الخلاف السعودي-الإيراني:
في توحيد الرايات والغايات يكمن الحل.... .
لاننا في المملكة الأردنية الهاشمية حبانا الله تبارك وتعالى بقيادة تنتسب إلى سلالة هي الأشرف من سلالات العرب”بيت النبوة"،…،تستمد رسالتها في الحياة،…ومشروعية الحكم …،من هذا النسب الشريف،…و يُختزن لدينا مشروع نهضة " الثورة العربية الكبرى" نحن وارثوه -و الذي نحتفل هذا العام بذكراه المئوية" ، كل هذا يحفزنا…،للأمل بأن اعادة الحياة للأمة…، ومشروعها الحضاري…،المستمد من الرسالة الخالدة…،التي جاء بها خير البشر والرحمة المهداة للناس كافة…،سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأتم التسيلم…،ستشرق شمسه من هذا الحمى العربي الهاشمي… .
وتحقيقا لما جاءت به رسالة عمان في العام 1425 هجري الواقع في 2004 ميلادية . التي اشارت إلى :" أن رسالة الإسلام السمحة هي/ الرسالة التي جاء بها الرسل كافة ،من أبينا وجدنا و سيدنا إبراهيم إلى أبينا وجدنا وسيدنا محمد عليهما أفضل الصلوات وأتم التسليم ، والتي تتلخص غايتها بتوحيد الله وبتمجيده سبحانه وتعالى في علاه ، وافشاء السرور والسعادة والرحمة بين الناس ، واحلال ونشر السلام في الأرض، هي رسالة الإسلام الحقيقة ، التي تقع علينا نحن في الأردن قيادة وشعبا مهمة شرعية موروثة لحملها والدفاع عنها، والعمل على تنقية صورة الإسلام مما تعرضت،وتتعرض له، من تشويه من قبل البعض (سواء كانوا من الأبناء أو الأعداء ).
وما تبعها من جهد قام به جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه...،من أجل إضفاء سلطة دينية أكبر على "رسالة عمّان"، ولإيجاد حلّ للمشكلة الجذرية المتمثـلة في سوء التفسير في الإسلام، والذي تمثل بنتيجته دعوة جلالته ، في تموز (يوليو) 2005م، إلى عقد مؤتمر إسلامي دولي شارك فيه 200 من العلماء المسلمين البارزين من 50 بلداً في عمّان، أصدر العلماء بالإجماع أحكاماً في ثلاث قضايا رئيسية (غدت تعرف فيما بعد بـِ "محاور رسالة عمّان الثلاثة")، وما تضمنته أنهم: " اعترفوا بصورة محددة بأن كل من يتبع أحد المذاهب الثمانية: من مذاهب أهل السنة ، والمذهب الشيعي، والمذهب الإباضي، فهو مسلم؛ وكذلك أصحاب العقيدة التقليدية (الأشعرية والماتريدية)، ومن يمارس التصوف، وأصحاب الفكر السلفي الصحيح". وبناء على هذا التعريف للمسلم قالوا إنه لا يجوز تكفير أي فئة من المسلمين.
واستناداً إلى ما تحدده المذاهب، وضعوا الشروط الموضوعية والمؤهلات الشخصية المطلوبة في مَنْ يتصدى للإفتاء، مما أدّى إلى كشف وتعرية الفتاوى التي تصدر عن جهل، والفتاوى غير الشرعية، التي تصدر باسم الإسلام.
وقد جرى تبنّي هذه المحاور الثلاثة بالإجماع من قبل القيادات الزمنية والدينية في القمة التي عقدت بدعوة من منظمة المؤتمر الإسلامي في مكة المكرمة في كانون الأول (ديسمبر) عام 2005م. وعلى مدى عام من تموز (يوليو) 2005م إلى تموز (يوليو) 2006م، تم تبنّي المحاور الثلاثة بالإجماع أيضاً في ستة مؤتمرات إسلامية عالمية أخرى، كان آخرها مؤتمر مجمع الفقه الإسلامي العالمي، ومقرّه جدّة، (وهو الهيئة الفقهية الرئيسية في العالم الإسلامي)، الذي عقد في عمّان في تموز (يوليو) 2006م. وفي المجموع، فإن ما يزيد على 500 عالم إسلامي بارز من مختلف أرجاء العالم – كما يظهر في الموقع الإلكتروني www.ammanmessage.com - وافقوا بالإجماع على رسالة عمّان ومحاورها الثلاثة.
وفي ضؤ الخلاف السعودي - الإيراني البارز حاليا على ساحة العمل السياسي في منطقتنا ،و الذي سبقه تبني المملكة العربية السعودية الدعوة لإنشاء حلف إسلامي لمكافحة الارهاب ، نقول :
أنه يجب أن يكون الجهد المبذول من الجميع في هذه المرحلة للخروج من الأزمة منصبا على هدف وأد الفتنة في مهدها ، من خلال اتخاذ مسار معاكس لاتجاه أهداف ومخططات من هم وراء الفتنة ، بالعمل لتوحيد الرايات العربية والإسلامية وتوحيد الغايات للأمة (قيادات وشعوبا وجيوشا) ، فراية "لا إله إلا الله محمدا رسول الله " تجمعنا ، وهي هويتنا ، وإعلاء كلمة الله وتطبيق شريعته والسير على هدى نبيه الرحمة المهداة للبشرية جمعاء هي غايتنا ووظيفتنا التي بها خلاصنا تحقيقا لقول جدنا عبد الله ورسوله سيدنا وسيد ولد آدم عليه وعلى آله أفضل الصلوات وأتم التسليم محمد ابن عبدالله العربي القرشي الهاشمي الحجازي :
« إِنِّى تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِى أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ وَعِتْرَتِى أَهْلُ بَيْتِى وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَىَّ الْحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِى فِيهِمَا ».
وقوله صلى الله عليه وسلمَ: « حَوْضِى مِنْ عَدَنَ إِلَى عَمَّانَ الْبَلْقَاءِ مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَكَاوِيبُهُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا أَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ الشُّعْثُ رُءُوسًا الدُّنْسُ ثِيَابًا الَّذِينَ لاَ يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ وَلاَ تُفْتَحُ لَهُمُ السُّدَدُ »... .
لذلك المطلوب في هذه المرحلة التاريخية الحرجة والمفصلية من تاريخ الامة العربية الإسلامية التعقل والحكمة في اتخاذ القرارات ، وعدم الإنجرار وراء رغبات من يريدون لهذه الأمة الهلاك والضياع واستمرار نزيف دماء ابنائها وهدر طاقاتها ومقدراتها ، خدمة لمصالح أعدائها ، و الضالين الجاهلين من ابنائها.
و لاخواننا في كل من المملكة العربية السعودية، وجمهورية إيران الإسلامية، ولأننا نحبكم نقول: لايمكن أن تصح صلاتكم وصلاة كل المسلمين في العالم إلا بالتوجه نحو القبلة " الكعبة المشرفة" في مكة المكرمة- في الحجاز ،في السعودية. كما أنه لايمكن أن تصح صلاتكم وصلاة كل المسلمين في العالم إلا بالصلاة على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الأطهار.
وقلوبكم المؤمنة واللسنتكم في صلواتكم ، كما هي راياتكم تشهد بأن : لا إله إلا الله محمدا رسول الله ، والله أكبر، وغاياتكم تقولون انها تهدف للدفاع عن رسالة الإسلام السمحة الحقيقية ، وعن الأمة وتحقيق مصالحها بالرفعة والتقدم والازدهار .
و لقيادتنا الهاشمية في الأردن والقيادة الهاشمية في ايران ، نقول كما قال الإمام الشافعيّ -رحمه الله- :" يا آل بيت رسول الله حبكم ...،فرض من الله في القرآن أنزله....،ونضيف القول الآخر: "بكم تجتمع الأمة عند افتراقها".
هذه تذكرة لمن يخشى ...، و ذكر إن نفعت الذكرى....، والله من وراء القصد ....، وأستغفر الله إن تجاوزت الحد في ما قلت .