جاءهذا الاعتقاد نتيجة ما اعتاده بعض الناس من الاستجابة السريعة عند استخدام بعض الأدوية الأخرى (غير النفسية) مثل الأسبرين عند الصداع، وربما استمر وصف الدواء لعدة أيام لا أكثر، لكن الحال يختلف عند استخدام الأدوية النفسية، فالأثر الفعال لبعض الأدوية النفسية لا يظهر إلا بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من بداية استخدامها، وربما بعد أكثر من ذلك . وتحسن المريض وحتى شفاءه التام ليس معناه إيقاف الدواء، بل يجب عليه الاستمرار فيه حتى يوقفه الطبيب وذلك بطريقة تدريجية ربما تمتد لعدة أشهر. ومرضى الأمراض النفسية كغيرهم من المرضي ، منهم من يستجيب للعلاج استجابة كاملة، ومنهم من لا يستجيب للعلاج مطلقاً، ومنهم من يستجيب جزئياً، لأن العلاج فعال في نسبة معينة من المرضى.
وهناك إضطرابات نفسية مزمنه ، كما هو الحال في بعض الأمراض العضوية المزمنة كالضغط والسكري. ولذلك فإنه إذا ما أراد المريض أنْ تبقى حالته مستقرة فيجب عليه أنْ يستمر في العلاج فترة طويلة من حياته.
فلا مريضُ الضغط المرتفع ولا مريض القلب ولا مريض الكبدِ ولا مريض السكر ولا مريض الكلى ولا مريض الروماتيزم ولا أيُّ مريضٍ بمرَضٍ باطني غير ما ينتجُ عن العَـدْوَى بالبكتريا والفطريات يعالَـجُ بالمفهوم الذي نطلبه من الطب النفسيِّ الوصول إليه أي أن يتناول المريض الدواء لمدة أسبوع أو عشرة أيام فقط! و بالرغم من أن كل أمراض الباطنة تقريبًـا عدا العدوى كلها تحتاج علاجا يدوم العمر، لم نسمع من يتهم أدوية الضغط مثلا بأنها مسكنات !!
وفي الطب النفسي نجد أن معظم حالات الذهان الحادة Acute Psychoses وهي أكثر الحالات عرضا على الأطباء النفسيين في بلادنا يحتاج المريض فيها إلى عدة أشهر فقط من العلاج ثم يسحبه الطبيب ويستأنف المريض حياته بعد ذلك سليما بدون دواء، كما أنَّ منظمة الصحة العالمية WHO وضعت عقار الكلوربرومازين وهو أول ما اكتشف من مضادات الذهان Antipsychotics ليكون ترتيبُـه ثاني أعظم اكتشاف في تاريخ الطب الحديث بعد عقَّـار البنسلين مباشرةً .
نشرت فى 25 ديسمبر 2008
بواسطة alysmail
عدد زيارات الموقع
106,719
ساحة النقاش