جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
سارة بنت محمد حسن
|
عندما سمعت أن صديق زوجها يتمنى أن يزوجه أخته
لم تنتظر حتى تعرف موقف زوجها ولا تأملت في ما يريد
ولم تكن لتنتظر فهي تعرف زوجها جيدا وتعرف ميله الشديد للنساء وأنه لابد سيتزوج يوما!!
وها قد عاد الزوج إلى البيت فاستقبلته استقبالا حافلا........
************
لم تكن (كريمة) من تلك الفتيات اللاهيات اللاتي لا يعرفن أين مصلحتهن.. بل كانت تدرك جيدا أن أهم شيء للمرأة هو أن تتزوج ويكون لها بيت مستقر... بيد أنها حينما اختارت (سمير) واشترط عليها أن تلتزم بحجاب سابغ، لم يكن اختيارها مبني على رغبتها في زوج (متدين) بقدر ما كانت ترى أنه (زوج مناسب) وأن ارتداء حجاب سابغ لن يكون عبئا عليها طالما أنها (زوجة) لها (بيت) مع (رجل مناسب) "يستطيع تلبية رغباتها... أما (سمير) فكان الشرط الرئيسي لديه هو أن تكون جميلة جدا بغض النظر عن مستواها الثقافي أو الاجتماعي أو "الديني" وكان يفكر بطريقة "إن كانت غير ملتزمة بشرع الله، فيكفي أن أكسب فيها أجر بإعانتها على طاعة الله"
وتزوج الثنائي المذكور وعاشا فترة لا بأس بها من السعادة والراحة لم يكدر صفوها إلا بعض المشكلات التي تحدث في كل بيت.
غير أن كريمة كانت تدرك جيدا أن زوجها لن يكتفي بامرأة واحدة. وكانت تفكر بطريقة "أُفَضل أن يفعل زوجي ما شاء في نهاره وليله ثم يثوب إلى رشده ويعود لي وحدي بعد أن يفعل ما يشاء!!" والواقع أن (سمير) لم يفكر يوما في اقتحام حرمات الله، ولم تكن ظروفه تسمح بالزواج مرة أخرى، ولكن لا تسير الرياح دوما بما يشتهي السَّفن! [/]
*******
كان الاستقبال حافلا ..بما لذ وطاب من الطعام ..والنظرات الثاقبة..والأصوات العالية!! غير أن طبيعة (سمير) المغرقة في العواطف جعلت الموقف يمر سريعا لكنه لم يدرك أن هذا الهدوء الظاهري هو لهيب مستعر تحت الرماد الذي ظن أنه أطفأ شعلتها بعواطفه.. إنها لن تهدأ بعد اليوم...قد ذهب الأمان والراحة وتكدر صفو حياتهما إلى الأبد..
ياله من ضيف ثقيل هذا النكد...إنه يتخير مجلسه على الصدور ومطعمه من الأعصاب والعقول...بعض الناس لا يحب طرده رغم قسوة وجوده وسوء وعوده...فياله من جليس سوء..لا يكتفي بطرد الحب والوئام ...بل يدعو أصحابه من شياطين الإنس والجن أن هلموا فيرتعون في النفس حتى لا يتركونها إلا خرابا... قد أتوا على ما فيها من أخضر الإيمان ويابس الإتزان..!
لم تلبث (كريمة) هادئة إلا قليلا ثم كشرت عن أنياب أعارتها إياها واحدة من ذوات الأنياب فطالبت أن يكتب (سمير) بيت الزوجية باسمها فإنها لم تعد تشعر بأمن ولا أمان..وطلفتهما التي لم تتعد بضعة شهور لا تكفي في تقييد هذا الرجل اللعوب...فماذا إذن إن لم يكن القيد مالا؟؟!
رفض (سمير) وتدخل القريب والبعيد في المشكلة يحاول فك تلك المعضلة.. فياحسرتاه ثم يا حسرتاه.. أصرت المرأة على رأيها وركبت في سبيل ذلك كل صاعدة ونازلة متعمدة على ما ترى من زوجها من جميل الغرام وكلمات الحب والعشق والهيام..تظن أنه لن يدعها ..كيف؟ لجمالها!
فلما صار الأمر مستحيلا لم يجد (سمير) غير الطلاق بديلا! فطلق ولم يمض الشهر حتى تزوج وبذل المهر!
وصرخت (كريمة) وثارت وهاجت وماجبت وتوعدت وهددت وتوسلت وبكت.. وأبى (سمير) أن يعود فإنه قد أبغض حِنث الوعود..وها هي زوجته الجديدة لطيفة وأريبة تطيع بلا جدل وتتلطف بلا سأم لا تتدله بجمالها...فإن صاحبه الذي دله عليها قد أشار عليه بذات الدين ..تربت يداه
ولما لم تجد (كريمة) بدا ...وبدا لها الزواج ولابد قبلت برجل ذي أزواج ثلاثة لتكون هي الرابعة..!
فهل من عبرة للمعتبر؟
|
المصدر: صيد الفوائد
ساحة النقاش