يشيعُ في المجتمعات العربية الاعتقادُ بأن الجن إذا ما لمس أو تلبس الإنسان فإنه يسبب الأمراض خاصة الأضطرابات النفسية والعقلية ، والحقيقة أن الأمراض كلها في قديم الزمان كانت تعزى لمثل هذه الأمور الغيبية لكن انتصارات الطب المتوالية واكتشاف الجراثيم ثم المضادات الحيوية أدَّي إلى سهولة الفهم على الناس فلم نعد نسمع بمن يتردد على الشيخ لكي يعالجه من  السعال أو الحموضة
فقد أصبحت أسباب هذه الأمراض ومثيلاتها معروفة مشهورة لدى كل الناس ولديهم فكرة لا بأس بها عن أسبابها و طرق علاجها .

في حالة الإضطرابات النفسية حدثَ التقدم متأخِّـرًا بعض الشيء عن الفروع الأخرى من الطب من حيث اكتشاف الأدوية ثم استنتاج أسباب المرض بعد ذلك وإجراء التجارب التي تثبتها أو تنفيها، و في حالة الأمراض العصبية فإن الكثير منها رغم معرفة أسباب حدوثه الباثولوجية فإنـهُ لم يكتشف له علاج مناسب حتى الآن ولا يتحسن الكثيرون من المرضى إلا قليلاً وإن كانت السنوات الأخيرة تشير بوضوحٍ إلى قفزات علمية هائلة في هذا المجال.

وهذا التقدم البطء في هذين الفرعين بالإضافة إلى طبيعة أعراض الاضطرابات النفسية والعصبية حيث تبدو غريبة في منظور عامة الناس حيث يأتي بتصرفات أو يقول أقوالاً غريبة أحيانا تخالف شخصيته المألوفة أو يرتمي مصروعا متشنجا على الأرض من تلقاء نفسه ،وهذه الطبيعة المحيرة كان لها ولا شك دور في استعداد الناس لقبول تفسير غير مادي لها، ثم في عدم استعدادهم لقبول التفسير المادي إذا سمعوا عنه بطريقة أو بأخْرَى.

وعمل المعالجونَ التقليديون والشيوخ على نشر ذلك  بين الناس وهو افتراءٌ ينتج عن سوء نيةٍ أو عن جهل بحقيقة الأمور ،فالإيمان بالجن والسحر والعين يمكن أن ننظر إليه على ثلاثة مستويات:

1.    الإيمان بوجود الجن وحقيقة السحر  .

2.    الإيمان بتأثير الجـن والسحر  .

3.    الإيمان بالأعراض التي يصفها بعض الشيوخِ والمعالجين بالقُرْآنِ لأثر الجن والسحر والعين .

فالأول يجب الإيمان به دون شك أو نظر ومن أنكره فهو منكر لصريح الكتاب والسنة، وأما الثاني الثالث فلم يرد في الكتاب ولا في السنة وصف تفصيلي لأعراض معينة لكل من أثر الجان والسحر والعين بمثل ما يتناقله الناس، وإنما هي اجتهادات من بعض الخلف بشكلٍ خاص.
لماذا انتشر هذا الاعتقاد الخاطئ بين الناس:
أولاً: طبيعَـةُ تخصص الطب النفسي أنه يتعامل مع مشاعر وأفكار الناس وخبراتهم وهي أشياء غير ملموسة ،بينما الأطباءُ في جميع تخصصات الطبِّ المختلفة لديهم علامات ترى بالعين وتجس باليد.  

ثانيًـا: وجود عدد من الأطباء النفسيين المسلمين وغير المسلمين يختلفون بشكل كبير في إيمانهم بتلك الغيبيات عن غير المسلمين.

ودائما ما يكون التساؤل عن دليل شرعي أو علمي يربط تلك الأعراض التي يعاني منها مريض ما بأنها حدثت بسبب أحد تلك الأمور الغيبية. ورغم عدم وجود دليل واضح يربط تلك الأعراض بسببها الغيبي الذي يفترضه بعض الشيوخِ فإن العقلاء من الأطباء النفسيين لا ينكرون احتمالية ذلك، ومستعدون لقبوله في حاله ثبوته.

فالاعتقاد بأن الجن هم سبب  الأعراض النفسية والعصبية أو أن دخولهم في جسد الإنسان يسبب هذه الأعراض لا يستند إلى أيِّ دليل في القرآن ولا في السنة المؤكدة: فقوله تعالى "الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىَ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" صدق الله العظيم"275 البقرة".

والشاهد هنا كما يقولون هو الذي يتخبطه الشيطان من المس فهذا دليلٌ في رأيهم على وجود المس مع أن أي طبيب نفسي مسلم لا ينكر أن هنالك مس وهو عندهم دليل كذلك على أن مس الشيطان يؤدى إلى التخبط وهنا تكمن المشكلة فالتخبط هنا قد يكون تخبطا بالمعنى الفيزيقي أي تخبط الجسد بالأرض مثلا فيكون المقصود أن آكل الربا لا يقوم يوم القيامة من قبره إلا كالمصاب بنوبة الصرع وهذا تفسير ابن كثير وقد يكون التخبط تخبطا بالمعنى النفسي ويقصد به المعاناة والتيه وقد لا يكون المقصود أكثر من تشبيهٍ أراد به المولى عز وجلَّ أن ينفر العباد من أكل الربا والتعامل به وهذا رأيي المتواضع.
وأما الدليل الثاني فهو قوله تعالى "وَمن يَـعْـشُ عن ذكر الرحمنِ نقيضْ له شيطانًـا فهو له قرين* وإنهم ليصُـدُّنَـهُم عن السبيل ويحسبون أنهم مُـهْـتَـدون* حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينكَ بُـعْـدَ المشرِقينِ فبئسَ القرين"  صدق الله العظيم "36 - 38 سورة الزخرف"، وأظنه واضحًـا أنه يتحدث عن موضوع غواية الشيطان لمن يتغافل عن ذكر الله عز وجل وليس عن أعراض نفسية أو عصبية تحدث بسبب اقتران الشيطان بالإنسان! ومن شاء فليرجع إلى أيٍّ من تفاسير القرآن.

وأما الثالثُ فقوله عز وجل "واذكرْ عبْـدَنا أيوبَ إذْ نادى ربه أني مسَّنِيَ الشيطانُ بِـنُصْبٍ وَعذاب" صدق الله العظيم "41 سورة ص", وحسب تفسير ابن كثير فإن النصب في البدن والعذاب في المال والولد ولم يأتِ ذكرٌ للأمراض النفسية هنا وإن كان مشهوراً أن مرض سيدنا أيوب كان مرضا جلديًّـا فهل كان المرض الجلديُّ أيضًـا من صنع الشيطان؟ بالطبع ليس هنالك من يقول بذلك ثم أن النص القرآني في قصة سيدنا أيوب عليه السلام في موضع آخرَ كانَ "وأيوبَ إذ نادى ربه أني مَسَّـنِيَ الضُّـرُّ وأنتَ أرحم الراحمين" صدق الله العظيم "83 سورة الأنبياء". فهنا كان المس من الضر وليس من الشيطان.

وأما الرابع فقوله تعالى "إن الذين اتقوا إذا مَسَّهُمْ طائفٌ من الشيطانِ تَـذَكَّرُوا فإذا هم مبصرون" صدق الله العظيم "201 سورة الأعراف", يقول ابن كثير في تفسير "إذا مسهم" أي أصابهم فمنهم من فسره بالغضب، ومنهم من فسره  بالصرع ونحوه ومنهم من فسره بالَهمِّ ومنهم من فسره بإصابة الذنب ثم في "تذكروا" أي تذكروا عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيدِهِ فتابوا واستعاذوا بالله وَرَجَعُوا إليه من قريب ثم في "فإذا هم مبصرون" أي قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه".

والواضح أن الأمر كله بعيد عن الأمراض النفسية وإن اشتبهَ الأمر في حالة الصرع لكنه في جميع الأحوال واضح من جو الآية الكريمة ومن الآية التي تسبقها "وإما ينزغنـكَ من الشيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنه سميع عليم" صدق الله العظيم " 200 سورة الأعراف" واضح أن الأمر يتعلق بغواية الشيطان للمؤمن حتى يقع في الذنوب وما زاد على ذلك فهو تأويل لا يحتمله المعنى في حقيقة الأمر .

وفيما يتعلق بالسنة النبوية المطهرة فعن عائشةَ رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الشيطان يجرى من ابنِ آدمَ مجرى الدم" "صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم" رواه البخاريُّ ومسلم.

وعن أبي سعيدٍ الخدريِّّ رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا تثاءَبَ أحدُكم فَـلْيُـمْسِكْ بيـدِهِ على فِـيـهِ فإنَّ الشيطانَ يدخل" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم والدرامي. وما أرى في هذين الحديثين أي إشارة إلى أن الفصام أو الاكتئاب أو الصرع أو أي من منظومة الأمراض النفسية والعصبية هي تأثيرات الشيطان.

و ما زاد الإعتقاد في هذا الموضوع ما يحكيه كثيرون وكأنه الدليل القاطع المانع على المس أو التلبس في المرضى النفسيين من أن الشيخ أنطق الجان وسمعه الحاضرون متكلما على لسان المريض ويقسم لك بعضهم أنها كانت امرأة تحدثت بصوت رجل أو العكس ويرون في ذلك ما يقنعهم لأنه لا تفسير له بالطبع عندهم إلا ما يقوله أو يظنه الشيخ من أن الذي ينطق هو الجنيُّ الذي يسكن جسد المريض! مع أن الأمر غير ذلك في كل الأحوال للأسف الشديد!!!

ولو شرحنا ظاهرة نفسية مهمة وهي ظاهرة الإيحاء
Suggestion والقابلية للإيحاء Suggestibility وما يتعلق بهما من أمور كالتنويم المغناطيسي وتأثير المُنـَوِّم على المُـنَـوَّمْ، فأما الظاهرة الأولى فلأنها سببٌ في أغلب الأحوال لأن يفعل المريض ويقولَ ما يريدُه الشيخُ دون وعي أو إدراك منه وأما الثانية فلأن بعض المريضات بالذات يفعلن ويقلن ما يريده الشيخ وهن واعيات تمامَ الوعي.
فالإيحاء هو أن يُـقْـنِـعَ شخص ما شخصا آخرَ بمفهوم ما دون اشتراطٍ لوجود المنطق في هذه العملية أو بمعنى آخر أن تصدق أمرا ما وبسرعة دون دليل منطقي عليه(تحدث كثيرا في النصب) .  والقابلية للإيحاءِ فهي أن يتصف شخص ما بهذه الصفة و الحقيقة أن كل الناس لديهم قابلية للإيحاء ولكن بدرجات متفاوتة جدا وبالتالي فهناك من تكون القابلية للإيحاء عالية لديهم سواءً من المرضى النفسيين أو من الأشخاص العاديين ويتميز أصحاب القابلية العالية للإيحاء بسرعة تأثرهم بالأحداث اليومية والأخبار المثيرة وتفاعلهم القوي مع هذه المؤثرات، واهتمامهم بما قيل وما يقال وأخذ ذلك في الاعتبار عند اتخاذ قراراتهم ومواقفهم في الحياة.ويتميز هؤلاء الناس أيضًـا بقدرتهم على إحداث ما نسميه في علم النفس بالانشقاق
Dissociation أو الانفصال في الشخصية أو الوعي وذلك عند الحاجة ودون إرادة بالطبع؛ فالواحدُ منهم يمتلك القدرة على الهروب من مواقف معينة بالتحلل من شخصيته أو كينونته الأصلية أو من وعيه الحاضر واكتساب كينونة أخرى أو وعيا آخر يناسب الظروف الجديدة ويحدث ذلك دون أن يقصده الشخص أي دون إرادة مسبقة منهُ، وتذكر الدراسات الأمريكية أن حوالي 5% من الناس تكون قابليتهم للإيحاء عالية جدا لدرجة أن مجرد تركيزهم مع أي منبه منتظم كدقات الساعة مثلا أو صوت تنفسهم يمكن أن يدخلهم فيما يشبه النوم المغناطيسي من تلقاء أنفسهم!!

والتنويم المغناطيسي
Hypnotism يعتمد على هذه الظاهرة الإنسانية وبالتالي فإنه كلما زادت قابلية المرءِ للإيحاء زادت قابليته للدخول في النوم المغناطيسي وزاد عمق هذا النوم أيضا، وعندما يكون هناك منوِّمٌ ومُـنَـوَّم فإن واحدة من أهم الظواهر المشهورة في التنويم المغناطيسي هي وجود ارتباط نفسي شديد بين المنوَّم والمنوِّم خلال فترة النوم هذه ووجود رغبة شديدةٍ لدى المنوَّم في إرضاء وإسعاد المنوِّم!!!

فليس الأمر فقط أن المنوَّم يطيع المنوِّم في كل ما يأمر به وإنما هناك أيضا نزوع لدى المنوَّم لفعل وقول ما يريدُهُ المنوِّمُ حتى وإن لم يصرحْ به المنوِّمْ! أي أن أحلام ورغبات المنوِّم  هيَ أوامرُ بالنسبة للمنَـوَّمْ!!!، وهنا تكمن المفارقة التي تسببت في إيهام الكثيرين بأن المريض النفسي وهو تحت تأثير الشيخ وهيلمانه المبجل إنما يظهر عليه الجني ويتكلم بلسانه!

والحقيقة أن هذا النوع من المرضى إنما هم من ذوي القابلية العالية للإيحاء وبالتالي للدخول في النوم وفعل ما يحلم به الشيخ بمجرد وضع سيادته ليده على جباههم بل إن بعضهم يدخل في نوبات النوم بمجرد رؤيته للزحام حول مكان سيدنا الشيخ! وبعضهم بالطبع تزول أعراضه الهيستيرية بمجرد أن يشم هواء البلد الذي يشرفه الشيخ لأن منظومة الهيستريا كلها يصلح في علاجها الإيحاء سواءً كان الموحي شيخا أو طبيبا أو كائنًـا من كانْ.
 
أما الأمر الثاني الذي لابد من الإشارة إليه فهو أن أسلوب الشيوخ في التعامل مع الجني الذي يسبب الأعراض يدفع بعض المرضى إلى قول ما يريده الشيخ وهم بكامل وعيهم فقط ليتخلصوا من ضغطه الشديد على رقابهم مثلا وهو يطالب الجني المزعوم بالاعتراف فكما قال الدكتور يحي يونس في المجلة العربية للطب النفسي فإن الشيخ مثلا يطلب من المرأة أن تنام على بطنها ويطلب من أقربائها أن يضغط كل واحد منهم على طرف من أطرافها ثم يقوم هو بالضغط على رقبتها من الخلف عاصرا رقبة المرأة المسكينة ويصرخ مطالبا الجني بالإفصاح عن نفسه وهنا تتداخل عوامل كثيرة منها الإحساس بالاختناق والألم والخوف ومنها الإحساس بالذل والرغبة في الخلاص وعدم عصيان الأهل المقتنعين بأن الجن هم السبب وبأن الشيخ باتع السر.... إلخ تتداخل كل هذه العوامل لتجبرها على الكذب فترد على الشيخ على أنها مثلا عباس أو عبد السلام أو شهبور أو مسعودة "أي الجني الذي يريده" فيخفف الشيخ من ضغطه على رقبتها ويواصل أسئلته وتواصل هي اختراع الإجابات التي تريحه لكي تريح المريضة نفسها وهكذا يصدق الشيخ نفسه ويصدق الأهل أنهم سمعوا الجني يتكلم.

أما النقطة الأخيرة التي لابد من الإشارة إليها فهي كيف يقوم الشيخ بعد ذلك بإخراج الجني المزعوم (نتحدث عن الذين لا يعلمون حقيقة الأمر ويتصرفون بنية صادقة بناءً على فهمهم أو فهم من قرؤوا لهم في تفسير الظواهرلا عن المنحرفين  ) فهناك من يطلب من المريض قراءَة أو سماع القرآن الكريم وهناك من يزودهُ بتسجيلات لبعض السور لكي يسمعها ولا أرى ضررا في ذلك ما لم يقرنه الشيخ بأن يطلب من المريض ترك علاجه أو عدم اللجوء للطبيب النفسي فالقرآنُ خيرٌ في كل الأحوال ويطمئن المريض سواءً قرأهُ أو سمعه دون إغفالٍ لأهمية العلاج الدوائي الذي هدى الله الناس إليه.

وأما ما نرفضه نحاربه هو استخدام الضرب والجلد من أجل إخراج الجني فهذه ممارسة ما أنزل الله بها من سلطان تهدد حياة المريض في أحيان كثيرة وتسبب له عذابا هو في غنىً عنه وليست حكاية الضرب هذه سوى عادة توارثها الشيوخ وليس لها أي أساس ديني ولا يمكن بحال من الأحوال أن تفيد اللهم إلا في بعض حالات الهيستريا والتي كما ذكرت تستجيب للإيحاء لصفة في المرض وهذا بالطبع لا يفيد إلا على المدى القصير ويضر أكثر مما ينفع أما أغلب الحالات فهي التي لا يستجيب فيها المريض للضرب لسبب بسيط وهو أنه ليس لديه جني أصلا!!! لكن عدم استجابته للأسف إنما تدفع الشيخ لزيادة الضرب وهكذا إلى أن يكف الأهل عن تكرار زيارتهم للشيخ أو أن يطلب الشيخ من الأهل الذهاب إلى شيخ آخر يعتبرهُ هو أستاذه مثلاً أو ربما هداه الله ونصحهم أخيراً بزيارة الطبيب النفسي.


  • Currently 54/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
18 تصويتات / 929 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2008 بواسطة alysmail

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

106,719