<!--

<!--<!--

جودة الأداء التدريسي في التعليم العالي ... بين النظرية والتطبيق"الأستاذ الدكتور محمّد خير أحمد الفوّال أنموذجاً"

تسعى معظم الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في مختلف الدول العربية والأجنبية إلى بلوغ المكانة العلمية المتميزة بين مختلف مؤسسات التعليم في العالم ، من خلال ما تقوم به من مهام ، وما تؤديه من وظائف بأعلى مستوى من الكفاية والفاعلية ، معتمدةً في ذلك على مجموعة من المكونات ، لعلّ أهمها عضو الهيئة التدريسية، ومدى قدرته على الاضطلاع بمسؤولياته ومهامه بالصورة المطلوبة.

فجودة الأداء التدريسي عند الفوّال (أستاذ المناهج وأصول التدريس في جامعة دمشق) تتجلّى من خلال الاهتمام الواسع بفن جودة التدريس الوظيفي الشامل وما يحمله هذا الفن من معان ٍهادفة لربط عملية التدريس في مواقف الحياة اليومية، حيث يقول :إنّ المتغيرات الحديثة في العالم المتقدّم قد فرضت علينا ضرورة الأخذ بمنهج التخطيط الاستراتيجي لبناء أجيال قادرة على مواجهة هذه التغيرات بفكر جديد يتجاوز حدود الواقع ويستشرف المستقبل بما يحمله في طياته من تهديدات وفرص متاحة، من هنا يأتي توجيه كيان المؤسسة التعليمية نحو ضمان الجودة والاعتماد .والمعايير لديه أساس من أساسيات الجودة لأنّنا برأيه لا نستطيع إدارة شيء لا نمتلك القدرة على قياسه، فنظام المعايير يعلمنا بموقعنا وبالوجهة التي سنتّجه إليها.والتدريس عنده يظهر كصندوق أسود غامض لأولئك الذين يقفون في الخارج ، ومن ثم فهذا الأمر لا يهم طالما يتم تحقيق جودة المخرجات المرغوبة.

والتفاعلات التي يجريها بين الطلبة كأعضاء في فريق تقود إلى مشاريع بحثية عالية الجودة بسبب الفوائد التي يسفر عنها التعاون و المشاركة في المراجعة النقدية لأنّ الطلبة برأيه لهم وجهة نظر شرعية يحاولون التعبير عنها بخطاب مفتوح وغير مشروط فالدافع الوحيد هو الاهتمام المشترك حول الطريقة الأفضل لعمل الأشياء .

ومما يميز أدائه هو الالتزام بتقديم الخدمات النوعية في المواعيد المحددة للطلبة وبالطريقة الصحيحة من أول مرة وبدرجةٍ عاليةٍ من الدقة،والسرعة بتقديم الخدمة والرد الفوري على استفسارات الطلبة وإبداء الرغبة الصادقة في مساعدتهم وتلبية احتياجاتهم،والإلمام بمهامه ووظائفه وتزويد الطلبة بالمعلومات الكافية والقدرة على بث روح الأمان والاطمئنان والثقة في نفوس الطلبة،واهتمامه الشخصي بهم وتفهم احتياجاتهم وذلك بتوفير درجة عالية من الولاء للطلبة ، وتوفير عنصر الاتصال الذي يسمح بمعرفة اهتمامات الطالب كما يسمح للطالب بالتعبير عن أفكاره وإمكانية الوصول إلى الخدمة وذلك بإرشاد الطلبة إلى مصادر المعلومات،فيما لو تعثر عليهم ذلك.وقبوله المنافسة الشريفة كواقع ضروري لخلق التميز في الأداء،واستثماره الأمثل للوقت و لكلّ الطاقات و الموارد و حشدها لتحقيق هذا التميز.والتزامه بالتحسين المستمر عن طريق إتباعه ما يسمى بدائرة ديمنج(خطط،نفذ،راجع،صحح). والقيم المشتركة هي القيم السائدة في ظل ثقافة تنظيمية تؤمن بمفهوم الجودة الشاملة و تكون بمثابة معايير تصحيحية لأي انحراف عن المساق.

وفي ضوء ما سبق يتضح لنا أهمية إلقاء الضوء على الأداء المتميز لأعضاء الهيئة التدريسية في جامعاتنا ليكون ذلك بمثابة حافز لأدائهم من جهة ودافعاً للتنافس الشريف من زملائهم في المهنة من جهة ثانية(الغيرة المهنية)، وإنصافاً لجهودهم الرائدة التي يبذلونها في مجال تحسين جودة العملية التدريسية والتي تجعلنا في مراقي الأمم المتقدّمة التي تولي تحقيق الجودة الأكاديمية ومعايير اعتماد الجامعات عناية خاصة لمواجهة تحديات العصر.فنحن نروج لهم عطاءاتهم وإنجازاتهم متجاهلين ما لدينا من كوادر تتميز بجودة عالية في الأداء والعطاء وتحملنا أمانة التعريف بهم  حتى لا نكون بقيمة من نعرف جاهلين ،فكيف بمن لا نعرف؟!!!

 

المصدر: الدكتور بسام محمود الصافتلي
alssaftly

الدكتور بسام محمود الصافتلي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1128 مشاهدة

ابحث

تسجيل الدخول

TQA

alssaftly
تهيئة المدارس للحصول على شهادة الاعتماد من منظمةAdvance-EDالعالمية-استشارات وخدمات(تربوية-نفسية-فنية-إدارية-تسويقية)-بحث علمي و دراسات -تصميم أنظمة إدارية-تصميم هياكل تنظيمية-تنمية موارد بشرية(دورات تدريبية-ورش عمل-حقائب تدريبية) للتواصل: :E-mail [email protected] Website: http://kenanaonline.com/alssaftly »

عدد زيارات الموقع

94,766