تطلعات وتحديات في اليوم العالمي للخدمة الاجتماعية 2023، بقلم د. غسان شحرور
(21مارس / اذار)
يهدف هذا اليوم العالمي إلى تسليط الضوء على دور الاختصاصيين الاجتماعيين في المجتمع لا سيما إسهاماتهم في بناء مجتمعاتهم وتعزيز العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان.
يحتفل به كل عام في الثلاثاء الثالثة من شهر مارس/ اذار سنويا اعتبارا من عام 2007، وفي هذا العام، 2023،يحتفل بهذا اليوم العالمي في الحادي والعشرين من شهر آذار/مارس، وقد اختار الاتحاد العالمي للاختصاصيين الاجتماعيين شعار "احترام التنوع من خلال العمل الاجتماعي المشترك"، وذلك تقديرا للتنوع في بناء المجتمع، وزيادة تماسكه من أجل مستقبل أفضل.
غني عن التعريف، أن مهنة الخدمة الاجتماعية تستند في عملها إلى قواعد الممارسة الاجتماعية والعلوم الاجتماعية معًا بالإضافة إلى بعض الصفات الفردية الخاصة، التي يجب أن يتحلى بها الاختصاصي الاجتماعي، من أجل الإسهام في التنمية الشاملة وتعزيز التماسك الاجتماعي بأشكاله ودرجاته، وتمكين أبناء المجتمع من مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل وفق قواعد العدالة الاجتماعية وحقوق الانسان واحترام التنوع والمسؤولية الجماعية التي تشكل جميعها جوهر العمل الاجتماعي المرتكز على البينة العلمية على طريق التنمية الشاملة للجميع وفي كل مكان.
في هذه العجالة، لابد من التأكيد أن هذه المهنة المهمة جدًا في منطقتنا، تعاني الكثير والكثير من ضعف التقدير، وضعف الإعداد ، وضعف الدور في ظل غياب الرؤية والاستراتيجية للدور المنشود للاختصاصي الاجتماعي الأمر الذي أدى إلى قصور السياسات والتشريعات المرتبطة بهذه المهنة، وتنامي الفجوة بين الباحثين والممارسين، و بين الدراسات والتطبيق في ميادين العمل الاجتماعي.لقد بلغ استياء بعض الاجتماعيين في وصفهابالقول: قد أصبحت مهنة من لا مهنة له.
لقد زاد الطين بلة ظهور تحديات جديدة، واستفحال التحديات الموجودة سابقًا، وجميعها ذات أبعاد وتداعيات اجتماعية جسيمة مثل تحديات الأمن الإنساني خاصة في مناطق النزاع والحروب،وازدياد أعداد اللاجئين والنازحين، بكل معاناتهم التي تبدأ ولاتنتهي، وكذلك الكوارث الطبيعية، وتغير المناخ، وظواهر العنف ضد الأطفال والمرأة، وتدهور الصحة العامةولاسيما الصحة العقلية، وانتشار الفقر المدقع، والاتجار بالمخدرات والبشر والسلاح، وزيادة الفوارق الصحية بين أبناء المجتمع، وتداعيات تكنولوجيا المعلومات السلبية لاسيما الإعلام الاجتماعي منها، على كافة شرائح المجتمع، وانعدام العدالة والمساواة في الخدمات الاجتماعية والمجتمعية المختلفة وغيرها، الأمر الذي يتطلب المزيد من جهود الاختصاصيين الاجتماعيين في مواقعهم المختلفة لاسيما جمعياتهم المهنية والعلمية، مع الحاجة إلى تطوير برامج إعداد الاختصاصيين الاجتماعيين وتعزيز دور منظماتهم في السياسات الاجتماعية الوطنية وفي قيادة برامج التطوير المهني المستمر للاجتماعيين.
رغم هذه التحديات الكبيرة محليا واقليميا، لابد أن نشيد في يومهم العالمي هذا بدور وجهود العديد من الاختصاصيين الاجتماعيين، ومنظماتهم في مواجهة تحديات العمل الاجتماعي، وجهودهم ومثابرتهم للنهوض بهذا الدور وخدمة المجتمع، كل المجتمع، في مواجهة الصعاب الاجتماعية والاقتصادية والصحية وغيرها. إنها أمثلة تستحق الاهتمام والتقدير، والبناء عليها، وتعزيزها، وتكريمها،وإيمانا منا بذلك قلنا وفي أكثر مناسبة:
“كما يكون الاختصاصي الاجتماعي، تكون حياتنا جميعا"
الدكتور غسان شحرور
طبيب ، كاتب وباحث
ساحة النقاش