أكدت عمليات تأريخ محددة للصخور، أن ثوران براكين ضخمة قبل 200 مليون عام، كان السبب وراء الانقراض المفاجئ لنصف الأجناس الحية على الأرض، ما فتح المجال أمام ظهور الديناصورات.
وفي دراسة نشرت نتائجها أمس، أشار باحثون إلى أن هذا الانقراض الكبير العائد إلى نهاية العصر الترياسي حصل قبل 201,564,000 عام، بالتزامن مع ثوران سلسلة براكين أدى إلى انقلاب جذري في المناخ، وانبعاث كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
وفتح هذا الانقراض المجال أمام ظهور الديناصورات، التي سيطرت على الكوكب طوال 135 مليون عام، قبل اختفائها منذ 65 مليون عام، وهو اختفاء مرده إلى سقوط كويكب هائل تسبب بانقلاب جذري في مناخ الأرض.
وكانت التقديرات السابقة تركت هامشا من مليون إلى ثلاثة ملايين عام بين لحظة ثوران البراكين والانقراض الكبير في نهاية العصر الترياسي. وهذا التأريخ الجديد يقلص هذا الهامش إلى 20 ألف عام، ما يمثل فترة زمنية قصيرة في قياس العصور الجيولوجية.
كما كانت طبقة الرواسب العائدة إلى العصر الذي سبق ثوران البراكين تحوي أحفوريات من العصر الترياسي.
إلا أن هذه الأحفوريات غائبة تماما عن الطبقات المؤرخة ما بعد هذا الحدث، بحسب معدي الدراسة التي نشرتها مجلة «ساينس» الأميركية.
وبحسب هؤلاء الباحثين، فإن هذه الفترة قد تكون متوازية تاريخيا مع مرحلة الاحترار العالمي السريع للكوكب حاليا والناجم عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ما قد يكون مدمرا للأجناس الأكثر ضعفا وغير القادرة على التكيف سريعا.
وحصل ثوران البراكين على فترة امتدت 600 ألف عام خلال أربع محطات زمنية أساسية وبشكل مفاجئ، تم خلالها قذف 10,4 مليون كلم مكعب من الحمم البركانية. وقام الباحثون بتحليل عينات من حجر البازلت البركاني كانت موجودة في كندا والمغرب وضاحية نيويورك. وعند حصول هذا الثوران الهائل للبراكين، لم يكن هناك على كوكب الأرض سوى قارة واحدة شاسعة جدا.
ساحة النقاش