الزي الأسود
◆ سأرتدي الزي الأسود حزناً على وفاة والدتي فهل عليّ وزر؟
◆◆ نسأل الله العلي القدير أن يتغمد والدتك بواسع رحمته، ونقول لك أعظم الله أجرك، وأحسن الله عزاءك، وغفر لأمك، والبسي ما شئت من اللباس ولا تلتزمي السواد كحداد على أمك، فالحداد إنما يكون من الزوجة على زوجها، ورغم عظم المصيبة في الأم، إلا أن المؤمن مطالب بالصبر، خاصة عند الصدمة الأولى، ومأجور عليه، وله في بقية أفراد الأسرة بعض السلوان.
ووجهي الحزن على أمك إلى الاجتهاد في برها بعد موتها، وذلك بكثرة الدعاء لها وحسن التواصل مع رحمها، ففي سنن أبي داود عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه، قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل من بني سلمة، فقال يا رسول الله: هل بقي من بر أبويّ شيءٌ أبرهما به بعد موتهما؟ قال: «نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما من بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما».
ولتجتهدي في القيام بكل الأمور التي تعرفين أن أمك كانت تفرح بها في حياتها، ومن ذلك حسن التواصل مع إخوتك وغيرهم.
التسرب من العمل
◆ أتسرب من العمل وأتمارض لأحصل على استراحة! ثم أتقاضى راتبي كاملاً، فماذا أفعل لأستبعد المال الحرام؟
◆◆ بارك الله فيك أخي الكريم وأحسن إليك، وإنَّ سؤالك يدلُّ على أن نور الإيمان يشع في قلبك مما دفعك إلى التحري والاحتراز من أن تأكل لقمة فيها شبهة أو حرام!
وإنَّ الوفاء بساعات العمل المقررة في العقد بينك والدائرة أمر رباني؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ)، «المائدة، 1»، وهذا يوجب الوفاء بكامل متطلبات العقد، وبالتالي، فإن الخروج من العمل من دون إذن أو التمارض للحصول على استراحة أو التقصير في أداء الواجب وتضييع الوقت خلال الوقت المخصص للعمل، توقع الإنسان في المخالفات الشرعية وتفتح عليه باب الشبهات وأكل مال الحرام، وتذكر دائماً السؤال الثالث الوارد في الحديث الشريف الذي أخرجه الترمذي في سننه عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ «لاَ تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَـاهُ، وَعـَنْ شَـبَابِهِ فِيــمَ أَبْلاَهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ».
وللتخلص من هذا المال الذي أخذته من غير حقٍّ شرعي، يجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى ثم ردُّ هذا المال إلى جهة العمل، لأن التوبة المالية لا تقبل إلا بردِّ المال إلى صاحبه إن أمكن ذلك، فإن لم يمكن ذلك فتصدق بقيمة ما قصرت فيه.
دين الميت
◆ والدي توفي ولا أعلم هل هو مدين لأحد أم لا، فماذا أفعل في هذه الحالة؟
◆◆ بارك الله فيك ورحم الله والدك ووالدينا وجميع أموات المسلمين، من المعلوم أن الدين يقضى عن الميت قبل تقسيم تركته وقبل تنفيذ وصاياه التي أوصى بها من غير الدين، قال العلامة خليل رحمه الله تعالى في مختصره: «ثم تقضى ديونه، ثم وصاياه من ثلث الباقي، ثم الباقي لوارثه»، ومعناه: أن الميت تقضى ديونه قبل تنفيذ وصاياه وقبل تقسيم تركته، وإذا لم يترك والدكم وثيقة تدل على أنه مدين لأحد ولم يأتكم أحد، وقال إنه يطالبه بمال فلا يعتبر مديناً، ومجرد ظنكم على أنه مدين وتحرجكم من ذلك، فهذا تورع منكم واحتياط وليس واجباً عليكم أن تخبروا المعزين بذلك، وإذا فعلتم ذلك فلا بأس به.
وإذا علمتم أن والدكم مطالب بمال لشخص معين ولم تجدوه، ففي هذه الحالة عليكم بالتصدق به على الفقراء والمساكين، أو أن يجعل في مصلحة عامة من مصالح المسلمين، قال الإمام النووي في كتابه المجموع نقلاً عن الإمام الغزالي رحمهما الله تعالى إنه قال: «وإن كان لمالك لا يعرفه ويئس من معرفته، فينبغي أن يصرفه في مصالح المسلمين العامة كالقناطر والربط والمساجد ومصالح طريق مكة ونحو ذلك مما يشترك المسلمون فيه؛ وإلا فيتصدق به على فقير أو فقراء».
آداب العمرة
◆ نويت أداء العمرة، فماذا يجب أن أتعلم من آداب، وهل يجب وجود المحرم للمرأة أم تجوز الرفقة الآمنة؟
◆◆ من آداب الذهاب للعمرة تجديد التوبة، ورد الحقوق لأصحابها إن كانت على مريد النسك حقوق، واختيار الرفقة الصالحة، وتحري الحلال في النفقة ذهاباً وإياباً، والتفقه في أحكام العمرة عن طريق مطالعة كتب الفقه، أو سؤال أهل العلم الموثوق بعلمهم وورعهم، وذلك لتؤدى العبادة على الوجه الصحيح، قال العلامة الدسوقي رحمه الله تعالى في حاشيته على مختصر الشيخ خليل: «.. يجب على كل مكلف أن لا يقدم على أمر من طهارة وصلاة وغيرهما حتى يعلم حكم الله فيه، ولو بالسؤال عنه»، وأركان العمرة ثلاثة، هي الإحرام والطواف والسعي، قال العلامة الحطاب رحمه الله تعالى في كتابه مواهب الجليل: «أركان العمرة ثلاثة، الإحرام والطواف والسعي»، وأما التقصير أو الحلق، فهو واجب وليس شرطاً، والمرأة تقصر فقط، وإذا وجدت المرأة رفقة آمنة فلا حرج عليها أن تعتمر معها.
عمرة الصغار
أنا ذاهبة إلى العمرة مع زوجي وابنتيّ، فهل تحرم ابنتيّ وعند التحلل يتم القص من شعرهما؟
◆◆ نعم: تحرمي عن بناتك أي تنوي إدخالهما في الإحرام بالعمرة إذا كانتا صغيرتين لا تميزان، وإذا كانتا في سن التمييز، فإنهما تحرمان عن أنفسهما، ففي التاج والإكليل نقلاً عن المدونة ما نصه: «ويصح الحج لغير المميز وللمجنون ويحرم عنهما وليهما بتجريدهما ناويه»، قال الشيخ الخرشي رحمه الله تعالى: «المميز... الذي يحرم عن نفسه من أول الميقات بإذن وليه ويباشر لنفسه».
وإذا أحرمتا بنفسيهما، أو نويت أنت إدخالهما في العمرة، فإنهما تتحللان بالأخذ من شعرهما.
محظورات
◆ ما هي الأشياء التي يجب أن تتجنبها المرأة المعتمرة؟
◆◆ ما تجتنبه المرأة في الإحرام سواء كان في إحرام حج أو عمرة ينقسم إلى قسمين، الأول ما هو مشترك بينها والرجل، فيحرم عليهما ما داما محرمين دهن الرأس والجسد، ويحرم عليهما إزالة الظفر أو الشعر أو أي شيء من الوسخ، وكذلك يحرم عليهما الطيب أثناء الإحرام بكل طيب له أثر وريح كالورس، والزعفران والمسك والكافور والعنبر والعود.
والثاني: تختص المرأة بأن إحرامها في وجهيها وكفيها، فتلبس سائر الثياب إلا وجهها وكفيها، فلا تغطيهما، واستثنى العلماء مسألة ستر الوجه إذا خافت الفتنة من رؤية الرجال، فتسدل ثوبها من فوق رأسها من دون ربط أو خيط، قال الشيخ خليل رحمه الله تعالى في المختصر «حرم بالإحرام على المرأة: لبس قفاز، وستر وجه: إلا لستر بلا غرز وربط».
ساحة النقاش