اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الثالث عشر من تشرين الأول/أكتوبر يوماُ عالمياً للحد من الكوارث، من أجل توعية الناس بكيفية اتخاذ إجراءات للحد من خطر تعرضهم للكوارث، ودعوة الحكومات إلى تعزيز برامج مواجهة وإدارة الكوارث على مختلف الصعد المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية، وكما كان شعار حملة العام الماضي 2011 هو "جعل الأطفال والشباب شركاء للحد من مخاطر الكوارث"، فإن شعار هذا العام: "النساء والفتيات- قوة غير مرئية لمجابهة الكوارث" يسلط الضوء على النساء و الفتيات و دورهن في الحد من الكوارث ومواجهتها وتعزيز قدرة المجتمع المنكوب على تحملها والتعافي منها.
نعم يثني شعار هذا اليوم العالمي على دور النساء والفتيات في الحد من مخاطر الكوارث ويدعو إلى تشجيع المزيد من الشراكات معهن ومع منظماتهن، والتأكيد على دورهن في عمليات صنع القرار لبناء مجتمعات قادرة على مواجهة الكوارث.
ولا يسعنا في هذا اليوم العالمي إلا أن نؤكد أن الحد من مخاطر الكوارث كالزلازل والفيضانات والحرائق وتغيرات المناخ وغيرها، ينبغي أن يكون الشاغل اليومي للجميع. لنستثمر جميعا اليوم من أجل غدٍ أكثر أمنا.
كذلك لا يسعنا في هذا اليوم "اليوم الدولي للحد من الكوارث"، إلا أن نطالب منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم ووسائل الإعلام والحكومات أن تعمل على اعتماد استراتيجية وطنية لإدارة الكوارث ومكافحتها ودمجها في الخطط الوطنية والإقليمية، وفي الخطط الإنمائية الطويلة الأجل، كوسيلة ضرورية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
لقد حققت البلاد العربية خلال السنوات القليلة الماضية تطوراً ملحوظاُ في برامج الحد من الكوارث وإدارتها، والإسهام في الجهود العالمية لاسيما في إنجاز التقييم العالمي بشأن الحد من مخاطر الكوارث الصادر بالمنامة في أيار/مايو 2009 لكن الاستراتيجيات والإمكانات تبقى بعيدة عن الحاجات الوطنية والإقليمية العالمية الأمر الذي يدعونا إلى دراسة واقع برامجنا الوطنية وتعزيز هذه الاستراتيجيات وتفعيلها، من أجل بناء بيئة ممكنة لمواجهة الكوارث تضع في أولوياتها تمكين المرأة في جميع مراحل مواجهة الكوارث.
وفي هذا المجال لا بد أيضاً أن نذكّر بالكوارث التي لايجدي معها أي استعداد أو تحضير وهي مخاطر وكوارث الأسلحة النووية، لاسيما مع تصاعد الجهود العالمية من أجل حظرها والتخلص منها في العالم واقتراب الاستحقاق الكبير من موعده، وهو مؤتمر هلسنكي 2012 لبدء العمل في جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل، إنه استحقاق طالما سعت إليه الدول العربية ودول عدم الإنحياز منذ عام 1974.
وفي هذه المناسبة: "اليوم الدولي للحد من الكوارث"، لا نملك إلا أن نطالب منظمات المجتمع المدني في جميع أنحاء العالم، والحكومات أن تعمل معاً على دعم جهود حظر هذه الأسلحة عالميا لأنها الخطر الحقيقي الذي يهددنا جميعاً، وتأييد إطلاق مفاوضات دولية لإنجاز اتفاقية شاملة تحظر تصنيع وحيازة واستخدام الأسلحة النووية، وتضمن التحقق والالتزام الكامل قانونيا بتفكيك وإنهاء الأسلحة النووية من قبل جميع دول العالم، لأن التخلص منها هو الأمن الحقيقي للبشرية جمعاء، وهو الطريق من أجل سلام مستدام ومستقبل مستدام.
منسق الشبكة العربية للأمن الإنساني
البريد الإلكتروني - الدكتور غسان شحرور
ساحة النقاش