ملخص الدراسة الخاصة
بدراسة معدل انتشار العنف بأنواعه المختلفة وتأثير ذلك علي الصحة النفسية والإنجابية لعينة من الأفراد في منطقة الدويقة بمنشية ناصر بالقاهرة
المشرف العام علي البحث
أ . د . عادل محمد المدني استاذ ورئيس قسم الطب النفسي بطب الأزهر
وعضو اللجنة العليا للجمعية العلمية المصرية للتدريب الجماعي
الباحث الرئيسي
د . علي إسماعيل عبد الرحمن
مدرس الطب النفسي بطب الأزهر
وعضو للجمعية العلمية المصرية للتدريب الجماعي
الفريق القائم بالعمل حسب الحروف الأبجدية
أولا : الأطباء ( قاموا بعمل المقابلات الاكلينيكية للمتعرضين للعنف )
د. أيمن الحسيني
د. عبد الله مكي
د. علي النبوي
د. محمد أبو العباس
د. محمد رمضان
د. محمد عبد الله
د. محمد الديب
د. هاشم عبد الجليل
ثانيا : الأخصائيون ( قاموا بتطبيق استبيان ديفيد برينشتين )
أ. دعاء محمد الخطيب
أ. راندا حسني
أ. سمر محمد إبراهيم
أ. صبحي إسماعيل عبد الرحمن
أ. محمد جمال الدين
أ. مني عيد
أ. محمد يماني
ثالثا : الجهاز الإداري ( العاملين بالمجلس القومي للأمومة والطفولة )
د. منال شاهين
رابعا :هيئة تحسين كتاليست
د. منال عيد
السكرتارية
أ. هند عيد يماني
المقدمة
بدأ الاهتمام بظاهرة العنف ضد الأطفال والمرأة خلال العقود الأربعة الأخيرة ، وكانت الدراسات تهتم في البداية بمعرفة معدلات انتشار أو حدوث هذه الظاهرة ، وارتباطها بالعوامل الأسرية والاجتماعية ، كما أهتمت الدراسات أيضا بتداعيات
( أثار ) هذه الظاهرة سواء بعد حدوثها مباشرة أو علي الأمد البعيد ، وخلصت الدراسات إلي أربعة نقاط رئيسية وهي :
( 1 ) العنف ظاهرة شائعة الحدوث ضد الأطفال والمرأة من القائمين علي رعايتهم أو آبائهم أو أزواجهن وتتراوح معدلات الانتشار بين10 % - 25 % في الدراسات المجتمعية ، و28 % - 85 % في الدراسات الإكلينيكية ، كما تختلف حسب نوع ودرجة شدة العنف.
( 2 ) تنتشر ظاهرة العنف ضد الأطفال والمرأة بين الذين يعيشون في أسر تعاني من الخلافات والمشكلات ،أو يتصف آباؤهم أو أزواجهن بالصفات السيئة ، أو كانوا علي علاقة سيئة بالطفل ، أو يعاني هؤلاء الآباء من مشكلات أو اضطرابات التأقلم.
( 3 ) وجود ظاهرة العنف تؤدي إلي حدوث العديد من الاضطرابات النفسية والسلوكية والإجتماعية.
( 4 ) وجدت الدراسات ارتباط العنف بأنواعه المختلفة بالصحة الإنجابية حيث ينتشر العنف في الأسر كثيرة العدد ، كما وجدت الدراسات ارتباط العنف بالمستوي الاجتماعي والاقتصادي ، والمستوي التعليمي للآباء والأزواج مما يعوق برامج التنمية الصحية ، ويقلل من تردد السيدات علي مراكز تنظيم الأسرة .
ورغم اهتمام الدولة بالأطفال والمرأة حيث أنشأت المجلس القومي للمرأة ، والمجلس القومي للأمومة والطفولة ، ولكن لا زالت أوضاعهما تحتاج للكثير من الجهد ، وتغيير العديد من المفاهيم والاتجاهات الخاطئة نحو كل من المرأة والطفل.
أهداف ومنهج البحث
استهدف البحث تقديم رصد العنف الواقع علي المرأة والطفل في منطقة الدويقة بحي منشية ناصر بمحافظة القاهرة، وتأثير ذلك علي الصحة الإنجابية ، وعلي صحة المرأة والطفل النفسية والاجتماعية.
تساؤلات البحث
· هل هناك فرق نوعي ( بين الذكور والاناث ) في التعرض للعنف أو نوع العنف؟
· هل توجد علاقة بين التعرض للعنف والصحة الانجابية للمرأة؟
· هل تؤثر نوعية العنف وشدته علي صحة المرأة والطفل النفسية والانجابية؟
· هل يؤدي التعرض للعنف في الصغر إلي القيام به عند الكبر؟
· هل هناك علاقة بين التعرض للعنف والزواج المبكر ، التسرب من التعليم ؟
منهج البحث وأدوات البحث
تم عمل هذه الدراسة باستخدام منهج الدراسة الارتباطية .
تم تطبيق استبيان إساءة معاملة الطفل لديفيد برينشتين
تم عمل مقابلة اكلينيكية شبة مقننة
تم تحليل النتائج إحصائيا كميا وكيفيا ، ومناقشة النتائج.
تم البحث علي ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى
عمل مسح شامل لعدد الأطفال من سن 13 – 16 سنة في منطقة الدويقة سواء الموجودين بالمدرسة أو العاملين بالورش وذلك بمساعدة فريق عمل من المجلس القومي للأمومة والطفولة ، وإحضار كشوف بأسمائهم معتمدة من الجهة الإدارية ، وتم اختيار العينة بطريقة عشوائية منتظمة ( اسم من كل خمسة أسماء ) ، وتم اختيار الأب والأم لكل المختارين ، وفي حالة غياب الأب أو وفاته يحل ولي الأمر محله.
المرحلة الثانية
تم تطبيق استبيان مقياس إساءة معاملة الطفل ( C. T.Q) لدا فيد برنشتيين 1995 .وهو موجود باللغة الإنجليزية وتم ترجمته إلي اللغة العربية و قياس الصدق والثبات له في دراسة سابقة ( علي إسماعيل وآخرون 2004 ) ويتكون من 53 عنصر وتستخدم كل مجموعة من عناصر الاستبيان لقياس نوع معين من العنف أو الإهمال.
المرحلة الثالثة ( مرحلة المقابلة الإكلينيكية )
قام بها ثمانية من الأطباء النفسيين ( حاصلون علي ماجستير علي الأقل ) بمقابلة الأفراد الذين حصلوا علي درجة عنف أو إهمال علي استبيان ديفيد برينشتين ( 540 فرد حضر منهم 273 فرد فقط ورفض الباقون الحضور لأسباب مختلفة تم ذكرها في البحث ).
زمن الدراسة :
شهران من21 فبراير 2005 الى20 أبريل 2005
ملخص النتائج
1- العينة الكلية للدراسة 697 فرد في الفئة العمرية من 13سن سنه حتى سن 16 سنة مع آباؤهم وأمهاتهم (49.6 % ذكور، 50.4 % إناث ).
2 -538 فرد ( 77.5 % ) كانوا إيجابيون ( تعرضوا للعنف ) علي مقياس إساءة معاملة الأطفال لدايفيد بريشتين (76.6% ذكور ، 78.4 % إناث ).
• لم تجد الدراسة فروق ذات دلالة احصائية بين الذكور والاناث في انتشار العنف ولكن كان الاختلاف في نوعية العنف.
• لم تجد الدراسة فروق ذات دلالة احصائية بين طلاب المدارس أو العاملين بالورش
• يختفي العنف الواقع علي الذكور عند الكبر ، بينما يستمر العنف الواقع علي الإناث بعد الزواج وبنفس النسب تقريبا.
• التعرض للعنف أثناء الطفولة يؤدي إلي القيام به عند الكبر بنسبة ذات دلالة احصائية 80% في الجنسين.
3 - معدل انتشار اساءة المعاملة ( العنف ) أثناء الطفولة 77.5% ( 76.6% ذكور ، 78.4% إناث ) ، وكان وجود أكثر من نوع من العنف لنفس الشخص هو الأكثر انتشارا 57.7 % ( 58.3% ذكور ، 57.2% إناث ) ، فالإهمال النفسي 13.7% ( 19.3% ذكور ، 8.7% إناث ) ، ثم العنف النفسي 11.6 % ( 9.1% ذكور ، 14.1% إناث ) ، فالعنف الجسدي 11.1% ( 11.7% ذكور ، 10.5% إناث ) ، ثم العنف الجنسي 5.1%
( 1.6% ذكور ، 8.7% إناث ) وأخيرا الإهمال الجسدي 0.8% في الإناث فقط.
وكان العنف بدرجة شديدة هو الأكثر انتشارا بين أفراد العينة الكلية 42.3% ( 40.7% ذكور ، 45.3% إناث ).
4 – كما يلاحظ ارتفاع نسبة التعرض للعنف الجنسي في عينة المقابلات الاكلينيكية ( 273 شخص ) مقارنة بالعينة الكلية للعينة ( 697 شخص ) فأصبحت النسبة ( 46.5 % من عينة المقابلات ، 18.2% من العينة الكلية ). مما يؤكد أن المقابلات الشخصية أكثر دقة من الاستبيانات المطبوعة لوجود التفهم والتواصل والتعاطف من المعالج .
5- العنف الجنسي الذي يتعرض له الإناث ضعف العنف الجنسي الذي يتعرض له الذكور(58.4 % مقابل 32.2 % ).
6- الفتيات فقط هن اللاتي تعرضن للاغتصاب بنسبة 13.8% ولم تقم أي فتاة بإبلاغ أحد ( خوفا من الوصمة الاجتماعية ، احساسا بالذنب ، خوفا من إيذاء الأهل ، ولأن الانتهاكات الجنسية تكون من فرد من أفراد الأسرة ) ، بينما كان هتك العرض أعلي بين الذكور20% مقابل 4.6% بين الإناث ( الذي يكون غالبا من صاحب العمل أو الأكبر سنا داخل العمل ) ،وكان التحرش الجنسي يكاد يكون متساوي بين الجنسين (80% ذكور ، 81.6% إناث ).
7- يعتبر الضرب الشديد هو المفهوم السائد لمعني العنف عند الجنسين (42.7% ذكور ،59.7% إناث ) ، بينما يري 6.2% ذكور ، 2.7% إناث أن الاهانة النفسية تعتبر عنف ، ويعتبر أفراد العينة أن السخرية من الشخص لا تمثل عنف ( 0.8% فقط ) وهذا يدل علي إختلاف مفهوم العنف بين الثقافات المختلفة ويدل أيضا علي غياب الوعي بظاهرة العنف وأبعادها المختلفة وتأثيرها علي المتعرض للعنف.
8 - أصبح معدل انتشار الإهمال بأنواعه المختلفة بعد عمل المقابلات الاكلينيكية إلي 37 % من العينة الكلية (32.5% ذكور ، 41.5% إناث ) ، 93.8 % من معدل عينة المقابلات الاكلينيكية (90.3% ذكور ، 98% إناث ).وكان الحرمان أعلي بين الاناث بدرجة واضحة مقارنة بالذكور ، كما أن تعدد أنواع الإهمال لنفس الفتاة كان هو السائد بنسبة 52.1% مقابل 45.5% بين الذكور.
9- ينتشر العنف الأسري بين الإناث 65.8% مقابل 43.5 % بين الذكور، بينما ينتشر العنف خارج الأسرة بين الذكور20.4% مقابل 6.8% بين الإناث ، وهو ما يشير إلي التمييز النوعي داخل الأسر .
10- يتكرر العنف بصورة يومية (62.9% ذكور ، 71.8% إناث ) ، وهو ما يشير إلي أن اللغة الأساسية في التعامل بين أفراد الأسرة هي العنف ، ويشير إلي غياب التواصل الأسري ، وأن العلاقات الأسرية يحكمها الإنفعال الشديد.
11- الضرب علي الوجة ( الصفع ) أكثر الوسائل المستخدمة في العنف البدني لضرب الفتيات 42.3% مقابل 33.9% لضرب الذكور ، بينما كان استخدام وسائل مختلفة في نفس الوقت ( الصفع ، الركل ، عصا ، جنزير ،....... الخ) متساوية بين الجنسين 38.2% لضرب الاناث مقابل 38.7% لضرب الذكور.
12 - يعتبر السباب ( الشتيمة ) هي الوسيلة الرئيسية للعنف النفسي بين الجنسيين ( 67.9 % ذكور ، 61% إناث ) ، بينما كان عدم الإهتمام هو الأكثر انتشارا بين الإناث 31.5% مقابل 25% بين الذكور .وهذا يرجع بدرجة كبيرة إلي التمييز النوعي.
13- لا يتخذ الذكور أي رد فعل تجاه العنف بنسبة 41.1% بينما يقوم 37.6% بين الإناث بالشكوى لآخر بنسبة أعلي 44.2% مقابل 35.5 % بين الذكور
14- العنف أحد أسباب هروب الأولاد من المنزل (5.9% ذكور ، 3.3% إناث ) مما يلفت النظر إلي مشكلة أطفال الشوارع ، وما يترتب عليها من إدمان أو عنف وبلطجة ، أو الإنضمام إلي التنظيمات الإرهابية غالبا ما تنتج من وراء أسرة مفككة أو تعامل عنيف.
15- الأم هي الفرد الرئيسي الذي يتجه له الجنسين بالشكوى (50% ذكور،54.5% إناث ) ، وقد يرجع ذلك لأنها الأكثر قربا من الأبناء حتي بعد الزواج ، والأكثر تواجدا وتوافرا للأولاد ، ولأنها تعاني من نفس الكأس حيث أنها تتعرض مثلهم للعنف.
16- لا تتخذ الأم أو غيرها من الأفراد الذين يتحدث إليهم المتعرضين للعنف أي رد فعل في نسبة 85.4% (86.6% ذكور ، 84.4% إناث ) .
17- تبرير العنف من المعتدي عليه بنسبة 2.7 % (4.5% ذكور ، 1.7% إناث ) وهو من أهم أسباب تقبل العنف وتحمله .
18- لم يتجه أحد المتعرضين للعنف سواء أطفال أو زوجات إلي المؤسسة القانونية وقد يرجع هذا إما للجهل بهذه الحقوق ، أو لعلمهم بعدم توافر المساندة ، أو خوفا من دخول أقسام الشرطة ، أو للإحساس بالذنب ، أو خوفا من الطلاق ، أو خوفا علي الأبناء ، أو خوفا من نظرة المجتمع لمن تقوم بالتبليغ عن زوجها.
19- يري 60.4 % (58.1% ذكور ، 62.4% إناث ) من المتعرضيين للعنف أنه لا يسبب أي تأثير ضار عليهم بل أنه في مصلحتهم ، ويري 64.9% (44.4% ذكور ، 50% إناث ) أن العنف يكون عقابا علي خطا تم ارتكابه وهو ما يؤكد فكرة الاحساس بالذنب عند المتعرض للعنف وشعوره بأنه السبب ( لذا لا يقوم بأخذ أي رد فعل حتي عند الاغتصاب ). بيمنا يري نسبة 28.2% فقط من المتعرضين للعنف (27.4% ذكور ، 22.1% إناث ) أنه يسبب أمراض نفسية أو عضوية أو عاهات ، وهو ما يشير إلي غياب الوعي بينهم.
20- يسبب العنف اضطرابات الدورة الشهرية بنسبة 83.9% ، حيث يزداد عدد أيام الدورة الشهرية في 74.6 % ، وتزداد كمية الدم اليومية في2.1 % من الفتيات ، وتتأخر الدورة عن موعدها بنسبة3.8% ، كما تتوقف الدورة لمدة شهور بنسبة 3.4%.
21- وجدت الدراسة أن العنف يسبب مشكلات أثناء الحمل بنسبة 29.8% ، حيث أدي إلي الولادة المبكرة في 10.6% ،و إجهاض في 5.4% ، وآلام مستمرة في البطن في 7.4% ، كما أنه سبب نزيف في 3.2% السيدات.
22- العنف يسبب مشكلات أثناء الرضاعة بنسبة 29.7% ، حيث يؤدي إلي توقف الرضاعة في 11.7% ، نقص كمية اللبن في 10.6% ، وإلي إصابة الرضيع بأمراض معوية بنسبة 7.4% .
23- يمتنع الزوج عن ضرب زوجته أثناء الحمل أو الرضاعة بنسبة 29.8% ، 29.7% علي التوالي وفد يؤثر هذا علي تنظيم الأسرة فقد تلجأ المرأة التي تتعرض للعنف بانتظام إلي الحمل كحيلة نفسية لحماية نفسها من العنف.
24- وجدت الدراسة أن 67.3% من الإناث ، و65.5% من الذكور تم زواجهم مبكرا وقد يرجع ذلك لعمل الذكور مبكرا ، عدم تعليم الفتيات ، لم تختار 87.2% من الانا�
ساحة النقاش