كنوز المعرفة

موقع يهتم بالنفس البشرية وسبل تنميتها

 

 

 

غوامض الحياة كثيرة ، بل كثيرة جداً ، وكلما ازددنا علما ازددنا جهلا . الظواهر الخارقة من المواضيع الرائعة التي لم يتطرق لها القلم والعقل بما يناسبها من الاهتمام بسبب الفقر المعرفي فيها، لا بل  تركت لعبث المشعوذين وسياط التكفيرين أن الإنسان لا يزال عالماً غريباً معقداً, فهو والكون المحيط به مجموعة أسرار غامضة تستوجب التواضع البشري والحماس العلمي لكشف المجهول والإيمان بعظمة الخالق..

إن الظواهر الخارقة هي ظواهر استثنائية تختلف عن الظواهر الطبيعية على الأقل لكونها ظواهر نادرة وغير مألوفة ، الا أن هذا المظهر بالذات هو الذي يجعل منها ظواهر ذات قيمة استثنائية للعلوم المختلفة.

ويصنف العلماء الظواهر الخارقة إلى صنفين رئيسيين هما: التحريك الخارق والإدراك الحسي الفائق.

·       التحريك الخارق

ويستخدم مصطلح التحريك الخارق للإشارة إلى القدرة الخارقة لبعض الأشخاص على التأثير على جسم ما عن بعد دون استخدام أي جهد عضلي أو نشاط للجهاز الحركي في الجسم .

أي بعبارة أخرى ، هي القدرة على تحريك الأجسام من غير لمسها بشكل مباشر باليد أو بأي من أجزاء الجسم الأخرى ولا باستخدام أي شيء من الوسائط التقليدية لنقل التأثيرات الحركية الى الجسم

فالشخص الذي لديه قدرة التحريك الخارق غالبا يستطيع تحريك الأجسام عن بعد بالقيام بنوع من التركيز العقلي ، ولذلك فان هذه الظاهرة يشار أليها أيضا بالعبارة الشهيرة " العقل فوق المادة"  وان كان هذا لا يعني بالضرورة ان العقل هو المؤثر الفعلي في الظاهرة .

 

·       الإدراك الحسي الفائق

بالرغم من أن هذا المصطلح كان قد استخدم لأول مرة في منتصف العشرينات فان استخدامه بشكل واسع لم يبدأ ألا بعد أن نشر جوزيف راين في عام 1934 م كتابه المشهور الذي أسماه باسم هذه الظواهر "أي الإدراك الحسي الفائق" الذي تضمن حصيلة سنين من تجاربه العلمية على هذه الظواهر في جامعة ديوك . لقد كان لهذا الكتاب تأثير كبير على الوسط العلمي حيث ساعد في التعريف بهذه الظواهر وبين كيفية إخضاعها للبحث العلمي باستخدام أساليب ومناهج البحث العلمية التقليدية .

وتقسم ظواهر الإدراك الحسي الفائق إلى ثلاثة أنواع :

أولا: التخاطر  

وهي ظاهرة انتقال الأفكار والصور العقلية بين شخصين من دون الاستعانة بأية حاسة من الحواس الخمس. ويعتقد غالبية العلماء أن توارد الأفكار هي ظاهرة شائعة بين عدد كبير نسبيا من الناس العاديين الذي ليست لهم قدرات خارقة معينة . وفعلا نجد أن معظم الناس يعتقدون أن حوادث قد مرت بهم تضمنت نوعا من توارد الأفكار بينهم وبين أفراد آخرين . والملاحظة المهمة التي لاحظها العلماء من تجاربهم هي أن هذه الظاهرة تحدث بشكل أكبر بين الأفراد الذين تربط بينهم علاقات عاطفية قوية .

والتخاطر هو أحد القدرات الذاتية المصدر وهو عبارة عن نوع من الاتصال العقلي عند البشر بصورة غير مادية ملموسة بين شخصين بحيث يستقبل كل منهما رسالة الآخر العقلية في نفس الوقت الذي يرسلها إليه الآخر مهما بعدت أماكن تواجدهما. وبعبارة أبسط التخاطر ظاهرة عقلية تعتمد على استقبال وتحليل الطاقة الكهرومغناطيسية أو بمعنى أدق استقبال الموجات والترددات الصادرة من العقل البشري وتحليلها

 

ثانيا: الإدراك المسبق :

هو القدرة على توقع أحداث مستقبلية قبل وقوعها. وهنالك قدرة شبيهة بالإدراك المسبق تعرف بالإدراك الاسترجاعي ويقصد به القدرة على معرفة أحداث الماضي من دون الاستعانة بأي من الحواس أو وسائل اكتساب المعلومات التقليدية ولما كانت الفيزياء الحديثة تعد "الزمن" بعدا رابعا إلى الأبعاد الثلاثة التي تتحرك فيها الأجسام وتتشكل منها فان العديد من علماء الباراسيكولوجيا يعتقدون أن هاتين الظاهرتين تمثلان " تجاوزا أو تغلبا " على حاجز الزمن فالإدراك المسبق هو تجاوز الحاضر نحو المستقبل ، بينما الإدراك الاسترجاعي هو حركة عكسية في بعد الزمن نحو الماضي .

ثالثا : الاستشعار:

هو القدرة على اكتساب معلومات عن حادثة بعيدة أو جسم بعيد من غير تدخل أية حاسة من الحواس. وكما يعد الباحثون ظواهر الإدراك المسبق تجاوزا لحاجز الزمن ، فإنهم يرون في الاستشعار تجاوزا لحاجز المكان .

إن مما لا شك فيه أن قدرات خارقة مثل تلك التي تم التطرق أليها أعلاه هي مما يثير اهتمام الناس ، والباحثين والأشخاص المثقفين والبسطاء كذلك .. أما بالنسبة للاهتمام العلمي بهذه الظواهر فان هدفه الرئيسي أن تساعد مثل هذه الدراسات على مزيد من الفهم لأنفسنا والعالم الذي نعيش فيه والواقع أن أهمية هذه الظواهر وما يمكن أن تقدمه لفروع المعرفة العلمية المختلفة يبدو جليا من خلال اهتمام علماء من مختلف الاختصاصات بدراسة هذه الظواهر .

وبالرغم من أن القدرات الباراسيكولوجية تصنف إلى الأنواع التي جري ذكرها، وهذا التصنيف يعتمده معظم الباحثين في هذا المجال فان تصنيف هذه القدرات هو في الحقيقة أصعب بكثير مما قد يبدو عليه للوهلة الأولى .

وإن صعوبة تصنيفها  يشير إلى تعقيد هذه الظواهر ومحدودية المعرفة العلمية عنها حاليا. بل أن هذه الأصناف إذا كنت تشمل الغالبية العظمي من الظواهر الباراسيكولوجية المعروفة فأنها في الواقع لا تغطي كل تلك الظواهر .

ولكن هناك مؤشرات كثيرة على أن علم الباراسيكولوجيا يتناول حاليا بالكثير من البحث والتفسير و يمكن أن يكون العلم الواعد الذي ستقوم على أسسه الحضارة الإنسانية الجديدة.

 

 

amalabuahmad

لا حدود للأمل ... لا نهاية للعمل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1471 مشاهدة
نشرت فى 29 أغسطس 2011 بواسطة amalabuahmad

ساحة النقاش

آمال أبو احمد

amalabuahmad
موقع نفسي تربوي تعليمي يتناول كل ما يمس الجانب النفسي والاجتماعي للفرد بالدراسة والتحليل وبطرح بعض الحلول المساعدة للارتقاء بالفرد نحو حياة افضل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

83,372