بعد أن أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها أمس الخميس، بإعدام كل من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، وضابط مباحث أمن الدولة السابق محسن السكرى، لاتهامهما بالتحريض وقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم.. تساءل الجميع عن تأثير ذلك الحكم على كل من هشام ومحسن، والتأثير النفسى العام للمحكوم عليه بالإعدام.

الأستاذ الدكتور على إسماعيل عبد الرحمن، أستاذ الطب النفسى، أكد أن المحكوم عليه بالإعدام، قد يصاب باليأس الشديد، ويزداد فى مراحله التى تصل به إلى الإحباط الشديد، مما يؤدى إلى العجز والتفكير فى الانتحار أو أن يكون له تأثير معاكس، فيلجأ المحكوم عليه بالإعدام إلى استغلال كل لحظة فى حياته، للحصول على المتعة قبل فراق الحياة واستغلال كل وسائل المتعة المتوفرة لديه فى السجن، كالأكل بكثرة أو مشاهدة التليفزيون.

وهناك اتجاه ثالث قد يسلكه المحكوم عليه، وهو الاتجاه الروحانى، حيث يعلم المتهم أن حياته أوشكت على الانتهاء وبالتالى يعمل على التقرب من الله بالصلاة وقراة القرآن أو الإنجيل. ويتوقف التأثير النفسى للمحكوم عليه بالإعدام على "طبيعة الشخصية ذاتها"، هل هذه الشخصية لديها القدرة على تحمل الأمور أم هى شخصية ضعيفة ومهزوزة، فهنا يتراوح التأثير مابين الأمل والرجاء، فلو فقد الأمل من الممكن أن يلجأ إلى الانتحار.

وعن هشام طلعت ومحسن السكرى، يرى أنه من الصعب معرفة من سيكون أقوى على تحمل الصدمة وعلى أى واحد منهما سيكون للحكم بالإعدام تأثير نفسى أشد، لكنه من الواضح والمؤكد أن كلا الطرفين لدية أمل كبير فى النقض، بالتالى فمن المؤكد أنه لا أحد منهم يفكر حاليا فى الانتحار، وأكد على أن للبذلة الحمراء تأثيرا كبيرا على المحكوم عليه بالإعدام، تؤدى إلى أن يصاب بالتوتر الشديد والأرق، ورؤية الكوابيس أثناء النوم والمتعلقة عادة بمنظر المشنقة وعشماوى، كذلك الإحساس بالذنب أو اللوم للشخصية المتسببة فى الحكم عليه بالإعدام، ففى هذه الحالة يرى أن المجنى عليه هو السبب وبالتالى يلومه، وقد يشعر باضطهاد من المجتمع الذى يحيط به، كذلك الشعور بالصداع والإمساك، أو قد يلجأ إلى الإدمان كوسيلة للهروب من الواقع المنتظر.

وأضاف الأستاذ الدكتور فاروق لطيف، أستاذ الطب النفسى، على أن مسألة الاحباط والاكتئاب النفسى نسبية، تختلف من شخص لآخر، ذلك لأن مشاعر الإنسان مشاعر خاصة تكمن بداخلها معانى خاصة، ويحيط بها ظروف معينة تختلف بسلطة الشخص والبيئة المحيطة به وتنشئته وثقافته.

وأضاف أن الحكم بالإعدام له تأثير حاد وقاس على المحكوم عليه، كالإحساس بالذنب ولمعرفة تأثير الحكم بالإعدام على شخص ما، يجب أولا تحديد الخلفية الدينية: هل هى شخصية قدرية أم تحسب الأمور؟ و هل لدى المتهم أسباب لارتكاب جريمته؟ وهل هو على علم بنتائج ارتكاب تلك الجريمة أم لا؟ وعما إذا كان يتمتع بخلفية مرضية يعانى من خلل عقلى مثلا أو جنون وقتى من عدمه، والتعرف على السلوكيات التى تتوافر فى شخصية المحكوم عليه بالإعدام، كل ذلك حتى نستطيع أن نخرج فى النهاية بنتائج تقريبية حول التأثير النفسى على كل المحكوم عليه بالإعدام.

ومن جانب آخر، قالت الأستاذة الدكتورة نجية إسحاق، أستاذة علم النفس الجنائى، إن الحكم بالإعدام بالنسبة للمحكوم عليه هو عبارة عن خليط من الأحاسيس المدمرة، كالإحساس بالندم الشديد والذنب، والإحساس بأن جلاده بالمرصاد، لأن وقع ذلك الحكم من الممكن أن يدفع المحكوم عليه إلى الانتحار، بينما يصبر آخرون "لعل الله يفغر لهم" مما اقترفوه من ذنب عظيم.
  • Currently 108/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 526 مشاهدة
نشرت فى 27 يونيو 2009 بواسطة alysmail

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

106,705