كشفت صحيفة "السفير" اللبنانية أن اتفاق مصالحة بين رئيس السلطة الفلسطينية والنائب عن حركة فتح محمد دحلان، والمفصول منها بقرار رئاسي، بات قاب قوسين أو أدنى حسب ما نقلت عن مسؤول بارز في حركة فتح، ومن المحسوبين على تيار عباس.
وقال المسؤول، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن عدة عوامل ساعدت في وصول الاتفاق الذي وصفه بالمبدئي إلى بر الأمان، أبرزها التدخل الأردني والإماراتي.
عمان ترى ضرورة إنهاء الخلاف الداخلي بين الرجلين لما يحمل مصلحة لفتح. وبين المسؤول أن الأردن برعاية ملكية أشرف على ملف المصالحة. كما بدا مؤخراً أن عباس، المصمم على التخلي عن منصبه وعدم الترشح لرئاسة السلطة الفلسطينية مرة أخرى، يميل إلى المصالحة مع دحلان بعكس السابق.
أما الإمارات، وفقاً للمسؤول ذاته، فتعتبر أن فتح من دون دحلان لن تستطيع التقدم في حال جرت انتخابات فلسطينية، حيث أن تياراً عريضاً من الحركة في القطاع يميلون له ويعطونه الولاء الكامل.
وأشار إلى أن ظروفاً أخرى لها علاقة برفض دول عربية تقديم مساعدات للسلطة كالسابق قد يكون سبباً مباشراً لقبول عباس المصالحة، وبالفعل أوقف عباس عدة إجراءات استهدفت دحلان ولم يمض في تطبيقها.
وتنقسم فتح في غزة - وفي الضفة بشكل أقل وضوحاً - إلى تيارين أبرزهما وأكثرهما عدداً يتبع النائب دحلان. وكان أتباع النائب المفصول قد أثروا على سير مهرجان انطلاقة الحركة في كانون الثاني الماضي في القطـاع، ما دفع إلى إلغاء فقرات منه.
ومنذ نحو شهر عاد دحلان للعمل في غزة بستار خيري وإنساني، وباتت أكاليل الزهور باسمه كنائب في المجلس التشريعي توزع على بيوت العزاء الغزية بشكل لفت الانتباه، ورعى قبل ذلك مشروعاً خيرياً في جنوبي القطاع.
ورصد متابعون في غزة أيضاً أنه بخلاف مرات سابقة كان عباس يقصي فيها كل مقرب من دحلان، فإن أسماءً مرشحة لقيادة حركة فتح في القطاع بتشكيلتها التنظيمية الجديدة جزء منها محسوب على دحلان، وذلك يعتبر مؤشراً على قرب التصالح بين الرجلين، بحسب المتابعين.
ساحة النقاش