اصبح العاملون في الحقل الطبي أكثر دراية باحتمالية وجود تاريخ للعنف أثناء الطفولة بأنواعه الثلاث في المرضي الذين يطلبون العلاج النفسي.

وتري كارمان وزملاؤها 1984  (Carman et al ) أن العنف له تأثير مهلك علي الوظائف النفسية وأن إنكاره أو كتمانه داخل العائلة يجعل الطفل غير قادر علي التعامل مع الضغوط الشديدة خاصة مع الكبار.

كما أن العنف الجنسي المتكرر أو الذي يتم بواسطة الأباء يصاحبه تأثيرات نفسية ثانوية شديدة واصطحاب العنف البدني للعنف الجنسي يجعل التأثيرات  المباشرة واللاحقة أشد.

كما يري براير ورفاقه 1987 ( Brayer et al )أن الإحساس الشديد بالذنب أثناء حدوث الاعتداء الجنسي يجعل التخلص منه صعبا ، وان كان يؤثر علي الحياة المستقبلية للمغتصبة بصورة أقل من العنف البدني وقد يرجع ذلك التضاد إلي حيلة الإنكار وكذلك الخوف من الوصمة الاجتماعية .

ركزت الدراسات المهتمة بالعنف ضد الأطفال وإهمالهم  علي تحديد وتوثيق المتلازمات والآثار قصيرة المدي  أو المباشرة ووجدوا أن بعضها يتعلق بحدوث أثار نفسية وبعضها يتعلق بالتوافق الدراسي والاضطرابات المعرفية وأخري تتعلق بالاضطرابات السلوكية.

كيف يظهـر الطفـل الذي تعرض للعنف

هناك العديد من المظاهر البدنية والسلوكية والانفعالية تظهر علي الطفل المتعرض للعنف ، وتختلف هذه المظاهر حسب نوع العنف وشدته وعمر الطفل.

 ( أولا ) العلامات البدنية التي تظهر علي الطفل

                          ( 1 ) كدمات في أماكن متفرقة وأثار لجروح ملتئمة.

                         ( 2 ) جروح وكدمات بالوجه والعينين.

                        ( 3 ) علامات تأخذ أشكالا منتظمة وهي تعكس الأشياء التي ضرب بها الطفل أو

                             قيد بها مثل أسلاك الكهرباء ، السوط الجلدي ، الأحبال أو الحلية المعدنية 

                            للحزام الذي ضرب به الطفل أو أثار لأسنان بشرية ، أو علامات قبض

                            وضغط شديدة علي الذراعين أو الكفين.

                      ( 4 ) سحجات وتمزقات في الذراعين ،أو الساقين ، أو الكفين.

                     ( 5 ) أثار حروق من السيجارة أو الملعقة أو غيرها علي القدم أو راحة اليد والظهر

                         أو الردفين.

                    ( 6 ) جروح بالرأس.

                   ( 7 ) كسور بالضلوع أو عظام اليدين أو القدمين.

( ثانيا ) العلامات الانفعالية والسلوكية

                       ( 1 ) العدوانية والغضب  ، الانسحاب أو العزلة.

                       ( 2 ) الخوف من الذهاب إلي المنزل ، الخوف عندما يبكي طفل أخر أو عند

                             فحصه طبيا.

                     ( 3 ) تأرجح المزاج بين القلق ، الاكتئاب ، الخوف، الغضب.

                    ( 4 ) الكوابيس المتكررة واضطرابات النوم ، نوبات من الدوار عند الاستيقاظ.

                    ( 5 ) الشكاوي النفس جسدية المتكررة مثل الصداع ، والصداع النصفي ، ألام المعدة

                         ، الآلام عموما ، صعوبة التنفس.

                   ( 6 ) السلبية والعناد ، والشعور بالذنب.

                  ( 7 ) العزلة الاجتماعية والشعور بالخزي ، صعوبة فهم وحل المشكلات الاجتماعية.

                  ( 8 )  المخاوف المرضية الحادة خاصة الخوف من الظلام.

 ( ثالثا ) العلامات البدنية التي تدل علي حدوث العنف الجنسي

                               في غياب الأدلة البدنية يكون من الصعب إثبات أو تحديد حدوث العنف الجنسي، ولكن توجد بعض المؤشرات التي  قد نلاحظها وتدل علي حدوث الإيذاء الجنسي منها:

       ( 1 ) صعوبة المشي أو الجلوس.

      ( 2 ) ألم أو حكة في المناطق التناسلية.

( 3 ) تلوث الملابس الداخلية للطفل بالدماء ، أو تمزقها.

( 4 ) اكتشاف أمراض لدي الطفل تنتقل غالبا عن طريق الجنس.

( 5 ) وجود جروح أو خدوش ملتئمة في الجزء الخارجي للمهبل أو للشرج.

( 6 ) أن يصبح التبول أو التبرز مصحوبا بالألم.

( رابعا ) علامات تشير إلي  إهمال الطفل

( 1 ) مولود حديث مصاب بتسمم غذائي أو دوائي.

( 2 ) اضطرابات الكلام.

( 3 ) ارتداء ملابس غير مناسبة بصفة عامة وللمدرسة بصفة خاصة.

( 4 ) وقوع حوادث للطفل داخل وخارج المنزل ( سقوط ماء ساخن أو سوائل ساخنه عليه ، الصعق الكهربائي ، السقوط من الشرفه ).

كما يؤثر العنف وخاصة الجنسي علي نمو الأطفال والمراهقين نحو النضج ، حيث أن الأطفال والمراهقين ضحايا الإساءة الجنسية يخبرون العديد من الآثار السيئة فيما يتعلق بنموهم النفسي والاجتماعي.

كما يري شيلمر 2004( Schleimer )  أن إساءة معاملة الأطفال غالبا ما ترتبط بإصابة الطفل باضطرابات نفسية منها ما يتم تفعيلة خارجيا ( Externalizing )  مثل العدوان ، واضطراب السلوك ، واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ، ومنها ما يتم استدماجه داخليا مثل الاكتئاب والقلق.