الصور المسربة لنسخة الهاتف فريزر الخاصة بالمطورين
يحيى أبوسالم
يبدو أن الشركة الكورية سامسونج التي تمكنت من لفت الأنظار إلى منتجاتها الذكية خلال السنوات الثلاث الماضية، لا تكترث بالانتقادات والاتهامات الكثيرة التي تواجهها بشكل مستمر، والتي كان آخرها سيل الانتقادات غير المنتهي، الذي تم توجيهه لها من العديد من الخبراء والمختصين والمستخدمين للهواتف الذكية، لهاتفها الأخير الذي عرضته خلال الأيام الماضية في نيويورك جالاكسي أس 4، ضمن مسرحية وصفها البعض بالهزلية. حيث تستعد الشركة الكورية لإطلاق هاتف ذكي جديد ومختلف سينضم إلى عائلتها خلال هذا العام، عالي الأداء، ويعمل بنظام التشغيل الجديد كلياً «تايزن» سيطلق عليه اسم «فريزر».
الاتهامات والانتقادات التي تواجهها الشركة الكورية باستمرار، وبمجرد طرحها لمنتج جديد، ليست جديدة عليها، وعلى ما يبدو أن شركة سامسونج تجهز نفسها في كل حدث أو مؤتمر تعقده لمثل هذه الأمور، وهو الأمر الذي باتت الشركة الكورية تعتاد وتتعود عليه. ويبدو أن نجاح هاتف الشركة الأخير «جالاكسي أس 4»، أو عدمه لم يعد الهدف الرئيس للشركة الكورية، حيث إن أهدافها المستقبلة على ما يبدو، أبعد من نجاح هاتف جديد لديها أو فشـله. فرغبتها في السـيطرة والتـربع على عرش وعالم الهواتف الذكية المتحركة، بات الدافع الرئيس لإنتاجها وتطويرها لهواتف جديدة، ودخولها في أنظمة تشغيل جديدة ومختلفة.
وهو الأمر الذي أكدته العديد من المصادر المطلعة مؤخراً، على لسان مسؤولين في الشركة، حيث أكد نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الهواتف في الشركة الكورية، بعد الانتهاء من حفل إطلاق جالاكسي إس 4، أن شركته تنوي خلال أغسطس أو سبتمبر المقبلين، إطلاق هاتف ذكي جديد فائق الأداء مختلفة عن بقية هواتف الشركة الأخرى، سيعمل بنظام التشغيل الجديد، الذي سيطلق عليه اسم «تايزن»، مفتوح المصدر ومبني على نظام «لينوكس». وأكد أن الهاتف سيعتبر أحد أقوى وأهم ثلاثة هواتف ستطرحها الشركة خلال 2013.
تعاون تقني
سيأتي هاتف الشركة الكورية الجديد، والذي سيعتبر من أقوى هواتف الشركة خلال 2013، حسب ما أكده مسؤولون بها، كأول هاتف ذكي للشركة يعمل بنظام التشغيل الجديد كلياً «تايزن».
ونظام التشغيل هذا جاء وليد التعاون التقني بين شركة سامسونج وشركة إنتل الأميركية. وهو نظام مفتوح المصدر مبني على نظام لينوكس، تم تصميمه ليكون أحد أنظمة التشغيل الجديدة التي تشغل الهواتف و الكمبيوترات اللوحية، شاشات التلفاز الذكية وأنظمة الملاحة في السيارات، بالإضافة إلى أنه صمم ليتناسب مع تطبيقات الإنترنت والبرامج التي تعمل بتقنية «HTML 5».
وسيحمل الهاتف الذكي الجديد من سامسونج بحسب بعض المصادر الاسم التجاري «فريزر»، حيث قامت الشركة بتوزيع نسخة اختبارية منه لبعض المطورين، في مؤتمرها الخاص للمطورين في منتصف 2012، وأعطتهم الكثير من أدوات البرمجة والتطوير الخاصة، مع فتحها للكثير من التقنيات الخاصة به أمامهم، وذلك ليتمكنوا من عمل كافة الاختبارات اللازمة والضرورية إليه، مع وضعهم وتزويد الشركة المنتجة للهاتف بمقترحاتهم وآرائهم وأفكارهم ليتمكن هذا الهاتف من المنافسة والصمود أمام أعداد الهواتف المتزايدة التي تأتي بها الشركات العالمية بشكل مستمر.
ورغم أنه وحتى هذه اللحظة لا يوجد هواتف أو أجهزة ذكية تعمل بنظام التشغيل الجديد تايزن، إلا أن الشركة الكورية سامسونج أكدت وعلى لسان مسؤوليها، أن هاتفها الجديد «فريزر» سيأتي مزوداً بالعديد من المواصفات الفنية والتقنية العالية الأداء والقوة، والتي ستجعل من هذا الهاتف أحد أهم وأقوى الهواتف الذكية التي أنتجتها الشركة الكورية، أو التي تنتجها الشركات العالمية الأخرى، دون الإشارة إلى الميزات والمواصفات التي ستزود بها الشركة هاتفها الجديد الذي سيعمل بنظام التشغيل الجديد تايزن.
ميزات ومواصفات
رغم أن الشركة الكورية لم تحدد المواصفات التقنية التي ستأتي عليها النسخة النهائية لهاتفها الجديد «فريزر»، إلا أن النسخة التجريبية التي قامت الشركة بتوزيعها على المطورين جاءت بالمواصفات التقنية التالية:
◆ يوحي الهاتف الكوري الجديد عند مشاهدته للمرة الأولى بأنه هاتف أي فون 5 من أبل، حتى أن الشركة الكورية جاءت بالزر الرئيس في الهاتف الأميركي «هوم» على اختلاف الوظيفة بين الزرين في كلا الهاتفين. حيث إن هذا الزر جاء في هاتف فريزر ككبسة خاصة «للتمرير»، تماماً كالتي توجد في أغلب الهواتف الكندية بلاكبيري من شركة ريم. بمعنى أن المستخدم للهاتف يمكنه التحكم بكافة الأوامر والوظائف المختلفة من خلال هذا الزر الخاص، دون الحاجة إلى لمس الشاشة، كما هو الحال في أغلب الهواتف الذكية المزودة بشاشات تعمل باللمس فقط.
◆ جاء الهاتف التجريبي فريزر بسماكة كبيرة، وصلت إلى 14,8 ملم، وللمقارنة جاء آخر الهواتف الذكية التي أطلقتها الشركة الكورية سامسونج «جالاكسي أس 4» بسماكة أنحف بكثير وصلت إلى 7,9 ملم، في حين جاء الهاتف الأميركي الأخير «آي فون 5» بسماكة أنحف أيضاً وبكثير وصلت إلى 7,6 ملم. ولعل السبب في السماكة المبالغ فيها في هاتف فريزر يرجع إلا أن النسخة الحالية هي مجرد نسخة تجريبية مخصصة للمطورين وليست النسخة النهائية، المخصصة للمستهلكين.
◆ تم تزويد النسخة التجريبية للهاتف الجديد بشاشة قياس 4,65 إنش، من نوع «سوبر أيه أم أو أل إيه دي بلس» التي تم تزويد هواتف الشركة الكورية الأخيرة بها. تمتاز بوضوح عال وصل إلى (1280x800) بكسل، أي مثل الوضوح الذي جاءت عليه النسخة القديمة رقم 3 من نسخ هواتف جالاكسي أس.
◆ كما تم تزويد الهاتف فريزر بمعالج مركزي جديد من سامسونج من نوع «إكسيونز سي 210» ثنائي الأنوية بسرعة متواضعة وصلت إلى 1,2 جيجاهرتز، من دون ذكر مدى قوة المعالج الجديد، وما إذا كان يقارن بالمعالجات المركزية الأخيرة التي ظهرت في الأسواق، وخصوصاً معالج سناب دراجون 800 الذي سيستخدم في النسخة الأميركية من جالاكسي أس 4، والنسخة فائقة الأداء مـن إنفيديا تيجرا 4.
◆ جاءت النسخة التجريبية من الهاتف الكوري الجديد، بذاكرة عشوائية متواضعة وصلت إلى 1 جيجابايت، بالإضافة إلى ذاكرة تخزين داخلية بحجم 16 جيجابايت.
◆ تم تزويد الهاتف بكاميرا خلفية بحجم 8 ميجابكسل وأمامية بحجم 2 ميجابكسل، بالإضافة إلى تزويده بتقنيات الجيل الرابع للبلوتوث ومدخل مايكرو يو أس بي.
نسخة تجريبية
النسخة الجديدة من الهاتف الكوري فريزر، والتي ستعمل بالنسخة الثانية 2,0 من نظام التشغيل الجديد «Tizen Larksp r»، من المؤكد أنها لن تأتي بهذا الشكل وهذه المواصفات الفنية المتواضعة التي جاءت بها النسخة التجريبية المخصصة للمطورين، وخصوصاً أن شركة سامسونج أكدت على لسان مسؤوليها أن هاتف فريزر الجديد الذي يعد أول هاتف ذكي يعمل بنظام التشغيل الجديد تايزن، سيعد أقوى ثالث هاتف ذكي للشركة الكورية خلال هذا العام، وأن الشركة أكدت بأن هاتفها الجديد هذا سيأتي بمواصفات فنية وتقنية فائقة وقوية، ليتمكن من لفت الأنظار وجذب الانتباه إليه، كما فعلت هواتف الشركة من فئة جالاكسي فائقة الأداء أس 2 وأس 3، ونوت 1 ونوت 2.
كما أن الشركة ومن دون شك لن تغامر في سمعة هواتفها الذكية، ولن تأتي بهاتف ذي مواصفات فنية وتقنية قليلة، خصوصاً أن هذا الهاتف الجديد سيأتي بنظام جديد كلياً لم يعتد المستخدمون عليه، ولم يجربوه من قبل، يضاف إلى الهواتف التي تعمل بأنظمة التشغيل الأخرى المختلفة.
ساحة النقاش