تعتمد الفكرة الأساسية في تثبيت الكثبان الرملية على منع الرمال من الحركة لفترة ما حتى تتمكن النباتات الطبيعية أو المنزرعة من النمو و تثبيت نفسها في منطقة الكثبان. و لكي تنجح عملية التثبيت، فلابد من وضع خطة تشتمل على النقاط التالية:

1- دراسة نوعية الرمل و تركيبه مع دراسة مصادره و حركته.

2- عمل مسح للنباتات الطبيعية التي تنمو بمنطقة الكثبان كأحد عناصر التثبيت الهامة.

3- دراسة الظروف المناخية بالمنطقة (من حرارة و رطوبة و أمطار).

4- قياس شدة الرياح السائدة بالمنطقة و تحديد إتجاهها و فترات هبوبها.

5- تحديد عمق مستوى الماء الأرضي و صلاحيته للري.

6- بحث امكانية تسييج المنطقة و منع الرعي (و لو مؤقتاً).

بعد الانتهاء من هذه الأعمال يمكن اختيار الطريقة الأفضل و الأنسب من الناحية الإقتصادية و العملية لتنفيذ الخطة و التي تشتمل في العادة على مرحلتين:

 

الأولى: مرحلة الأعمال المؤقتة:

و تهدف هذه المرحلة الى ايقاف حركة الرمال بصورة مؤقتة حتى يمكن تنفيذ الأعمال المستديمة فيما بعد. و تشمل هذه المرحلة عمل الحواجز الطولية و العمودية على اتجاه هبوب الرياح و ذلك باستخدام أعواد الحطب الجافة، اعواد البوص المجففة، الألواح الخشبية، الأفرع و الأغصان اليابسة من أي نوع نباتي، كما يمكن إستخدام النباتات العشبية الجافة و الحصير و قوالب الطين اللبن و سعف النخيل و بعض النباتات سريعة النمو. و يكون إرتفاع الحواجز ما بين 40-100سم حسب سرعة الرياح و نوعية الرمال و قدرتها على الحركة، على أن تكون المسافة بين الحواجز و بعضها في حدود 9-10 أمتار، و قد تصل في بعض الأحيان الى 40م حسب شدة الرياح و نوعية الرمال و المواد المستخدمة في التثبيت. أما عدد الحواجز فيتراوح بين (1-2) على أن تكون موازية أو عمودية على إتجاه هبوب الرياح السائدة بالمنطقة. أما إذا كانت الرياح تهب من جهات مختلفة، فتقام عندئذ حواجز متقاطعة تحصر فيما بينها مربعات تحيط بالكثبان. و من الضروري خلال هذه المرحلة العناية بالحواجز حتى تستقر النباتات فوق الرمال المتراكمة، مع ايقاف عمليات الرعي تماماً. و قد يفيد في هذه المرحلة تغطية الكثبان المتحركة بطبقة من الأغصان و الأعشاب أو الشباك المصنوعة من السلك ذات العيون المتسعة التي تسمح بنمو النباتات من خلالها.

الثانية: مرحلة الأعمال الدائمة (النهائية):

و فيها نبدأ بعد استقرار الرمال بين الحواجز في زراعة الأعشاب و الشجيرات القادرة على النمو في هذه الرمال الفقيرة بالعناصر الغذائية و الماء، و المقاومة للفروق الكبيرة في درجات حرارة الليل و النهار، و المقاومة للتأثيرات الفسيولوجية و الميكانيكية للرياح و المتحملة للملوحة. و تتم الزراعة إما:

(أ) بنثر بذور النباتات المنتخبة مباشرة في الرمال و رعايتها حتى الانبات و نمو الشتلات.

أو (ب) بغرس العقل السابقة و الجذرية للنباتات المنتخبة.

أو (جـ) بغرس الشتلات المجهزة سابقاً، و ذاك أفضل لسرعة الإنشاء. و يراعى عندئذ غرس الشتلات إلى أكبر عمق ممكن حتى لا تتحرك أو تميل عن وضعها الرأسي قبل إمتداد جذورها بشكل جيد.

و تزرع الحشائش قريبة من الحواجز لأنها أقل مقاومة للرياح، و بمجرد استقرارها فإنها تنتشر بسرعة لتغطي الكثيب الرملي فتثبت الرمال. و عندما تعطي بذورها فإنها تنتثر بفعل الرياح الى مناطق جديدة لتعطي نباتات أخرى تزداد بها كثافة الغطاء النباتي، و بالتالي ثبات الكثبان. و من المعروف، و ما أثبتته التجارب أن النباتات البرية التي تنمو طبيعياً في منطقة الكثبان هي أكثر النباتات صلاحية لهذه العملية. و من ثمًّ يجب الاستفادة منها لتحقيق أفضل النتائج.

بعد زراعة الأعشاب و الحشائش المثبتة للكثبان الرملية تأتي عملية التشجير، و هي من الأعمال الدائمة المهمة التي بها يتغير حال المنطقة بأكملها. و من الضروري أن تكون الأشجار و الشجيرات المستعملة في التشجير لها القدرة على تحمل الجفاف و فقر التربة في الغذاء، و أن تكون ذات مجموع جذري وتدي منتشر يستطيع التغلغل في الرمال أفقياً و عمودياً حتى يصل الى الماء الأرضي فيحصل على إحتياجاته اللازمة من الماء دون أي مشاكل.

 

أحياناً تستعمل بعض المواد الكيميائية و المشتقات البترولية في تثبيت الكثبان الرملية، و خاصة في بعض الدول المنتجة للبترول كالعراق و ليبيا و السعودية. و من أهم المواد المستخدمة لهذا الغرض: الكيروسول، البترولاز، البترول المختزل أو القار. حيث ترش هذه المواد باستخدام أجهزة خاصة بعد خلطها بنسب معينة من الماء، فتتكون طبقة صلبة فوق الكثبان الرملية بعد الرش بفترة وجيزة فلا تتأثر بالتعرية الهوائية أو الرياح.

المصدر: قناة مصر الزراعية
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1083 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,666,730