<!--
<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
الدّور الرّيادي للجامعة في خدمة المجتمع وضمان جودة التعليم المستمر
د. بسام محمود الصافتلي
يتميز عالمنا الذي نعيشه بالتغيير السريع في شتى المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتقنية ،مما يتطلب استثمار كلّ الطاقات والإمكانات المتاحة،حيث أصبح لهذا التغير السريع أثر كبير فيما يحدث من تطورات في مؤسسات التعليم العالي والتي تشهد تطورات عديدة في وظائفها وأهدافها لمواكبة التغيرات المتسارعة في المجتمعات التي تنشأ فيها وتتأثر بها وتؤثر فيها .
فالتعليم العالي يجب أن يسعى لتنمية قدرات الطلاب المعرفية والاجتماعية وصقلها وإثرائها ، ومساعدة الطلبة على اكتساب المعارف والمهارات المفيدة في حياتهم المهنية والعملية ، ونشر المعرفة العلمية والعمل على تقدمها ،والمحافظة على التراث الثقافي للمجتمع المحلي وتنميته.
و يحقق التعليم العالي هذه الأهداف من خلال اضطلاع مؤسساته العلمية الأكاديمية بوظائف ثلاثة هي:- التدريس ، والبحث العلمي ، وخدمة المجتمع ، فإعداد القوى البشرية وتدريبها يعدّ وظيفة مهمة للتعليم العالي في عصر يتأكد فيه يوماً بعد يوم أنّ العنصر البشري هو المصدر الحقيقي للثروة الوطنية.فبقدر إعداده وتنمية معارفه وقدراته وتطوير مهاراته وخبراته يكون عطائه وإنتاجه و بالتالي وزنه وقيمته الحقيقية .
فمفهوم الجامعة قد تطور واختلف دورها باختلاف العصور والمجتمعات ،فمع أوائل القرن العشرين بدأت زيادة الطلب الاجتماعي على التعليم العالي، وإدراك الجامعات العلاقة المصيرية بينها وبين المجتمع فظهرت وظيفة جديدة للجامعة وهي خدمة المجتمع ، علاوة على وظيفتي التدريس والبحث العلمي ، ومنذ ذلك الوقت تغيرت النظرة القديمة التقليدية للجامعة فلم تعد معقلاً للفكر وحده ، بل أصبحت مركزاً إشعاعياً يرتبط بمشكلات الحياة في العالم الخارجي المحيط بها.
فعلى الجامعات أن تردم الفجوة الفاصلة بين مجتمعها الأكاديمي وبين المجتمع المحيط بها، لأنّه إذا ما سمح لهذه الفجوة بالبقاء أو إذا ما قدر لها أن تتسع فإنّ مجتمع الجامعة الأكاديمي سوف يحرم من مساندة المجتمع المحلي لحاجات الجامعة ، كما أنّ المجتمع سوف يحرم بدوره من خدمات الجامعة ودورها الرّيادي في تنميته وضمان التعليم المستمر لأفراده.
ويتضح مما سبق ضرورة تبني الجامعات السورية للتعليم المستمر مدى الحياة عن طريق إنشاء الكليات والمراكز والعمادات التي تعنى بخدمة المجتمع والتعليم المستمر .
وتستطيع الجامعات أن تقوم بهذا الدور الهام أكثر من غيرها في تخطيط وتنفيذ برامج التعليم المستمر، ويساعدها في ذلك أنّها أصبحت مراكز لإعداد المهنيين في شتى المجالات ، إلى جانب كونها مراكز علمية أكاديمية في شتى التخصصات ، كما أنّها منذ أن ظهرت وهي تمارس التدريس والبحث العلمي، لذا فهي في موقع يمكنها أكثر من غيرها للقيام بالبحث العلمي في مجال التعليم المستمر وتطوير برامجه في ضوء ما تسفر عنه تلك الدراسات.
فالنظرة المستقبلية تفترض إحداث مراكز وكليات لخدمة المجتمع والتعليم المستمر في الجامعات السورية تناط بها مسؤوليات جديدة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمجتمع مع التأكيد على أهمية مواكبة الاتجاهات الحديثة للتعليم العالي والتي تنادي إلى ضرورة ممارسة مؤسسات التعليم العالي أدوارها المطلوبة في ضوء المتغيرات العالمية والمحلية ولاسيما نظام إدارة الجودة الشاملة والاعتماد الأكاديمي لمعرفة مدى توفر هذه المبادئ في البرامج والدورات التدريبية والأنشطة التي تقدمها الجامعات لخدمة المجتمع المحلي وتنميته وضمان جودة التعليم المستمر لأفراده في المجالات كافة.
