انتهى معهد بحوث الهيدروليكا بالمركز القومي لبحوث المياه من تنفيذ الدراسات الهيدروليكية لمشروع قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية من خلال إنشاء نموذج هيدروليكي ثلاثي الأبعاد يمثل حبساً من نهر النيل بطول 4 كيلو مترات منها كيلوا متر واحد أمام قناطر أسيوط الحالية، و3 كيلو مترات خلف القناطر، بالإضافة إلى تجسيد مكونات مشروع القناطر الجديدة وهي المفيض المكون من 8 فتحات بعرض كل فتحة 17 متراً للهويس الواحد علاوة على سد ركامي لقفل باقي مجرى نهر النيل، حيث تم إنشاء النماذج وتنفيذ الدراسة وإجراء الاختبارات خلال الفترة من 2006 وحتى 2015، وبهذا فقد تم الانتهاء من الدراسات الهيدروليكية لقناطر أسيوط الجديدة.
وقال الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري بأن الدراسة الهيدروليكية لهذا المشروع القومي تهدف إلى دراسة وتقييم المراحل المختلفة لإنشاء القناطر الجديدة من الناحية الهيدروليكية والوصول إلى التصميم الأمثل، حيث تم التأكيد على مجموعة من المحاور خلال الدراسة وفي مقدمتها دراسة توزيع التيار المائي أمام محطة الكهرباء لضمان تشغيل أمثل للمحطة بالمشروع والحصول على طاقة منتجة بالتساوي من محطة الكهرباء، والتأكد من اتزان طبقة الحماية خلف المحطة والمفيض، بالإضافة إلى اختبار المسار الملاحي أمام وخلف الهويس الملاحي لضمان عدم وجود دوامات وسرعات عرضية تؤثر على الوحدات الملاحية، وكذلك التأكد من كفاءة حوض التهدئة لمفيض قناطر أسيوط الجديدة.
من جانبه اكد الدكتور محمد عبد المطلب رئيس المركز القومي لبحوث المياه بأن الدراسة توصلت إلى حزمة من النتائج من أهمها الوصول إلى تصميم أفضل لحوض التهدئة للمفيض الجديد قادر على تشتيت الطاقة المتولدة خلف بوابات المفيض، والتأكد من اتزان طبقة الحماية أمام وخلف المفيض ومحطة الكهرباء، والتأكد أيضا من عدم وجود تيارات عرضية تؤثر على حركة الملاحة أمام وخلف الهويس الملاحي الجديد، فضلاً عن الوصول إلى أنسب مكان وأفضل توزيع لمكونات قناطر أسيوط الجديدة، علاوة على التأكد من عدم وجود تأثير أثناء تشغيل القناطر الجديدة على محطة كهرباء الوليدية الموجودة على بعد 2,5 كم خلف القناطر الجديدة على البر الأيسر لنهر النيل، والتوصل الى توزيع التيار المائي حول جزيرة بني مر بما يضمن الحفاظ على الجزيرة وعدم التأثير على النهر بالخلف.
جدير بالذكر أن العائد الاقتصادي للمشروع يتضمن توفير المياه اللازمة لترعة الإبراهيمية لري زمام 1,6 مليون فدان موزعة على خمس محافظات بالوجه القبلي، وإنتاج كهرباء نظيفة بما يعادل 100 مليون جنيه سنويا، وكذلك إنشاء أهوسة ملاحية من الدرجة الأولى لخدمة السياحة ونقل البضائع عبر نهر النيل، علاوة على خلق مساحة من الأراضي أمام وخلف السد الركامي ذات قيمة عالية الثمن، سوف يتم تخصيص جزء منها لإقامة متنزهات عامة لأبناء محافظة أسيوط، بالإضافة إلى إقامة مشروعات سياحية وتنموية ذات عائد اقتصادي، وكذلك التحكم الجيد في إمرار كافة التصرفات من خلال القنطرة الجديدة بما يسهم في الحفاظ على مياه نهر النيل من الهدر وتوجيهها للوفاء بمتطلبات التنمية الشاملة والمستدامة على المستوى القومي، إلى جانب إنشاء طريق يربط شاطئي نهر النيل ويسهم في تسهيل حركة المرور بين مراكز وقرى المحافظة.