قال الدكتور صلاح هارون ، مدرس الصحة النفسية ،جامعه بورسعيد ،كلية الأداب ،إن الاضطرابات النفسية هي إنحرافٌ في سلوك الإنسان وتصرفاته يؤدي به إلى الضعف والقلق والصراع النفسي، ويصبح عاجزاً عن ممارسة حياته بصورة سوية.

أكد هارون ، خلال لقائة ببرنامج اللون الأخضر المذاع على قناة مصر الزراعية ، أن أنواع الاضطرابات كثيرة، من أشهرها القلق والاكتئاب والوسواس القهري وتوهم المرض والخوف (الرهاب) والأرق.

ولا يزال علماء الطب النفسي يجاهدون لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذه الاضطرابات التي أصبحت من أبرز ظواهر هذا العصر. وتشير الإحصائيات التي أجريت في عدد من العواصم العالمية، إلى وجود أعداد هائلة من المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية، وقدرت أعدادهم في الولايات المتحدة قبل نصف قرن بما لا يقل عن عشرة ملايين شخص. ورغم كل ذلك يقف علماء الطب النفسي -حتى الآن- عاجزين عن الوصول إلى الأسباب الحقيقية وراء هذه الاضطرابات. فكل ما توصلوا إليه لا يعدو أن يكون من قبيل النظريات التي وجدت لها في الواقع بعض الدعم.

وأبرز الأسباب التي استأنسوا بها حتى الآن أربعة هي:

أ- العوامل المتصلة بالتنشئة الأسَرية: ويعبرون عنها أحيانا بالخبرات المؤلمة زمن الطفولة الباكرة، كحرمان الطفل من الحب والتفاهم والقبول، وعدم حمايته من رفقاء السوء أو من الخبرات السلوكية الضارة أو من المعارف المعوقة للنمو الأخلاقي السليم.

بـ- العوامل الاقتصادية والاجتماعية: ويعبر عنها أحيانا بالأمن الاقتصادي والأمن الاجتماعي، كالتعطل عن العمل أو الانتماء إلى طبقة اقتصادية متدنية في مجتمع الفوارق الاقتصادية أو الشعور بالضعة الاجتماعية أو ضعف السند في مجتمعٍ معيارُ الترقي فيه الواسطةُ والمعارف والعائلة.

جـ- العوامل النفسية: ويختلفون في التعبير عنها تبعا للمدارس المتنوعة التي ظهرت في هذا العلم. فقد اهتم التحليليون النفسيون بالصراعات النفسية اللاشعورية، وزعموا أنها ناتجة عن دفعات غريزية أو عن مكبوتات باحثة عن اللذة دونما أي قيد أو عن صولة القيم المغالية التي تحاول -حسب زعمهم- أن تسلخ الفرد عن واقعه وتغربه عن هذا الواقع.

وذهب أصحاب المدرسة السلوكية إلى أن الصراع النفسي الناتج عن مواقف الاختيار التي يفشل فيها الفرد في اتخاذ القرار، والمعارف الخاطئة التي يحصل عليها، والوجدان السلبـي نحو ما يحيط به من أحداث، تعتبر كلها عوامل تساهم في إحداث الاضطرابات النفسية.

د- العوامل الوراثية: وقد اعتمدوا في تأكيدهم لدور الوراثة في إصابة الإنسان بالاضطراب النفسي على النتائج التي توصلوا إليها عندما وجدوا أن نسبة الإصابة بالفصام عند التوائم الحقيقية أكثر منها عند التوائم الكاذبة، كما أن احتمال إصابة الابن بالتبني من أبيه المصاب أقل وقوعا منه في أبنائه الحقيقيين.

هذه هي أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالاضطراب النفسي عند علماء النفس، وهي ليست على درجة واحدة من التأثير في الإنسان، بل إنهم اختلفوا في مستويات تأثيرها، وتشكل من هذا الاختلاف ثلاث نظريات:

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 182 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,643,448