كشفت دراسة جديدة أن مشاهدة المستخدم لصوره القديمة على الفيسبوك يمكن أن يحسن من مزاجه بنفس الطريقة التي تعمل بها نزهة في حديقة على تحسين مزاج الفرد.
كان الباحثون قد وجدوا أن مستخدمي الفيسبوك عادة ما يقومون بوضع صور وتدوينات إيجابية على الموقع ويؤدي معاودة النظر على تلك الصور والتدوينات، عند الشعور بالضيق أو الإحباط، إلى تذكر أوقات سعيدة تحسن من مزاج الفرد، وفقاً لما ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وذكر البحث أن 90% من المستخدمين يدخلون على الفيسبوك لرؤية تدويناتهم الشخصية على الموقع و75% منهم معنوياته منخفضة.
وذكرت “أليس جود”، الأستاذة بجامعة “بورتسموث” للكمبيوتر، أنه كلما كان الشخص أكثر ميلاً للاكتئاب كلما كان تصفح صوره فعالاً في تحسين حالته النفسية.
وتعد تلك النتائج متناقضة مع بحث سابق أشار إلى أن النظر في الفيسبوك يمكن أن يكون ذو تأثير سيئ على الصحة النفسية للمستخدم، وأشارت “جود” إلى أنهم تفاجئوا من النتائج المتناقضة مع التقارير الحديثة التي ذكرت عكس ذلك.
وأضافت “جود” أن الدراسة أجريت على نطاق صغير لكن من المقرر أن يتم دراسة مجموعات أكبر من المستخدمين لمعرفة ما إذا كانت النتائج ستظهر متطابقة.
كانت “جود” قد سألت حوالي 144 مستخدماً ووجدت أنهم يستخدمون الموقع للعيش في ذكرياتهم معتمدين على الصور القديمة والتدوينات التي تعمل كوسيلة لمنحهم الراحة.
المجموعة التي خضعت للدراسة كان متوسط العمر بها 34 عاماً، والرجال فيها أكثر من النساء، وكان 39% منهم لديهم تاريخ من المشكلات النفسية، وقد أشارت الدراسة إلى أن 86% من المشاركين يدخلون الفيسبوك أكثر من مرة يومياً و75% منهم يلقي نظرة على الصور و86% على التدوينات على صفحته الشخصية.
وقد ساعدت تلك الأنشطة، التي تعد الأكثر انتشاراً بينهم، في جعلهم أكثر سعادة، حيث ذكرت الطبيبة النفسية “كلير ويلسون” أن الأمر مبهر، حيث أن فيسبوك يتم تسويقه كأداة تواصل مع الآخرين، لكن البحث يظهر أن المستخدمين يتعاملون معه كوسيلة لاسترجاع الماضي ومحاولة طمأنة أنفسهم في الحاضر.
وأضافت الدراسة أن النظر للصور الجيدة للمستخدم، والمعروف بالعلاج بالتذكر، قد يكون وسيلة فعالة في علاج الأمراض النفسية إلى جانب القلق والتوتر، وحالياً يستخدم العلماء الصور من الماضي لعلاج كبار السن الذين يعانون من مشكلات بالذاكرة.
ساحة النقاش