لم تكن حاله الموت التي تمر بها  الأمة العربية الآن  حالة موت مفاجئ، بل مرت  بعدة مراحل إلى أن وصلت إلى حالة الموت الكامل التي نعيشها الآن ( أمة يقتل بعضها بعضا )؟؟؟!!!... .

   في ذكرى النكبة التي تمر هذه الأيام نستذكر المراحل التي مرت بها الأمة  إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه ، حيث كانت المرحلة الأولى (حسب رأينا): - مخالفة قول الرسول صل الله عليه وسلم بالتخلي عن شرط كون الأئمة من قريش وقبولنا العيش ضمن دولة الخلافة العثمانية التي غاب فيها العرب عن مواقع القيادة كونهم الأمة المكلفة شرعا بحمل رسالة الإسلام والحفاظ عليها.

    المرحلة الثانية كانت بعد انتهاء دولة الخلافة العثمانية والدخول في اقفاص "سايكس –بيكو" التي أصبحت قلاعا لنا ندافع عنها ونتمترس فيها ونقدسها ونموت من أجلها ، وما رافقها من حالة ضياع أو المتاهة في البحث عن كيفية الخلاص  و عودة الروح إلى الأمة ،حيث دخلت الأمة في حالة صراع بين اربعة تيارات فكرية قادت الحركة فيها، وهي التيار/ الإسلامي والقومي والأممي والقطري، والتي لا زالت حالة التصادم فيما بينا مستمرة لغاية الآن ،والتي ترافق معها أيضا غرس وفرض الكيان الصهيوني  في الضفة الغربية لنهر الأردن "فلسطين" -التي هي في موقع القلب لجسد الأمة-، وحيث كانت النكبة عام 1948، ولحقتها النكسة عام 1967 ، تبعها السقوط عام2003 الذي تمثل  بسقوط العراق ، وصولا إلى التلاشي والانتهاء  "الموت الكلي" في الحروب الطائفية والمذهبية التي بدأت في العراق بعد الاحتلال الأمريكي في العام 2003 وتبلورت بشكل أعم في الحرب على سوريا في العام 2011، والحرب على تنظيم دولة الخلافة في العراق والشام في العام 2014 ، والحرب في وعلى اليمن في العام الحالي 2015 .

   ولكن لأننا نؤمن بالله العلي العظيم ، ومن فضل هذا الأيمان علينا أننا على يقين   بأنه تبارك وتعالى يخرج الحي من الميت كما يخرج الميت من الحي، ويولج الليل في النهار كما يولج النهار في الليل، فإن  لحظة موت الأمة هي نفسها لحظة ميلادها من جديد بإذنه جل وعلا ، ورغم هذا السواد في الليل البادي في المشهد العام للأمة ، فإن نور فجر اليوم الجديد بدأت اشعته تلوح بالأفق،  وما يجري للأمة ، ماهو  إلا  لأمر ما قدره بقدره تصديقا لقوله  تبارك وتعالى:

    "وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (50) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (51) لَآَكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56) نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64) لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (71) أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ (72) نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (73) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (74) فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) " {سورة الواقعة}.

ولقوله سبحانه وتعالى في {سورة الطارق}:

   "وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4) فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9) فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17) ." صدق الله العلي العظيم ... .

  وختاما نكرر قوله سبحانه وتعالى : فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ... .

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 156 مشاهدة
نشرت فى 16 مايو 2015 بواسطة alsiassi

مؤسسة النسر السياسي للإعلام

alsiassi
إعلام وصحافة الكترونية،،، منابر ومساحات للحوار...، بهدف المساهمة في التنمية السياسية ...، وتعميق الثقافة الديمقراطية...، و في محاولة لتلمس الخطى على طريق الوحدة ، والحرية ،والحياة الفضلى....، خدمة للإنسان والوطن والأمة والإنسانية جمعاء... . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

37,739