الاستجابة الفورية للشعور بالجوع من مسببات البدانة
لا شك أن البطن والخصر من أكثر المناطق التي يشتكي منها زائدو الوزن والبدناء. فاللازمة التي يُكررها كل عضو جديد في ناد أو صالة رياضية على مسامع المدرب هو «أريد أن أتخلص من الدهون المتراكمة حول بطني وخصري!» ومن الأشياء التي قد يُغفلها المدربون والمتدربون على حد سواء هو أن حلم امتلاك بطن مسطح وخصر ممشوق قد لا يتحقق رغم المواظبة على الرياضة والنظام الغذائي الصحي. فهناك عوامل أخرى تحول دون إنقاص الوزن كالقلق والضغط والتوتر وتباطؤ وتيرة عملية الأيض عند التقدم في العمر، والتغيرات الهرمونية التي تحدث للمرأة بعد الولادة. ولعل هذه العوامل الثلاثة هي التي تجعل بعض الناس يستغربون من استمرار زيادة أوزانهم أو الحفاظ عليها ثابتة في أحسن الحالات، كما يقول اختصاصي الغذاء والتغذية الدكتور محمد أوز.
تبعات نفسية
يسوق الدكتور أوز مثالا لإحدى مراجعاته وهي كورا بورتر، التي فشلت في إنقاص وزنها رغم كل الجهود التي بذلتها، وذلك بسبب عدم قدرتها على التخلص من التبعات النفسية لإعصار ساندي. فمعاناتها المستمرة مع القلق، والسفر المتواصل لزوجها لم يحرمها فقط من الاستقرار النفسي، بل أيضاً من القدرة على التحكم في وزنها. ويقول الدكتور أوز «أعتقد أن السبب الأول لزيادة الوزن والبدانة في المجتمع الأميركي هو التوتر والضغط». فالإصابة بالتوتر تؤدي إلى تغيير الهرمونات التي يفرزها الجسم، وتؤثر أيضاً على قدرته على تناول الكميات اللازمة من الطعام، ما يؤدي مع الوقت إلى مراكمة الدهون حول الخصر. من جهة أخرى، يُؤثر التوتر على جودة النوم في الليل، ما يجعل الإنسان يشعر بالتعب والإرهاق بصرف النظر عن عدد الساعات التي نامها، وهذا يُسهم في زيادة وزنه.
ومن أجل تفادي الإصابة بالتوتر، يوصي أوز بترويض النفس أكثر على طريقة التعامل مع الجوع الحقيقي والجوع الوهمي. ويقول أوز إن ما يجب القيام به عند الإحساس بالجوع هو تجنب الأكل في الدقائق الخمس الأولى، وإذا خف الشعور بالجوع بعد مرورها، فهذا يعني أن الجسم لم يكن محتاج حقاً إلى الطعام. فالجوع الحقيقي يترافق مع زيادة إفراز اللعاب في الفم، ما يُساعد بدوره على الاستمتاع بالطعام أكثر خلال الأكل. ولكن المصابين بالقلق والتوتر نادراً ما يستمتعون وينتشون بما يأكلون.
وعلى الرغم من كون التوتر يعد سبباً رئيساً في زيادة الوزن، فإن التقدم في العمر أيضاً يتحمل جزءاً من المسؤولية. وتقول ليليان لي إنها لاحظت أنها زادت خلال السنوات الثماني السابقة 4,5 كليوجرام وعجزت عن إنقاصها. ويعلق الدكتور أوز على هذه الحالة بالقول إن قابلية الجسم لإنقاص الوزن تتباطأ بشكل كبير عند التقدم في العمر، ولذلك يُفضل لكل من انتصف عمرُه أن يتبع نظاماً غذائياً بنيوياً يقوم على تقييد وجباته اليومية بحيث يتناول 300 سعرة حرارية في الفطور و400 سعرة حرارية في الغداء و500 سعرة حرارية في العشاء.
أمهات للمرة الأولى
فيما يخص النساء حديثات العهد بالأمومة، فإنهن يواجهن تحديات مختلفة عند الرغبة في إنقاص الوزن الذي اكتسبنه خلال الحمل. فإحدى مراجعات الدكتور أوز كيشا أجيي على سبيل المثال تقول إنها اكتسبت 36 كيلوجراماً بعد أن رُزقت برضيعين يفصل بينهما 11 شهراً.وعلى الرغم من نجاحها في إنقاص معظم الكيلوجرامات التي اكتسبتها خلال الحمل، فإنها تسعى جاهدة لإنقاص خمسة كيلوجرامات أخرى حتى تستعيد الوزن الذي كانت تتمتع به قبل المرور بتجربتي الحمل والوضع.ويقول الدكتور أوز شارحاً «عندما يبدأ الجنين يتحرك في رحم الأم تتغير هرموناتها، وتصبح أكثر ميلاً إلى الاستجابة السريعة للشعور بالجوع بتناول كل ما تجده في متناول يدها». وبالإضافة إلى نظام 1,200سعرة حرارية يومية الذي أوصى به الدكتور أوز للسيدة لي،فإنه نصح النساء اللاتي يحاولن إنقاص الوزن الذي اكتسبنه بسبب الرضيع أن يُضفن ثلاث وجبات خفيفة من 75 إلى 100 سعرة حرارية، أي بإجمالي 250 سعرة يومياً. فتناول وجبات خفيفة متدنية السعرات الحرارية في أوقات متفرقة يساعد المرأة على إنقاص وزن ما بعد الوضع، نظراً لأن تلك الوجبات تهدئ الهرمونات التي يفرزها جسمها طلباً للطعام،وتمنحها حافزاً طاقياً إضافياً يمكنها من الصمود طوال اليوم.
ساحة النقاش