يعاني بعض الأطفال نقص المناعة الطبيعية لأسباب عديدة، وهؤلاء الأطفال معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالعدوى البكتيرية والفيروسية مقارنة بالأطفال الطبيعيين، خصوصاً إذا كان نوع نقص المناعة لديه غير قابل للتعويض بالأجسام المضادة المناعية عن طريق الحقن.

والطفل الذي يعانى نقصاً وظيفياً في جهاز المناعة، معرض للعدوى الميكروبية بصورة شديدة يصعب السيطرة عليها بالعلاجات المعتادة، مثل الإصابة بتسمم جرثومي بالدم أو التهاب سحائي أو التهاب بالعظام مرتين فأكثر أو التهابات بكتيرية شديدة بالأغشية الخلوية والغدد الليمفاوية أو التهابات صديدية بالأذن ثلاث مرات متلاحقة فأكثر، كذلك الالتهابات الميكروبية بأماكن غير معتادة . وأيضاً حدوث التهابات بميكروبات عادية من التي تصيب كل الأطفال، ولكن بصورة شديدة غير معتادة، فبدلاً من أن تؤدي إلى التهاب الحلق أو دمل بالجلد تسبب التهاب سحائي أو إسهالاً مصحوباً بالدم أو تقيحاً شديداً بالجلد أو التهاباً رئوياً شديداً، ما قد يتطلب العلاج بالمستشفى.

تكرار العدوى

تقول الدكتورة حسني: «من الضروري أن نأخذ في الاعتبار أن ليس كل طفل يعاني العدوى المتكررة مصاباً بخلل وظيفي في جهاز المناعة، لكن توجد أسباب طبيعية لتكرار العدوى، وهي أكثر انتشاراً من أمراض نقص المناعة. وعلى سبيل المثال، فإن الاختلاط المبكر في الحضانات قبل نضوج جهاز المناعة أي قبل سن 4 سنوات، يؤدي إلى انتشار الفيروسات والميكروبات بين الرضع والأطفال، خصوصاً لو كانت الأم تعمل وتضطر إلى إرسال طفلها للحضانة وهو مريض، فتنتشر العدوى إلى أقرانه ثم ينقلون العدوى له بعد أن يشفى، وهكذا».

 

الدكتورة الهام حسني، أستاذ أمراض المناعة بكلية الطب، تنصح الأسرة بأهمية مراعاة بعض الاحتياطات المهمة لحماية الطفل الذي يعاني نقص المناعة الطبيعية، وعلى الوالدين أن يجنبا الطفل الوجود في الأماكن المزدحمة سيئة التهوية، وعدم تقبيل الطفل، خصوصاً من الوجه، لا سيما من قبل الغرباء عن الأسرة، ومنع أي مريض بعدوى ميكروبية من الاقتراب من الطفل أو مخالطته عن قرب، وإذا كان لا بد من الاختلاط، فيفضل ارتداء القناع الواقي لتغطية الأنف والفم لتقليل فرص العدوى التي تنتقل عن طريق الرزاز، والاهتمام بنظافة الطفل الشخصية، مثل نظافة ملابسه والاستحمام اليومي وغسل يدين الطفل بالماء والصابون مراراً وتكراراً يومياً. ويجب على الأشخاص المناطين بالعناية بالطفل، غسل اليدين بالماء والصابون قبل التعامل معه، حيث ثبت أن اليدين هم أكثر أعضاء الجسم نقلاً للميكروبات.

الغذاء الصحي

وتدعو الدكتورة حسني إلى الاهتمام بنظافة غذاء الطفل، حيث يفضل تناول الأطعمة التي تعرضت للتسخين الشديد مسبقاً، وفي حالة تناول أطعمة طازجة، تغسل بالماء والصابون وتجفف جيداً قبل الأكل، وكذلك تغسل أوعية وأدوات تناول الطعام بالماء الساخن. وكذلك غلي مياه الشرب وحفظها في زجاجة مغطاة لحين الاستخدام.

كما يفضل عدم الاحتفاظ بالحيوانات الأليفة بالمنزل لتجنب أي فيروسات محتملة، إلى جانب أهمية الفحص الدوري للطفل لاكتشاف العدوى الميكروبية وعلاجها مبكراً، وكذلك اكتشاف أي مضاعفات أخرى، وكذلك فحص أشقاء الطفل وكل المخالطين بالمنزل دورياً لتجنب إصابته بالعدوى الميكروبية منهم.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 124 مشاهدة
نشرت فى 27 مارس 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,305,434