أعربت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عن قلقها إزاء الأمن الغذائي لجميع سكان غزة خلال انعقاد مؤتمر القاهرة الدولي حول فلسطين، "إعادة إعمار غزة"، الذي استضافته اليوم الحكومة المصرية. "لقد دمرت سبل معيشة المزارعين والرعاة والصيادين بسبب النزاع الذي استمر لمدة سبعة أسابيع. فقد فقدت العديد من الأسر مصادر الدخل اليومية والتغذية، وهي الآن غير قادرة على الوصول إلى أو تحمل تكلفة المدخلات الأساسية اللازمة لاستئناف الإنتاج"، يحذر السيد عبد السلام ولد أحمد، المدير العام المساعد لدى المنظمة والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا، ويضيف "لقد تحمل القطاع الزراعي أكثر من 500 مليون دولار أمريكي من الأضرار مع ضياع أكثر من 43 في المائة من إنتاجه. ويحتاج المجتمع الدولي إلى دعم التغيير التحولي في غزة من خلال توفير وسيلة للتعافي من الأزمة لسكان غزة".
إعادة إعمار فلسطين وغزة
وتم توقيع خطاب نوايا بين المنظمة ووزير الزراعة الفلسطيني السيد عيسى شوقي أمس لإعادة تأكيد الالتزام المشترك للإنعاش المبكر لقطاع غزة.
"نحن نثني على دعم المنظمة لشعبنا. إذ عملت السلطة الفلسطينية بشكل وثيق مع المنظمة على مدى الـ 12 سنة الماضية في دعم الزراعة التي تعد واحدة من أهم القطاعات الإنتاجية في فلسطين ومفتاح الأمن الغذائي لملايين الناس"، يقول وزير الزراعة الفلسطيني في افتتاح مراسم التوقيع.
تمشيا مع التحديات التي أبرزتها منظمة الأغذية والزراعة في تقييم حديث للوضع بعد الأزمة وبهدف الاستجابة للاحتياجات المبكرة لسكان غزة، تناشد المنظمة المجتمع الدولي التبرع بـ 27 مليون دولار أمريكي لتنفيذ تدخلات الطوارئ و 118 مليون دولار أمريكي لتغطية التدخلات اللازمة لإعادة الإعمار في ظل خطة دعم الأمم المتحدة لتحويل قطاع غزة.
وتركز الخطة التي وضعتها منظومة الأمم المتحدة على التمكين الاقتصادي لشعب غزة واستعادة سبل معيشته وإصلاح التعليم وإنفاذ آليات الحماية الاجتماعية وإدارة الموارد الطبيعية لإنتاج الغذاء.
وقال لوران توماس، المدير العام المساعد للتعاون الفني لدى المنظمة، "بعد ساعات قليلة من وقف إطلاق النار في 27 أغسطس، بدأت منظمة الأغذية والزراعة في توزيع العلف وخزانات المياه وركزت على تنشيط الإنتاج من خلال توفير البذور وإعادة تأهيل الآبار وتوليد الطاقة ومرافق التسويق، ويضيف "ولكن البرامج الجارية ليست كافية لاستئناف الإنتاج ومساعدة الآلاف من المزارعين والرعاة والصيادين الذين تأثروا بشدة من جراء الصراع الذي استمر سبعة أسابيع. فإعادة الإعمار الفوري وتنمية الزراعة في غزة هو المفتاح لبناء أسس السلام والازدهار المستدامين.
