نجح فريق بحثي بالمركز القومي للبحوث ومعهد التناسليات بمركز البحوث الزراعية " التابع لوزارة الزراعة " في إنتاج ’عجل أنابيب‘ للمرة الأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا بتطبيق تقنية نقل أجنة منتجة معمليا، حيث وُلِدت العجلة إيمي‘ في مزرعة تابعة للمركز بالنوبارية يوم
21 مايو الماضي، لتصير أول عجل جاموسي (مصري- إيطالي) بهذه التقنية.
<!--
وكان هذا الفريق قد نجح في تطبيق تقنية نقل الأجنة في الجاموس المصري، وكانت النتيجة ولادة أول عجل جاموسي باستخدام تقنية نقل الأجنة في عام 2005.
أيضًا نجح الفريق في استخدام تقنية التلقيح الاصطناعي مع نقل الأجنة لإنتاج عجل جاموسي مصري إيطالي عام 2006.
رئيس الفريق الدكتورة أميمة قنديل أوضحت أن هذا العمل جاء نتاج ”تعاون علمي بين مصر وبلغاريا، في مشروع تحسين إنتاجية الحيوان بتطبيق التقنيات الحديثة“، مشيرة إلى أن تمويله من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في البلدين، كما تعاون معهم معهد بحوث التناسليات الحيوانية بمصر..
وأوضحت أستاذ بيوتكنولوجيا الأجنة بقسم التكاثر في الحيوان والتلقيح الاصطناعي بالمركز أن إيمي ”وُلدت بصحة جيدة من ولادة طبيعية، وكان وزنها 42 كيلوجرامًا، وهو الوزن الطبيعي لأي عجل عند الولادة“.
وأشارت أميمة إلى أنه ”تم تطبيق التقنية على 5 جاموسات، وكشف التشخيص بالموجات فوق الصوتية عن حمل ثلاث منها، وولدت أولاها إيمي، وفي انتظار ولادة البقية“.
وعن آلية تلك التقنية، تشرح أميمة أنه ”تم نقل البويضات من الحيوانات ذات الإنتاجية العالية بواسطة استخدام جهاز شفط البويضات، ثم إنضاجها وإخصابها معمليا في الحضانات، ونقلها إلى حيوانات أقل في الكفاءة الإنتاجية والصفات الوراثية“.
وتستطرد أميمة شارحة: ”السائل المنوي المستخدم في الإخصاب كان لسلالة جاموس مصرية الأصل من إيطاليا، ولكنها محسّنة“.
التقنية الجديدة -وفق أميمة- ينتج عنها حيوانات لها صفات وراثية عالية، مقاومة للأمراض، ومنتجة للألبان بكثرة.
تقول أميمة: ”بتطبيق التقنية الجديدة على نطاق واسع، سيشعر المزارعون بتحسن إنتاجية اللبن للجاموس لتصل إلى 30 كيلوجرامًا يوميا، مقابل 20 كيلوجرامًا ينتجه جاموس المزارع حاليا“.
من جانبه، عدد الدكتور مصطفى فاضل -رئيس وحدة الموجات الصوتية بمعهد بحوث التناسليات الحيوانية في الهرم، والباحث المشارك في المشروع- الفوائد التي ستعود على الجاموس المصري، من تطبيق تلك التقنية، وهي: ”تقليل الأمراض التناسلية، ومنع انتقال الأمراض البكتيرية عبر الحيوانات الحية، وعلى رأسها البروسيلا والسل البقري، والأمراض الفيروسية مثل الحمى القلاعية، والأمراض الفطرية“.
كما أوضح مصطفى أن ”هناك دولاً في الإقليم يمكن أن تستفيد منها، على رأسها العراق التي تهتم بتربية الجاموس، وتستعين بالخبرات المصرية في هذا المجال، وكذلك السودان“.
وعن اختيار الجاموس بالتحديد لتطبيق تلك التقنية عليه، يقول فاضل: ”إن هذا الحيوان يعد ثروة قومية، خاصة بالنسبة للمصريين البسطاء؛ لانخفاض سعره، وطول عمره الإنتاجي، ومقاومته للأمراض، وارتفاع عوائده، من ألبان، ولحوم، وجلود“.
وفي السياق ذاته تقول الدكتورة دينا الخشن -أستاذ الوراثة الجزيئية بمعهد بحوث الهندسة الوراثية، بمركز البحوث الزراعية-: ”إن الجاموس المصري يتميز باحتواء لبنه على نسبة عالية من الدهون، مع قدرته العالية على التكيف والتأقلم مع الظروف المناخية الصعبة، ما يميزه عن غيره“.
ووصفت دينا ما توصل له الفريق البحثي بالشيء الرائع، ”لكن الأهم من ذلك هو خروج البحث من طور المعمل إلى مرحلة التطبيق، والوصول إلى المزارعين وأصحاب المواشي ليشعروا بأثر ذلك عليهم“.
وقالت دينا إن التطبيق العملي لهذه التقنية على نطاق واسع يحدد مدى جدواها، والعائد الاقتصادي منها، في ظل ارتفاع تكلفة التقنية“.
تصف أميمة تكلفة تخصيب البويضات معمليا بأنها ”لا تكاد تذكر“.
كذلك تقول أميمة: ”إن المركز القومي للبحوث يعتزم إنشاء بنك لحفظ الأجنة والأصول الوراثية، بتكلفة 3 ملايين جنيه مصري (أقل من نصف مليون دولار) إضافة إلى 5 ملايين جنيه أخرى لتمويله من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع لأكاديمية البحث العلمي“، وتتوقع أميمة افتتاح البنك خلال شهرين.
وتأمل أميمة أن ترى هذه التقنية مطبقة على نطاق واسع خلال 3 سنوات في المزارع الكبرى ومع أصحاب الحيازات الصغيرة في شكل مشروع كبير تدعمه وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية. وإلى أن يتحقق هذا فهي تتعهد بمواصلة دعم أصحاب الحيازات الصغيرة بهذه التقنية من خلال بنك الأجنة، وقد بدأت هذا مع أحد المزارعين بمحافظة الفيوم (وسط مصر).
يؤكد أحمد صقر -سكرتير عام الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية- أن ”مصر لديها حوالي 5 ملايين رأس من الجاموس والأبقار، لكن هذا العدد لا يكفي لسد احتياجاتها، إذ تنتج 65% من احتياجاتها من لبن الجاموس، و35% من لبن الأبقار“، وتلجأ إلى الألبان المجففة والأجبان المستوردة لسد حاجاتها.
وقال صقر لشبكة SciDev.Net: ”إن مصر تلجأ إلى استيراد اللحوم الحية والمجمدة من الخارج لسد احتياجاتها؛ إذ تستورد من 200 إلى 225 ألف طن لحوم سنويا، وتأتي البرازيل على رأس الدول الموردة للحوم لمصر بما نسبته 60%، تليها الهند بنسبة 37%، وأخيرًا أستراليا وأمريكا ونيوزيلاندا بنسبة 3%“.
نقلا عن شبكة
SciDev.Net