ناقش الرئيس عبدالفتاح السيسي ظهر اليوم الخميس، العالم المصري الدكتور مصطفي السيد الخبير الدولي في تقنيات النانو تكنولوجي والاستاذ بجامعة جورجيا للعلوم التكنولوجية، استعدادآت مصر من خلال وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، للاستفادة من التقنية الجديدة في مشروع الرئيس لاستصلاح مليون فدان في 11 منطقة، ضمن برنامج قومي لاستصلاح 4 ملايين فدان بنهاية ٢٠١٨.
وقال الدكتور عادل البلتاجي وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في كلمته خلال ندوة النانو تكنولوجي التي أقيمت بالمركز الإقليمي للإغذية والاعلاف التابع لمركز البحوث الزراعية، صباح اليوم الخميس، إن تقنيات النانو يمكن الاستفادة منها في توفير استهلاك مياه الري وتحسين خواص التربة ورفع كفاءة استخدام الري في الأراضي الجديدة.
وأشار البلتاجي إلي انه لا يمكن تحديث الزراعة بدون تكثيف معرفي لربط الزراعة التقليدية بالنظم الحديثة في الزراعة اعتمادا علي تطوير العنصر البشري، الذي يعد الأهم في سلسلة تطوير القطاع الزراعي لاستيعاب التكنولوجيا الحديثة لسد الفجوة الغذائية.
وأضاف البلتاجي أن استخدام تقنيات النانو مهم جدا في مختلف مناحي الحياة، خاصة القطاع الزراعي، "ولابد من أن تكون هناك قناعة بأهمية البحث العلمي في الحصول علي منتج صناعي زراعي".
من جهته، قال الدكتور مصطفي السيد خلال الندوة، إن تقدم مصر في جميع المجالات مرهون بتطوير القطاع الزراعي، مشيرا إلي أن تقنيات النانو تعتمد علي البحث عن مواد جديدة ذات كفاءة كبيرة في الاستخدام لجميع الأغراض سواء زراعية أو صناعية أو للأغراض الاقتصادية الأخري.
وأضاف السيد أن العالم يعيش حاليا عصر استخدام تكنولوجيا التي تتيح فتح صناعات جديدة، مشيرا إلي أن كل دولار للأبحاث يرفع من عائدات الدولة منه إلي 5 دولارات، "وهو ما أكده أيضا الرئيس الأمريكي باراك أوبأما بعد توليه الرئاسة عندما أخبره مستشاروه أن الاقتصاد الأمريكي أصبح منهكا بسبب الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، ويجب تخفيض ميزانيات البحث العلمي، لكنه رفض ذلك تأكيدا لأهميته في تطوير الاقتصاد الأمريكي وهو ما أدي إلي التوسع في استخدام وتسويق تقنيات النانو من خلال أكثر من 700 شركة أمريكية".
وأضاف العالم المصري أن تكنولوجيا النانو تساهم في زيادة تطوير كل قطاعات الإنتاج وتحقق السرعة في التنمية والتطوير وتساعد في رفع العمر الافتراضي للمنشآت والكباري وتساعد في حل مشاكل التعقيم في المستشقيات وتخفيض التكاليف، بالإضافة إلي أنها تقنية "آمنة".
وأكد السيد أن الأبحاث العلمية تعمل حاليا علي حل مشكلة العلاقة بين مرض السرطان والجينات البشرية للإنسان لتحديد مدي إمكانية تعرضه للإصابة وتوقيتها واستخدام الذهب في العلاج.
أشار السيد أيضا إلي أهمية ربط القطاع الخاص بالبحوث العلمية حتي يتم تسهيل انخراطه في الاستفادة من هذه الأبحاث عمليا، "لأن هناك علاقة ترابطية بين البحث العلمي والبيزنس وهو ما تقوم به الولايات المتحدةالأمريكية".
من جهته، قال الدكتور طاهر صلاح مدير معمل النانو تكنولوجي أن تقنيات النانو هي مستقبل الزراعة المصرية لأنها تساهم في تطوير القطاع الزراعي بسرعة شديدة وتنقلها إلي الزراعة المتطورة، خاصة أنها تقنيات آمنة وتتميز بالسلامة البيئة.
وأشار طاهر إلي أن القيمة العلمية لتقنيات النانو تعادل قيمة مشروع تطوير محور قناة السويس، كونها ترفع من قدرة الاقتصاد القومي علي القفز بقوة إلي عالم التكنولوجيا بسرعة 50 عاما للأمام، وبذلك تتحويل مصر إلي مركز إقليمي لإنتاج هذه التقنيات بدلا من أن تكون دولة مستخدمة لها.
وأضاف طاهر خلال الندوة أن نقل التكنولوجيا بسرعة يساعد في تطوير البحوث العلمية، وأنه تم إنشاء مدرسة تتكون من 40 طالبا بمختلف الجامعات لاستخدام تقنيات النانو تكنولوجي في الزراعة، فيما يسمي بزراعة النانو والنانو فلتر، لتطويرها خلال الفترة المقبلة.
وذكر طاهر أن الصين تعد نموذجا في مجال استخدام التكنولوجيا في جميع المجالات، خاصة الزراعة، مشيرا إلي أن تقنيات النانو المستخدمة في المنتجات الغذائية حول العالم حاليا، بلغت 20 مليار دولار.