تحميم الرضيع كل يوم قد يسبب جفاف البشرة
على الرغم من تلك النصائح السريعة الخاطفة التي تنصح بها الممرضات المرأة بعد أن تضع مولودها الأول في المستشفى، فإن كثيراً من النساء حديثات العهد بالأمومة يعانين من قلة خبرتهن، ما يضطرهن إلى الاستعانة بأحد كلما رغبن في تحميم الرضيع، أو قضاء فترات عصيبة كلما اضطررن إلى القيام بذلك وحدهن، لا سيما في الأشهر الأولى، حيث يكون الرضيع بمثابة قطعة لحم زلقة، وغير قادر على التحكم في أي من أعضائه أو مفاصله أو حركاته. ولذلك فإن إلمام الأم بالقواعد الأساسية لطريقة إمساكه وكيفية تحميمه كفيل بأن يجعل استحمام رضيعها تجربة ممتعة لها وله، بدلاً من أن تنقبض أعصابها كلما همت بالأمر.
خلافاً لما تفعله غالبية الأمهات، يقول أطباء أطفال من عيادات «مايوكلينيك»، إنه ليس ضرورياً تحميم الرضيع كل يوم. وتحميمه مرات عديدة خلال الأسبوع من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية ويُجفف بشرته الطرية النضرة. وإذا كُنت تستخدمين الحفاضات النظيفة والمحارم المبللة الخالية من الكحول، فإنك تقومين مسبقاً بما يكفي لتنظيف كل المناطق التي تحتاج لاهتمام أكثر، وهي الوجه والعنق ومكان الحفاض. وليس هناك وقت محدد يُفضل فيه أخذ الرضيع للاستحمام، بل كل ما على الأم أن تأخذه في الاعتبار هو اختيار وقت تكون فيه على غير عجلة من أمرها، وتعرف أنه لن يقاطعها أحد أو شيء خلال تحميم الطفل. وهناك أمهات يخترن الفترة الصباحية للقيام بذلك، حيث يكون الرضيع في كامل يقظته، ومستعداً للاستمتاع بالتجربة. ولكن أخريات تفضلن فعل ذلك في المساء لتهدئة الرضيع ومساعدته على الخلود للنوم.
إسفنجة الاستحمام
لا يحتاج الرضيع بالضرورة إلى وضعه في حوض استحمام مائي بمعناه التقليدي. وتوصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال باستخدام إسفنجة خاصة لتنظيف جسم المولود الجديد إلى أن تسقط قطعة الحبل السري التي تظل ملتصقة بسُرته، ما يعني أن الأم يمكنها استعمال الإسفنجة طوال ثلاثة أسابيع. وإذا قررت استخدام هذه الإسفنجة في الأسابيع الأولى بدل التحميم، فإنك ستحتاجين ما يلي:
- مكان دافئ مستوي السطح. وسواءً كان هذا المكان حماماً أو ركناً ما في غرفة أو مطبخ، فإنه لا بد من وجود طاولة تغيير الحفاضات أو سرير ثابت. كما يمكن استخدام بطانية أو منشفة تفرش على أرضية مستوية شرط أن يكون المكان دافئاً.
- بطانية ناعمة أو منشفة أو بساط تغيير الملابس. فيكفي أن تفرشي بساطاً كهذا وتضعي الرضيع عليه، ثم تبدئي في تنظيف جسمه بالإسفنجة.
- استخدام اليدين. احرصي دوماً على إبقاء إحدى يديك على المولود. وفي حال استخدام طاولة التغيير، استخدمي حزام أمان الطاولة أيضاً.
- حوض بلاستيكي ضحل من الماء. فضعي ماءً دافئاً في هذا الحوض وتحققي من درجة حرارته بيدك حتى يكون دافئاً منعشاً، غير ساخن جداً ولا بارد جداً.
- أغراض أساسية. وذلك من قبيل منشفة وجه، فوطة بغطاء للرأس، كرات قطن، شامبو رضع، صابون مرطب للرضع، مفارك رضع، وحفاض نظيف، وطقم ملابس.
وعندما تكونين مستعدة لبدء حمام إسفنجي، انزعي ثياب طفلك ولُفيه بفوطة، ثم ضعيه على ظهره فوق بطانية أو منشفة، أو فوق البساط الناعم الذي فرشته من أجله. بللي منشفة الوجه واعصريها لينزل منها الماء الفائض، ثم ابدئي بمسح وجه الطفل، ولا حاجة لاستخدام أي صابون. استعملي كُرَية قطن رطبة أو نظفي قطعة قماش قطنية وامسحي حواف كل جفن من جفونه برفق من الداخل والخارج. وعندما ترغبين في الانتقال إلى تنظيف بدنه، تأكدي من وجود طاسة ماء دافئ غير ممزوج بأي شيء. وفي حال كانت تفوح من جسد الرضيع رائحة ما، فيمكنك استخدام صابون خفيف مرطب. وانتبهي إلى تلك الثنايا الموجودة تحت ذراعيه ووراء أذنيه وحول عنقه وفي منطقة الحفاض. وامسحي كذلك ما بين أصابع يديه وبنان قدميه. وحتى تُبقي طفلك دافئاً، اكشفي فقط الجزء الذي ترغبين في مسحه وتنظيفه كل مرة، وليس كامل جسمه.
حوض الاستحمام
كثير من الأهل يختار أحواض الاستحمام البلاستيكية المصممة خصيصاً للمواليد الجدد. ولكن آخرين يفضلون الأحواض البلاستيكية أو الأحواض القابلة للنفخ، علاوة على تلك التي يمكن لحجمها أن يتناسب مع أي حوض استحمام. ومهما يكن نوع الحوض المختار، فإن سلامة الرضيع تبقى هي الاعتبار الأول والأخير. واجمعي الأغراض نفسها التي كنت لتجمعينها عند اختيار التحميم بالإسفنجة، إضافة إلى كوب ماء للشطف. ولا تتركي الرضيع لوحده في الماء أبداً، مهما كانت ضحالة الحوض.
وبالنسبة لكمية الماء المثالية المطلوب وضعها في حوض استحمام الرضيع، فهي مثار جدل. فالتوصيات الشائعة تنص على ألا يتجاوز ارتفاع ماء الحوض ما بين5 إلى 8 سنتيمترات من الماء الدافئ. ومن أجل إبقاء المولود دافئاً، يمكنك صب الماء الدافئ على جسمه طوال فترة الاستحمام. وتشير بعض الدراسات إلى أن استخدام ماء إضافي نسبياً لتغطية كتفي الرضيع يساعد في تهدئته ويقلل نسبة الحرارة المفقودة من جسمه. وبصرف النظر عن كمية الماء في الحوض، احرصي على أن تكون قبضتك وطريقة إمساكك بالرضيع سليمة وآمنة.
وفيما يخص درجة حرارة ماء الاستحمام، يظل الماء الدافئ هو الأفضل بإجماع الأطباء والخبراء. ولتفادي حرقان الماء الساخن، استعيني بالمنظم الحراري (ترموستات) داخل ماء الاستحمام، بحيث يبقى في مستوى درجة حرارة أقل من 49 درحة سيلسيوس. واحرصي دوماً على التحقق بنفسك من درجة حرارة الماء بوضع يدك في الماء قبل غطس الرضيع فيه. وتأكدي من أن الغرفة التي تضعين فيها حوض الاستحمام دافئة أيضاً. وضعي في حسبانك أن جسم الرضيع يفقد حرارته بسرعة عندما يكون مبللاً، ما قد يعرضه بسهولة للزكام أو نزلة البرد.
واعلمي أن إمساك المولود الجديد بطريقة سليمة داخل حوض الاستحمام يُشعره بالراحة والأمان، ويجعله يستمتع بالتجربة على نحو أفضل. ولعل أكثر الطرق السليمة شُيوعاً هي استخدام يد واحدة لإسناد رأس الرضيع، واليد الثانية لحمل الرضيع وتوجيه حركة بدنه داخل الحوض، مع الحرص على غَمْر قدميه أولاً. استعيني بذراعك ويدك لإسناذ رأس الرضيع وجذعه. لفي ذراعك تحت ظهر الرضيع، مع الإمساك بالرضيع بثبات من تحت إبطه. وعندما تنتهين من تنظيف ظهر الرضيع ودُبُره، أميليه إلى الأمام مع الاستمرار في إسناده بذراعك، وواصلي إمساكه من تحت إبطه.
طريقة الاستحمام
عن الأعضاء المفضل غسلها أولاً، يمكن القول، إن معظم الآباء يفضلون البدء بغسل وجه الرضيع، ثم ينتقلون إلى أكثر المناطق اتساخاً في بدنه. ولا توجد في نهاية المطاف قاعدة معينة يمكن اتباعها فيما يخص ترتيب غسل أعضاء جسم الرضيع، بل إن أهم شيء هو غسل كامل ثنايا بشرته، وشطف قُبُله ودُبُره برفق وعناية.
وفيما يخص الشعر، يمكن غسله إنْ كان يبدو متسخاً أو ظهرت على فروة رأسه تلك القشرة المائلة إلى الصفرة التي تصيب معظم المواليد الجدد. وعند غسل الرأس، أسندي رأس الرضيع وكتفيه بيدك، ثم ضعي قطرة شامبو على رأسه ودلكي شعره وفرة رأسه برفق. اشطفي الشامبو بمنشفة رطبة، أو ضعي رأسه مباشرة تحت مرشة صنبور أو حنفية فاترة، مع وضع اليد مضمومة كالكأس على ناصيته لمنع الرغوة من التسرب إلى عينيه.
وإذا كنت ترغبين في معرفة نوع الصابون الأنسب لتحميم طفلك، فعليك أن تعلمي أن الاستحمام الصحي للرضيع غير مشروط بالمرة بالصابون. فيمكنك الاكتفاء بالماء عند غسل جسم طفلك خلال الأسابيع الأولى من ولادته. وفي حال اضطررت لاستخدام الصابون بسبب وجود رائحة كريهة ما، فيمكنك استخدام صابون خفيف مرطب، شرط أن يكون خالياً من الكحول والمواد الكيميائية. وتجنبي استعمال صابون الفقاعات أو الصابون المعطر بالمرة، فهو يضر بشرة الرضيع أكثر مما ينفعها.
ولا يحتاج معظم الرضع إلى محلول غسل (lotion) بعد الاستحمام. واعلمي أن أفضل طريقة لمنع إصابة طفلك بالطفح الجلدي هي تجفيف ثنايا بشرته بعد كل مرة يستحم فيها. أما في حالة أصررت على استخدام محلول غسل، فاحرصي على الأقل على اختيار نوع غير مثير لحساسية الجلد.
هشام أحناش
ساحة النقاش