يلعب الماء دورا حيويا فى الصحة وفى الانجاز الرياضى ويعتقد الباحثون ان عدم شرب الماء بكميات كافية كان سببا فى اخفاق بعض الرياضيين . ولقد تبين انه عندما يفقد الرياضى 2% من وزنه نتيجة الجفاف ( فقد السوائل عن طريق العرق ) فأن انجازه يتأثر بشكل كبير . واوضحت التجارب ان الرياضى يفقد اكثر من 2% من وزنه عن طريق العرق أثناء التمرينات بخاصة فى الاجواء الحارة .
أن فقدان السوائل يؤثر على القلب والأوعية الدموية ناتج عن نقص فى كمية الدم ، وفى حالة فقدان السوائل الشديد فأن درجة حرارة الجسم ترتفع ، كما يزداد معدل ضربات القلب ويشعر الرياضى بعدم الراحة والاجهاد والخمول وعدم القدرة على مواصلة النشاط الرياضى .
وتظهر هذه الاعراض بشدة عندما يتجاوز مقدار السوائل 2% من وزن الجسم . وبما ان الشعور بالعطش هو تحفيز غير كافى لشرب كمية الماء المطلوبة فأنه يجب ان يشرب الرياضى كميات من الماء تتجاوز مستوى عطشه .
ولكى يستطيع الرياضى معرفة كمية الماء المطلوب تناولها فأنه يجب ان يزن نفسه قبل وبعد التمرين ( ويفضل ان يكون بأقل ملابس ممكنة ) وعلى ضوء ذلك يمكن ان يحدد كمية السوائل المفقودة عن طريق العرق وفيما اذا كان الفقد قد تجاوز الـ2% من وزن الجسم أم لا . وعندما يتجاوز فقدان السوائل هذه النسبة فأن ذلك يعنى ان الرياضى لم يشرب كفايته من الماء قبل واثناء التمرين أو المسابقة .
وتتوقف كمية الماء التى يحتاجها الرياضى على كمية السوائل التى يفقدها عن طريق العرق فمثلا اذا فقد الرياضى 1/2 كيلو من السوائل فأنه يجب ان يشرب كوبين كبيرين من الماء لتعويض السوائل المفقودة ، أما اذا فقد الرياضى حوالى كيلو نصف من السوائل فأنه يجب ان يشرب 7 أكواب من الماء .
ومن الأمور التى يجب التركيز عليها انه لا يوجد ضرر من تناول كميات كبيرة من الماء ، ففى أحدى الدراسات وجد ان تناول 1-1.5 لتر ( 4-6 اكواب ) من الماء كل 5 دقائق قبل التمرين لا يؤثر بشكل سلبى على الأداء الرياضى .
وفى الحقيقة لا يوجد سبب فسيولوجى يجعلنا نحدد من كمية الماء قبل أو أثناء التمرين أو المباراة ، ولكن فى بعض الحالات قد يشعر الرياضى بالرغبة فى التقيؤ والغثيان عندما يتناول كميات كبيرة من الماء ، وفى هذه الحالة يفضل تناول كميات صغيرة وعلى فترات قصيرة فأن ذلك يساعد على عدم الشعور بالغثيان .
وفى دراسة عن تاثير تناول الماء على الاداء الرياضى تم اعداد 3 مجموعات من الرياضيين ، المجموعة الاولى لم تشرب ماءا ، والثانية تشرب ماءا حسب ما تريد ، أما الثالثة فأنها تشرب ماءا بقدر العرق المفقود وبعد 5 ساعات من الاداء الرياضى تبين ان افضل انجاز كان عند المجموعة التى تشرب ماءا بمقدار العرق المفقود ، يليها المجموعة التى شربت ماءا حسب ما تريد واخيرا المجموعة التى لم تشرب ماءا .
وتبين هذه الدراسة ان العطش ليس مقياسا لحاجة الجسم الى الماء وان احسن طريقة لتحقيق الاداء الرياضى الجيد هو ان يشرب ماءا يعادل العرف المفقود .