العصا مزودة بالعديد من تقنيات الاتصال الحديثة بما فيها الاتصال بالقمر الصناعي
يحيى أبوسالم
التطور التقني والتكنولوجي الذي يرافق مجريات الحياة صغيرها وكبيرها، جاء على المستهلكين بالكثير من الفوائد والكثير أيضاً من السلبيات، وبغض النظر عن هذه الأخيرة، فإن ما جاءت به التقنيات والتكنولوجيا الذكية، من أجهزة ومنتجات تم تخصصيها لتناسب حياة الفرد على اختلاف مراحله السنية، لا يمكننا حصرها ورغم تركيز العديد من الشركات العالمية على المستهلكين الشباب وصغار السن في منتجاتها وابتكاراتها، إلا أن الشركة اليابانية فوجيتسو قامت مؤخراً بابتكار عصا «عكاز» ذكية قادرة على الاتصال بالأقمار الصناعية، مخصصة للمستهلكين المسنين، أو من يعانون من مشكلات في الذاكرة.
العصا الذكية اليابانية، مختلفة تماماً عن العصي كافة المخصصة لكي يتكئ عليها الشخص، ولتساعده في حركته وتجوله، فالعصا الذكية الجديدة، التي كشفت عنها النقاب شركة فوجيتسو اليابانية مؤخراً على هامش مؤتمر الأجهزة المتحركة 2013، عدا عن أنها تقوم بالمهام التي تقوم بها العصا التقليدية، قادرة وبفضل التقنيات الحديثة المستخدمة بها من أن تكون عبارة عن المرشد والدليل لمستخدمها كبير السن، لتوجيهه وإرشاده إلى موقع منزله، بالإضافة إلى أنها وبمجرد وضع المستخدم قبضة يده عليها، فإنها تقوم بتزويد المستخدم بالعديد من المعلومات الصحية عنه، مثل ضربات القلب ودرجة حرارته.
نسخة خاصة
عمدت شركة فوجيتسو في عصاها الذكية إلى تزويدها بنسخة خاصة من نظام التشغيل تعتمد على الإضاءة، تم تصميمها بشكل تقليدي بسيط مختلف تماماً عن النسخ المتعارف عليها في الأجهزة الذكية المختلفة، وذلك لكي يتمكن من ليس له علاقة بالتقنيات الحديثة من قبل من استخدام هذا النظام بسهولة ويسر، كما تم تزويد العصا بنظام ملاحي «جي بي أس»، متصل بالقمر الصناعي، يمكن العصا الذكية من تسجيل مواقع وخرائط الأماكن التي زارها مستخدمها، وتساعده إلى توجيهه إليها في حال نسى أين موقعها. ويمكن للمستخدم للعصا الذكي من خلال اللوحة الأمامية التي يضع يده عليها للتعكز على العصا، روية الاتجاهات، التي تعمل على شكل إضاءة لتسهل عليه اتباعها ومعرفة الطريق الذي يرغب في الذهاب إليه.
وتم تزويد العصا الجديد بنظام إلكتروني قادر على ربط العصا الذكية بأحد العناوين الإلكترونية التابعة للأسرة، لتتمكن العصا وبصورة إلكترونية أوتوماتيكية من التواصل مع الأسرة، وذلك بإرسال رسائل بريده منها إلى البريد الإلكتروني المسجل بها، في حال تعرض مستخدمها لأي خطر صحي مفاجئ أو تعرض للسقوط على الأرض.
ليس هذا فحسب، بل وتتمكن العصا اليابانية الذكية من إعطاء أهل أو المسؤول عن رعاية المسن «مستخدم العصا» القدرة على تحديد خط السير الذي يرونه مناسبًا للشخص حامل العصا، بالإضافة إلى قدرتهم على ضبط وبرمجة العصا بشكل مسبق لإرسال الرسائل الإلكترونية على البريد الإلكتروني المحدد بها، بالإضافة إلى إرسال التنبيهات عندما ينحرف المسن عن المسار المحدد للعصا.
وعلى عكس أجهزة الملاحة المتصلة بالأقمار الصناعية مثل أجهزة «جي بي أس» في السيارات أو تقنيات الملاحة المختلفة المتوافرة في معظم الهواتف الذكية اليوم، قامت شركة فوجيتسو اليابانية إلى تزويد العصا الذكية بنظام ملاحي متطور للغاية، قلة قليلة من الشركات العالمية استخدمته في أجهزتها ومنتجاتها التكنولوجية. هذا النظام الملاحي المتطور متصل بالقمر الصناعي، يمتاز بدقته في تحديد المناطق والأماكن الجغرافية، أكثر بكثير من دقة الأنظمة الملاحية الأخرى، كما أن احتمالية الخطأ أو التوجيه الغير صحيح في العصا الذكية غير وارد على الإطلاق، بحسب تأكيدات الشركة وبغض النظر عن الظروف المحيطة.
تقنيات وميزات
تم تصميم العصا الجديد الذكية بطريقة تسهل لمستخدميها ربطها مع الإنترنت، بحيث يمكن تتبع العصا ومستخدمها عبر الخرائط الملاحية الإلكترونية، في حال لم يستدل المسن إلى منزله أو سقطت منها العصا. وبفضل قدرة العصا على الاتصال بأجهزة الـ»جي بي أس» الخارجية، يمكن تحميل خطوط وطرق السير التي سيذهب إليها المسن، فبالتالي يمكن عبر جهاز الـ»جي بي أس» التابع لأسرة المسن مراقبة تحركات العصا ومستخدمها، ومعرفة أماكن وجودها بالضبط، وهو ما قد يسميه البعض بنظام «المتابعة»، حيث تبقى جميع نقاط وجود العصا ومستخدمها على خريطة الـ»جي بي أس» لأسرة المسن.
تم تصميم العصا بطريقة تضمن لمستخدمها رؤية التعليمات والإرشادات والاتجاهات التي تقدمها له العصا بصورة سهلة وسريعة، حيث تم العصا الذكية على الهيكل نفسه تقريباً التي تتخذ منه «عصا لعبة الجولف» أساساً لها، إنما بشكل مقلوب، بحيث يعتبر المكان الذي يمسك منه المستخدم للعصا ويتكأ عليها، هو بمثابة «واجهة المستخدم» أو الشاشة التي تأتيه بالإشعارات والتنبيهات المختلفة ما يسهل للمستخدم للعصا رؤية الطريق أمامه، بالإضافة إلى رؤية الاتجاهات والمسارات التي تحددها له العصا.
ولعل طريقة عرض التنبيهات التي تستند عليها العصا الذكية، من خلال إظهار الاتجاهات والرسائل المختلفة، عبر إضاءة «إل إيه دي» التي تضاء أمام المستخدم بصورة واضحة تماماً، بالإضافة إلى تغير لون الإضاءة أو اهتزاز العصا، في حال ابتعاد المستخدم لها عن خط السير المحدد له، تعتبر من أهم الميزات التي توفرها العصا اليابانية الجديدة لمستخدميها.
ورغم أن الكثير من الشركات العالمية مختلفة الأسماء، لم تفكر في ابتكار منتجات من شأنها مساعدة المسنين، ولم تركز على هذه الفئة الأخيرة في أجهزتها التقنية والتكنولوجية كتركيزها على الفئات العمرية الصغيرة في السن. إلا أن شركة فوجيتسو اليابانية كان لها رأي مختلف، حيث ترى أن الدافع الحقيقي وراء هذه العصا الذكية، يكمن في ارتفاع عدد المسنين فوق 65 سنة وأكثر، حيث أصبحت هذه الفئة العمرية، بحسب الشركة تمثل أكثر من 20 بالمائة من الكتلة السكانية في العالم بأسره.
من هنا ترى الشركة اليابانية أنه كان لا بد من تقديم ابتكارات واختراعات، ولو بالقدر اليسير تتوافق مع المسنين وتناسب هذه الفئة العمرية وتساعدها في حياتها اليومية. بالإضافة إلى رغبة الشركة في إرشاد ومساندة أسر المسن أو المسؤولون عن رعايته من خلال توفير طرق المراقبة للعصا، والكثير من الأمور التي تسهل عليهم عملية مراقبة المسن ومتابعة تحركاته وأماكن وجوده.
نسخة تجريبية
رغم أن النسخة الحالية من العصا اليابانية الذكية التي ابتكرتها شركة فوجيتسو، مازالت نسخة تجريبية وتحت الاختبار وغير مخصصة للبيع، إلا أن الشركة المصنعة لها عمدت إلى تزويدها بالكثير من تقنيات الاتصال الحديثة التي قد نجدها في أغلب الهواتف والأجهزة الذكية اليوم؛ فهي مزودة بتقنيات الاتصال بالإنترنت عبر «الواي فاي»، وعبر تقنية الجيل الثالث للإنترنت، بالإضافة إلى احتوائها على تقنيات البلوتوث وتقنيات الجي بي أس، كما يمكن توصيلها بالإنترنت لتحميل الخرائط واتجاهات الطرق، حسب حاجة المستخدم.
ومن المؤكد أن هذه العصا لن تكون الأولى والأخيرة في عالم الابتكارات الذكية القادمة للمستهلكين بسرعة، حيث يتوقع أن تقوم بعض الشركات العالمية الأخرى، بإنتاج مثل هذه العصا اليابانية الذكية، إنما بتقنيات أحدث وأفكار مختلفة وجديدة تماما على المستهلكين.
ساحة النقاش