كان عشاق دار "ألكساندر ماكوين" على موعد مع الإثارة، السحر، والدهشة عند انطلاق عرض مصممة الدار الحالية سارا بيرتون في أسبوع الموضة الفرنسي لخط الملابس الجاهزة لموسمي ربيع وصيف 2013، والذي أكدت من خلاله موهبتها المتفردة وفنها البديع الذي أهلها لحمل إرث المصمم الراحل بكل جدارة واستحقاق، مستوحيات من عالم النحل أبرز ملامح مجموعتها الجديدة.

أزهار البياتي - من وحي ملكات النحل وخلايا العسل، استوحت مصممة دار “إلكساندر ماكوين” سارا بيرتون الواعدة تشكيلتها الربيعية التي أطلقت مؤخرا في فرنسا، آخذة استشراقات تغذي خيالها الخصب من نفحات موسم تفتح الزهور وعبق البراعم والورود، مستغرقة في أجوائها الخاصة، لتبتدع باقة زاهية ومتنوعة من الأزياء المدهشة، من تلك النوعية التي تتسم بالترف والدلال، وتحتفي بقوام المرأة لتظهر أجمل ما فيه، محتضنة حناياه ومقولبة أجزاءه، وكأنها ملابس ابتكرت خصيصا لتكرم سمات الأنوثة والجاذبية، وتعيد صوغها من جديد عند البعض الآخر.

بصمة استثنائية

 

جاء عرض بريتون لخط الملابس الجاهزة لموسمي ربيع وصيف 2013، وكأنه احتفالية أخرى بذكرى “إلكساندر ماكوين”، وتقديرا لموهبته الاستثنائية وبصمته المميزة التي وضعها باتجاهات الموضة العالمية، فظهر كما هو متوقع بشكل مبهر ومشهد يخطف الأنظار، جعل من عروض أسبوع باريس الأخرى تبدو باهتة وعادية مقارنة به، لتخرج العارضات بهيئة دراماتيكية ومسرحيه مؤثرة، وكأنهن ملكات نحل سابحات من عوالم أخرى بعيدة المنال، جئن مغلفات برحيق الأزهار ولذة العسل ودفئه، ليتهادين على المنصة وهن فخورات متبخترات، متشحات بمظهر ملوكي غامض ومثير، مغمورات بهالة وضاءة من السحر والخيال، لابسات نماذج أنثوية مبتكرة، تبدو للوهلة الأولى شديدة التكلف، ولكنها تحمل في الوقت ذاته ملامح قوية من الجمال، لتشي بطاقات كامنة تتنفس بين طبقات القماش، استمدتها المصممة الواعدة من وحي تلك الكائنات البديعة التي تسكن أعماق الحدائق والغابات وتحط على الأغصان والورود، مكونة من رحيقها خلايا الشهد والعسل، وعاكسة من خلالها أشكال لافتة من الإبداع والفن، لتترجمها على هيئة تشكيلة من التصاميم والموديلات، بأنواع مختلفة وغير اعتيادية من الفساتين الفخمة والتايورات الراقية، مع تلك المشدات الضيقة “الكورسيهات” التي تقولب الجسد وتعتصر القوام، مختزلة بخطوطها المثيرة، الكثير من تفاصيل الأناقة والفن.

 

طقوس أسطورية

ظهرت تشكيلة “ماكوين” الأخيرة وكأنها تحتفي بجسد المرأة، مركزة على نقاط معينة فيه، خاصة مناطق الكتفين، والخصر، والوركين، لتبرزها بشكل مميز ومثير، وتحدد من خلالها تنسيق قياسات القوام، فتعيد توزيع أجزاءه وحناياه، مقلصة البعض ومقولبة البعض الآخر، ومسلطة الضوء على المفردات الجمالية التي تمتلكها النساء، مظهرة إياها بشكل جذاب، من خلال مجموعة من القصات التي تلتف حول الجسم لتنحته من جديد، وكأنها طقوس أسطورية غامضة تتحول فيه المرأة من حال لحال، حيث ظهرت نماذج شديدة التكلف من التايورات الأنيقة ذات الجوبات “التنانير” الضيقة المستقيمة.

كما كان هناك حضور قوي للمشد والحزام العريض، مع العديد من الفساتين المنتفخة بترف الأتوال والجيبونات، وبأطوال تصل لحدود الركبة ثم تتجاوزها نزولا إلى الكاحل، نفذت بأقمشة راقية من خامات الجاكار القطيفة، والشيفون، والتوّل، والأورجنزا، وبمسطرة لونية جذابة، يتألق فيها غنى الذهب ودفء العسل، مع تدرجات العاج، بالإضافة لفورات الأحمر القاني، وإشراقة زهرة عباد الشمس، تتوجها هالات داكنة من الأسود الملك والذي تربع بكل ثقة وامتياز.

مكملات الأناقة.. حضور مدروس

كانت الاكسسوارات في باقة «ألكساندر ماكوين» لموسمي ربيع وصيف 2013 حاضرة بشكل مدروس وموظفة بإطارها الصحيح، حيث كملت بها المصممة سارا بيرتون فكرة كل تصميم وموديل، من خلال ابتكار مجموعة بديعة من المجوهرات المبتكرة، فكانت النحلة فيها هي الثيمة المكونة للشكل والمضمون، لتصوغ منها عقود فخمة تلتف حول العنق بحنان، مع أساور عريضة وأحزمة مماثلة، مطعمة جميعا بالأحجار والكريستال، ومواد شفافة أخرى مصنعة من “الأكلريك”، صاحبتها باقة من القبعات الغريبة الشكل، والتي عبرت عن زخارف مشبكة لخلايا العسل، تحيط الوجه بهالة غامضة من السحر والجمال، فتنسجم مع كامل الهيئة والمظهر، وتشكيلة متنوعة من الكعوب العالية والصنادل المفتوحة والجوارب الشبكية التي أضافت مزيدا من التأثير الدراماتيكي على كامل العرض.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 113 مشاهدة
نشرت فى 25 مارس 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,276,410