المشروبات السكرية والمحلاة تسبب السكري وأمراض القلب 

أظهرت دراسة حديثة عُرضت نتائجها في آخر اجتماع للجمعية الأميركية للقلب أن استهلاك المشروبات الغازية والسكرية والمحلاة يُسهم في وفاة مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم سنوياً، وذلك بسبب السكري نوع 2 خصوصاً وأمراض السرطان والقلب عموماً. وربطت نتائج هذه الدراسة بين استهلاك المشروبات السكرية والمحلاة ووفاة 180 ألف شخص حول العالم، من بينهم 25 ألف شخص في الولايات المتحدة الأميركية لوحدها.

حجم المشكلة

سجلت الدراسة أن مواطني المكسيك هم أكثر ضحايا المشروبات السكرية، إذ يموت 318 من أصل مليون شخص راشد كل سنة بسبب هذه المشروبات، بينما يحتل اليابانيون ذيل ترتيب الدول التي يموت أهلها بسبب هذه المشروبات، وذلك بمعدل عشر وفيات من أصل كل مليون راشد. وكانت دراسات سابقة قد كشفت أن المشروبات السكرية والمحلاة ترفع مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة من قبيل السكري والقلب والسرطان، بينما ركزت هذه الدراسة بالأساس على حجم مشكلة المشروبات السكرية ومدى استفحالها.

 

يقول أستاذ الصحة العامة بجامعة هارفارد في بوسطن الدكتور جيتنجالي سينج «ينبغي للنتائج التي توصلنا إليها أن تدفع صانعي القرار حول العالم إلى اتخاذ سياسات فعالة لتقليل استهلاك المشروبات السكرية من قبيل فرض ضرائب على مستهلكيها أو استهدافهم بحملات توعية مكثفة، وحسر رقعة وجودها وتوافرها».

 

تجدر الإشارة بالمقابل إلى أن التعليقات الصادرة عن بعض الخبراء حول الدراسة، والتي أفادت أنها اكتفت بإيجاد صلة بين هذه المشروبات والوفيات، دون أن تتمكن من إثبات وجود علاقة مباشرة لاستهلاك هذه المشروبات بالوفاة، مضيفين أن المشروبات السكرية والمحلاة تبقى في نهاية المطاف جزءاً من نظام غذائي سيئ يُسهم في تردي الصحة.

من جهته، يقول مدير مركز البحوث الوقائية في كلية الطب بجامعة ييل الدكتور ديفيد كاتز «إن الأنظمة الغذائية التي تحوي سعرات حرارية كثيرة مصدرها المشروبات السكرية والمحلاة تُعد من أسوأ الأنظمة، وذلك لاحتوائها على كميات مفرطة من النشا والصوديوم والدهون التقابلية والمواد الكيميائية والمضافات الصناعية». وقد شملت الدراسة 14 دولة عبر تعقب حجم استهلاك المشروبات السكرية والمحلاة في كل منها، وقياسه إلى نسبة الوفيات الناجمة عن بعض الأمراض. واستخدم الباحثون بيانات دراسات سابقة لتقدير تأثير استهلاك المشروبات السكرية على زيادة الوزن، وتأثير هذه الزيادة بدورها على مخاطر الوفاة المبكرة نتيجة الإصابة بالسكري والسرطان وأمراض القلب والشرايين.

النظام الغذائي

ربط الباحثون في هذه الدراسة استهلاك المشروبات السكرية والمحلاة بنحو 133 ألف وفاة ناجمة عن السكري، و44 ألف وفاة ناجمة عن أمراض القلب والشرايين، و6 آلاف وفاة ناجمة عن السرطان.

ومن بين تسع مناطق في العالم، تضم أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي أعلى معدلات الوفاة الناجمة عن السكري بنحو 38 ألف وفاة، بينما تُسجل منطقة شرق ووسط أوروبا وآسيا أعلى معدلات الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والشرايين بنحو 11 ألف وفاة، وذلك وفق إحصاءات سنة 2010.

وحذر الدكتور كاتز من أن الانشغال المفرط بنوع واحد من المغذيات دون سواه قد يُفضي إلى قصور في تقييم الوضع، في إشارة منه إلى دراسة سابقة كانت قد ربطت الاستهلاك المفرط للملح بوقوع 150 ألف وفاة مبكرة حول العالم، داعياً بدلاً من ذلك إلى التركيز على النظام الغذائي باعتباره كلاً لا يتجزأ.

وقال كاتز «إذا قمنا بتحسين جودة الأنظمة الغذائية، فإننا سنُحسن ضمنياً محتواها من الملح والسكر وما عداهما، وسنتمتع بالتالي بصحة أفضل. أما التركيز على التقليل من المشروبات السكرية والمحلاة مع مواصلة تناول الوجبات السريعة، فإنه لن يؤدي إلا إلى تدهور الصحة العامة».

في السياق ذاته، قال ممثلون للجمعية الأميركية للمشروبات «خطا الباحثون خطوة جبارة عندما حسبوا كميات استهلاك هذه المشروبات في أنحاء متفرقة من العالم، وكذلك عندما اعتبروا استهلاك هذه المشروبات أحد أسباب الوفاة الناجمة عن الأمراض المزمنة». وتوصي الجمعية الأميركية للقلب بألا يتجاوز استهلاك الراشدين من السعرات الحرارية من مصدر مشروبات سكرية أو محلاة 450 سعرة، على افتراض أن معدل الاستهلاك اليومي للسعرات هو 2000 سعرة حرارية.

المصدر: موقع «nbcnews.com»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 117 مشاهدة
نشرت فى 26 مارس 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,378