بعض الكلام في العربية إذا كان مهموزاً يأخذ معنى، وإذا ترك الهمز "غير مهموز" يكون بمعنى آخر مثل "عبأْتُ المتاع" تعبئة، إذا هيأته وصنعته، و"عَبأْتُ" الطيب بلا تشديد، فأنا أعْبَأه، و"ما عبأتُ بفلان، هذا كله بالهمز، و"عبّيتُ الجيش" بلا همز، جهزته.
- بارَأْت الكَرِيْ والمرأة، واستبرأْتُ الجارية، واستبرأتُ ما عندك و"بَرْأته مما لي" وبرِئتِ، كله مهموز.
فأما "بارَيْتُهُ في المفاخر فغير مهموز، يقال فلان يباري الريح جوداً.
- "أخطْأتُ في الأمر" و"تخطّأْتُ له في المسألة" و"تخطَّيت إليه بالمكروه"، غير مهموز لأنه من الخطوة.
و "نَكَأْت القَرْحَة" أنكأها، إذا فرقتُها و"نكيت في العدو" أنكي نكاية.
و"ذرأْت" ياربنا الخلق، و"ذَرَوتُهُ" في الريح و"ذَرَيْتُهُ" "أذْرَتْه الدابة" عن ظهرها، أي ألقته.
- "ربأْتُ بالقوم" حفظتهم، وأنا "ربيئة لهم" و"ربَوْتُ في بني فلان. و"ربَيْت فيهم" و"ربَوتُ من الربو، و"سبأتُ الخمر" اشتريتُها، و"سَبَيْت" العدو، صبأتَ يا رجل، إذا خرجت "شيء إلى شيء "والصابئون" منه، وصَبوتُ إلى فلانةً أصبو من الشوق.
دخل العجاج على عبدالملك بن مروان فقال له عبدالملك بن مروان: يا عجاج لقد بلغني عنك أنك عاجز عن الهجاء، فأجاب العجاج: يا أمير المؤمنين من قدر على الأبنية أمكنه إخراب الأخبية.
فقال عبدالملك بن مروان: وما يمنعك من ذلك يا عجاج؟ فأجاب العجاج: إنا لنا حلماً يمنعنا أن نظلم، وعزاً يمنعنا من أن نظلم فعلام الهجاء؟!
فقال عبدالملك: فأنى لك عز يمنعك من أن تُظلم؟
فأجاب العجاج: الأدب البارع، والفهم الناصع.
فقال عبدالملك: والحلم الذي يمنعك من أن تظلم؟
فقال العجاج: الأدب المستظرف، والطبع التالد.
فقال عبدالملك: والله لقد أصبحت حكيماً.
فأجاب العجاج: وما يمنعني أيضاً أن أكون حكيماً وأنا نجيُّ أمير المؤمنين؟
عمر أبو ريشة:
يا عروس المجد تيهي واسحبي فـي مـغانينا ذيـول الـشهبِ
لـن تـري حـفنة رمل فوقها لـم تـعطر بدما حـر أبـيّ
درج الـبـغي عـليها حـقبــــــة وهـــــوى دون بـلوغ الأربِ
وارتـمى كـبر الـليالي دونهــــــا لـين الـناب كـليل الـمخلبِ
لا يـموت الـحق مهما لطمت عـارضيه قـبضة المغتصبِ
مـن هـنا شـق الهدى أكمامه وتـهادى مـوكبا فـي موكبِ
وأتـى الـدنيا فـرقت طـربـــــا وانـتشت مـن عبقه المنسكبِ
ساحة النقاش