تعديل البرنامج التدريبي وتخفيف حدته ضروري عند التقدم في العمر

تشاك هيرمان هو أحد هواة رياضة كمال الأجسام من مدينة كليفلاند، خضع لأربع عمليات جراحية من أجل ترميم عضلات مرفقيه، وكتفه الأيمن، وركبته اليمنى وعمره لم يتجاوز 40 سنة. وقد اضطر لإجراء هذه العمليات بسبب تعرضه لإصابات متفاوتة الخطورة أُصيب بها طوال سنوات ممارسة هوايته المفضلة في قاعات كمال الأجسام. لم يبتعد تشاك عن ممارسة رياضته رغم ما لحق بمفاصله ومرفقيه.

ولا يُشكل هيرمان استثناءً بين أبناء جيله، بل إن العديد من مرتادي الصالات الرياضية من الكهول يقعون في الخطأ نفسه، وربما للعمليات الجراحية ذاتها.

ملاءمة التمارين

 

من الأمور اللافتة في معظم صالات وقاعات النوادي الرياضية أن كثيراً من الناس يواصلون ممارسة رياضات شديدة الكثافة، رغم تجاوزهم سن الأربعين، ولذلك فإن إصرارهم وعنادهم على الحفاظ على الوتيرة نفسها ونوعية التمارين التي دأبوا على ممارستها في العشرينيات والثلاثينيات من عمرهم تؤدي إلى تعرضهم لإصابات، وتضطرهم إلى الخضوع لجراحات، أو ربما إلى الوفاة المفاجئة نتيجة اضطراب في نبضات القلب أو جلطة أو سكتة، كما حدث مؤخراً لأميركي عمره 46 سنة توفي خلال مشاركته في سباق سباحة بخليج سان فرانسيسكو، ضمن منافسات بطولة ترياثلون ذات الشعبية الواسعة.

 

ويقول المدير التنفيذي للمعهد الوطني لصحة وسلامة ممارسي رياضات الشباب الدكتور مايكل بيرجيرون، إن «رياضات التحمل الشديدة والتي تتطلب لياقة عالية ونَفَساً طويلاً من قبيل سباق «البطل الطيني»، الذي يُطلب فيه من المشارك أن يقطع 12 ميلاً وسط الأوحال والحواجز الطينية، لا ينبغي أن تستهدف المتنافسـين من فئة منتصف العمر».

ويضيف «إذا استطاع المشارك أن يصمد في هذه الرياضات ويواصلها بنجاح إلى نقطة الوصول، فإن ذلك يرفع لياقته لا محالة. لكنه يُعرض نفسه لمخاطر صحية جمة إن هو فشل في ذلك».

ويستطرد الدكتور بيرجيرون «لا أريد أن أبدو كمن يغــلق باب رياضــات التحمـل برمتها في وجه الكهـول. فطـبــعاً لا يمــكن نكـران آثــار مثل هـذه البرامــج في رفــع اللياقـة لدى البعض عند اتباعهــا على نـحو متدرج ومنهجي.

لكن ينبغي أن نأخذ في الحُسبان أنه عندما ننحو إلى التسرع في رؤية النتائج عبر تكثيف عدد التمارين ووتيرتها وتواترها، فإن التساؤل الذي يطفح على السطح لا يكون «هل سأتعرض للأذى البدني؟»، بل «متى سأتعرض للأذى البدني؟». إذ إن الإصابة تغدو مسألة وقت ليس إلا».

جهد بدني كبير

يفيد بيرجيرون بأن رياضات التحمل تتطلب جهداً بدنياً كبيراً وفترات كافية للاستراحة والاسترخاء ما بين كل حصة وأخرى. غير أن بعض الناس يُصرون على مواصلة التمارين حتى عندما تخور قواهم، ما يجعلهم أكثر هشاشة وقابلية للإصابات والكسور. ويجدُر بالمتحمسين لرياضات التحمل والنفَس الطويل كسباقات الماراثون والترياثلون أن يقضوا سنوات، وليس أسابيع، في التدرب على المشاركة في تلك السباقات، من أجل تحسين لياقتهم ورفعها إلى المستوى الذي يؤهلهم لخوض مثل تلك السباقات، عبر الانضمام إلى برامج تدريبية جماعية أو ذاتية يتم الاسترشاد فيها بالأقراص الرقمية متعددة الاستخدام، أو بالإرشادات المباشرة للمدرب.

ويضيف بيرجيرون «الحقيقة التي يجب عدم إغفالها هي أن بعض الناس يموتون خلال ممارسة هذه الرياضات. وإذا تمزقت إحدى عضلاتك عند تحميل جسدك أكثر من طاقته خلال ممارسة تمرين ما، فإن بعض تلك البروتينات الموجودة في العضلات تنتقل إلى الدم والكلى. ما قد يُسبب قصوراً كلوياً أو اضطراباً في ضربات القلب، لذلك يجب على من يلتحق ببرنامج يتطلب لياقة عالية، ووجد نفسه مُطالباً ببذل جهد يفوق طاقته ألا يُجاري طموح مدربه أو رفاقه، بل يتوقف ثم يستأنف حين يُصبح مستعداً، أو ينتقل إلى برنامج آخر أقل شدة وكثافة». من جهته، يقول جراح العظام في مركز كليفلاند للصحة الرياضية الدكتور مارك شيكندانتز «بعد تجاوز الرجل أربعين سنة، فإن لياقته تبدأ في التراجع. ولذلك يُفضل للإنسان أن يواكب متطلبات جسمه في كل مرحلة عمرية، وأن يخوض برامج رياضية متنوعة تجمع بين اليوجا والتاي تشي ورياضات تقوية لياقة القلب وتمارين التحمل، على أن تكون ذات وتيرة متوسطة».

وينصح شيكندانتز بأن يقضي كل رجل وصل إلى الأربعين سنة فما فوق أن يقضي فترات منتظمة في ممارسة برنامجه الرياضي، لكن دون أن تتجاوز مدته 90 دقيقة في كل ساعة، وألا يضغط كثيراً على عضلاته، وأن يحمي كتفيه عبر استخدام الأثقال الحرة بدلاً من القضبان الحديدية المستوية.

ويضيف «لا يجب على رجل الأربعين أن يُزاول تمريناً ما بنفس الحماسة والحدة التي كان يزاولها عندما كان عمره 25 عاماً، أو يُصر على مجاراة أكثر الشباب المفعمين بالطاقة والحيوية ممن هم في مقتبل عمرهم بالقاعة، بل عليه أن يُدرك أن عمره انتصف، وأن يتقبل أن جسمه ما عاد يتحمل كل التمارين والتداريب».

المصدر: موقع «today.com»
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 59 مشاهدة
نشرت فى 23 مارس 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,178,949