علوم تربوية" " تكنولوجيا تعليم" "دراسات عليا" "انترنت" "طلاب جامعة الازهر"


في السنوات الأخيرة ترتفع نفقات كثير من الأنظمة التعليمية بالعالم على مشاريع تقنيات التعليم، ومن بين مظاهر ذلك اعتماد استراتيجيات متطورة لإدخال الأجهزة اللوحية إلى المدارس وخصوصا جهاز الآيباد، و وبالرغم من كون هذا الأخير الخاص بشركة أبل هو الخيار الأول للمؤسسات التعليمية عالميا، إلا أن هناك أسبابا كثيرة تجعل من جهاز الكروم بوك اختيارا مثاليا، فما هو هذا الجهاز؟ و ما هي الأسباب التي تجعل الكثير من المدارس تفضله على جميع الأجهزة الأخرى؟ هذا ما سنجيب عنه من خلال هذا المقال ..

الكروم بوك Chromebook هو كمبيوتر محمول يعمل بنظام كروم Chrome OS كنظام تشغيل أساسي، وقد صممت هذه الأجهزة لاستخدامها أثناء الاتصال بالإنترنت ودعم التطبيقات الموجودة على شبكة الإنترنت “تطبيقات الويب السحابية”، بدلا من تطبيقات سطح المكتب التقليدية مثل مايكروسوفت أوفيس وفوتوشوب الموجودة على الجهاز نفسه.

جهاز كروم بوك من إنتاج شركة سامسونج

 

تم الإعلان عن أول أجهزة كروم بوك للبيع في مؤتمر جوجل مايو 2011، وذلك من قبل شركتي أيسر وسامسونج، وبدأ الشحن في 15 يونيو 2011، ثم دخلت السوق كل من شركات: لينوفو، هيوليت باكارد وأيضا جوجل في أوائل عام 2013، كما أعلنت كل من شركة أسوس وتوشيبا وديل أواخر 2013 أنها ستطلق أجهزة كروم بوك بخصائص أفضل، هذه المنافسة القوية بين الشركات فيمن يقدم أفضل الأجهزة فيكسب بذلك أكبر حصة في السوق، لن نبالغ إذا قلنا أنها تستهدف المؤسسات التعليمية بدرجة أكبر..

حوالي 22 ٪ من المناطق التعليمية في الولايات المتحدة تستخدم الآن أجهزة كروم بوك أي ما يناهز 5000 مدرسة، حسب إحصائيات جوجل التي أعلنها سيزار سينغوبتا نائب رئيس إدارة منتجات أجهزة كروم بوك. نشير كذلك إلى أن ماليزيا قررت خطة شاملة لإعتماد مدارسها على أجهزة الكروم بوك الخاصة بشركة جوجل. فما هي أسرار هذا الإقبال الشديد للمدارس على هذا النوع من الأجهزة ؟

قالت شركة جوجل أنه بإمكان المدارس التي تستخدم أجهزة الكروم توفير ما يقارب الـ 4000 دولاراً لكل جهاز يتم استخدامه لثلاث سنوات. وذلك لعدم الحاجة إلى متابعة هذه الأجهزة تقنياً لأنها تعتمد على أنظمة التشغيل المرتبطة بالحوسبة السحابية، فليس هناك حاجة لإضاعة الوقت على تحديث وتغيير البرامج والتطبيقات المستخدمة في تلك الأجهزة داخل الفصول الدارسية.

لعل أهم هذه الأسرار إذن ترجع إلى المميزات القوية التي تتمتع بها أجهزة الكروم بوك، فإضافة إلى تكلفتها المنخفضة وسعرها المناسب جدا الذي يتراوح بين 200 و 300 دولار أمريكي، تم تصميمها يسيرة وسريعة الإستخدام فلا يستغرق إقلاعها وإغلاقها بضع ثوان مما يوفر الوقت على المدرسين. بالإضافة إلى كونها آمنة جدا لأن تحديث النظام والبرامج يتم تلقائيا أي عند تشغيلها تقوم بمفردها بالتحقق من الوضع الآمن دون حاجة إلى تحميل برامج مكافحة الفيروسات.

كما تتميز بالخفة والنحافة والسهولة في الحمل والتنقل، وإمكانية استخدامها من طرف أكثر من طالب بدون مشاكل لأن جميع البيانات يتم تخزينها بواسطة حساب المستخدم في مراكز بيانات جوجل، كما أن طول عمر بطارية الكروم بوك تمتد حتى نهاية اليوم الدراسي بمعدل من 8 إلى 10 ساعات مستمرة، كما أن توزيعها على الطلاب داخل الفصول يتم بسرعة هائلة لأن تهيئتها وتركيبها جد سهل، ومن أهم مميزاتها كذلك نظام تشغيلها المناسب جدا للمدارس بحيث يسمح لها بفرض سياستها الخاصة باستعمال الأجهزة بالطريقة الصحيحة، كتحميل التطبيقات المطلوبة، والدخول إلى المواقع المسموحة فقط.

ويبقى عيب هذه الأجهزة الوحيد هو عدم إمكانية تشغيل البرامج الأخرى عليها، مثل برامج الأوفيس كالوورد إكسيل باوربوينت وبرامج الأدوبي كالفوتوشوب والإليستراتور وغيرها، ذلك أن هذه الأجهزة تدعم فقط تطبيقات جوجل الرسمية، وتوجد الكثير منها في متجر كروم على الانترنت Chrome Web Store. والحل الأمثل لهذه المشكلة هو تغيير تلك البرامج الإحتكارية بتطبيقات مفتوحة المصدر مجانية تؤدي نفس وظائف الأخرى وربما هي الأسهل والأفضل في أدائها ونتائجها.

فهل ستقتصد مدارسنا العربية في مواردها المالية ونراها هي الأخرى تفتح أبوابها لأجهزة الكروم بوك، أم أنها مازالت مصرة على الإستمرار مع الأجهزة الشخصية الثقيلة القديمة ؟

 

المصدر: د/ امانى الشافعى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 324 مشاهدة

ساحة النقاش

د.امانى سعيد الشافعى

amanyelshafey
باحثة فى العلوم التربوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

356,763

الـــحلم ... والسـخـرية

سخروا مني!

أخبرتهم بأن لي طموحات عالية فتعالت ضحكاتهم وحاولوا كسر أجنحتي..

حزّ الأمر في خاطري للحظة، ثم تذكرت جميع الناجحين وكيف كانت بداياتهم..

فتبسمتُ وقلت ممتلأةً بالثقة: سترون من سيضحك في النهاية.

المهم هو ألا تفقد أحلامك وألا يكسر الآخرون أجنحتك ليسقطوك ويضحكوا عليك..

عليك أن تكون قويا وتحارب من أجل حلمك، فعندما تحققه أنت من سيضحك عليهم..
هم من لا أحلام ولا أهداف لهم.!

ستلاقي الكثير من السخرية والضحكات المحبطة..لا تهتم فهذه الأشياء صغيرة حتماً في 
طريق تحقيقك لأحلامك وأهدافك