تقتصر إطلالة الفنان القدير “رشيد عساف” في الموسم القادم حتى الآن على مشاركته في المسلسل الاجتماعي “نساء حائرات”، ويلعب فيه دوراً مهماً يمثل شخصية رجل متسلط تساعده علاقاته القوية على تحقيق جميع أهدافه، كما يستعد للمشاركة في الفترة المقبلة في بطولة مسلسل يروي سيرة الراحل الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة “حماس” .
كانت له مشاركات قليلة جداً في المواسم القليلة الماضية، إلا أنه ترك من خلالها بصمات لا يمكن تجاهلها . عن مشاركاته الحالية والماضية وعن بعض المواضيع المهمة نحاور الفنان الكبير في الآتي:
* ماذا عن مشاركاتك للموسم الدرامي المقبل؟
- بدأت مؤخراً بتصوير مشاهدي في مسلسل “نساء حائرات” الذي سيعرض خلال شهر رمضان القادم وهو من إخراج سمير حسن، كما أستعد للمشاركة في مسلسل للمؤلف محمد عمر يروي قصة حياة الشيخ الراحل أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” .
هل من فكرة عن دورك في مسلسل “نساء حائرات” وعن العمل بشكل عام؟
- بالنسبة لدوري في العمل أجسد شخصية رجل قوي مقتدر، يمارس أشد أنواع القسوة والتسلط على كل من يتعامل معه وفي شتى أمور حياته، وهو الأمر الذي ينعكس سلباً في نهاية المطاف على نهاية كل حدث أو قصة أو محور من محاور الشخصية، والأمر الذي يساعد الشخصية في مسألة التسلط هو قربها من بعض أصحاب النفوذ الذين يساعدونها كثيراً على تحقيق أية أهداف كانت مهما كان الثمن .
العمل بشكل عام يندرج ضمن مجموعة الأعمال الاجتماعية التي تحقق تألقاً كبيراً في الفترة الحالية من عمر الدراما السورية، كما أنه يطرح أفكاراً جريئة تماماً، حيث يتناول وضع المرأة في المجتمع السوري بشكل خاص والعربي على وجه العموم من خلال أحداثه، ويصور حال المرأة العانس والمتزوجة والمطلقة والأرملة وما تتعرض له من ظلم ومن مشكلات تكثر في مجتمعنا كما سيشاهد المتابع العربي عند عرض العمل .
أنت مقبل على تصوير مسلسل يتناول حياة الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة “حماس”، ما الصعوبات التي اعترضتك أثناء مرحلة الإعداد خاصة أن مسلسلات الشخصيات تعتبر من المسلسلات الدقيقة والحساسة كما هو معروف عنها؟
- صحيح، فمسلسلات السيرة الذاتية أو الحياة الشخصية تعتبر من المسلسلات الدقيقة والدقيقة جداً، خاصة إذا كانت الشخصية من التاريخ الحديث لكون الناس يعرفون عنها الكثير ومن عاشر الشخصية أو عاصرها بمعنى أدق لا يزال على قيد الحياة، كما يتوجب على من يؤدي الشخصية من جهة وعلى كاتب العمل من جهة أخرى بذل جهد كبير للإحاطة بالجوانب المتعلقة بالشخصية كافة بشكل تام، وبالنسبة لي شخصياً اطلعت على عدد من الوثائق التي كتبها أناس مقربون من الشيخ الراحل أحمد ياسين، كما قمت وسأقوم بالالتقاء بعدد لا بأس به من أقرباء الشيخ ومن معارفه بغية التعرف إلى الجوانب الخاصة بشخصية الشيخ أحمد .
بالعودة قليلاً إلى مسلسل “زمن البرغوت”، كنت من الكثيرين الذين أقروا بالنجاح المطلق الذي حققه العمل، برأيك ما أثر غياب شخصيتك “أبو أدهم” في سير العمل في جزئه الثاني؟
المسلسل من تأليف محمد الزيد الذي أضاف الكثير من الأفكار الإنسانية التي حملها العمل، وشاهدنا جميعاً كيف صورت وسائل الإعلام بطريقة مميزة النجاح الكبير الذي حققه المسلسل بما يحمله من واقعية وموضوعية افتقر إليها أكثر من عمل شامي، وبالنسبة إلى العمل في جزئه الثاني فأعتقد أنه سيحقق نجاحاً مستمداً من النجاح الذي حققه في جزئه الأول، ومسألة موت شخصيتي فهو أمر ثانوي، لأن الكثير من الأعمال تشهد موت شخصية وبروز شخصية جديدة، والعمل يضم نخبة من ألمع النجوم في الدراما السورية وهم قادرون على إنجاح أي عمل يشاركون فيه .
فاجأت جميع المتابعين في العام الماضي عندما اشتركت في بطولة مسلسل “الخربة” الكوميدي وأنت قليل المشاركة في الأعمال الكوميدية، ماذا أضافت لك شخصية “أبو نايف”؟
- مسلسل “خربة” حقق نجاحاً وقدم للجمهور الكثير من المتعة، وأنا سعدت كثيراً لمشاركتي في المسلسل إلى جانب الفنان القدير “دريد لحام” الذي حققت وإياه ثنائياً متميزاً من خلال حلقات العمل، كما أن “خربة” يعتبر من الأعمال الكوميدية التي تحمل في طياتها الأفكار الثمينة القيمة والرسائل الواقعية .
هل سيكون هناك جزء ثان لمسلسل “خربة” على غرار شبيهه مسلسل “ضيعة ضايعة”؟
- في البداية كل من سمع عن مسلسل “خربة” أعتقد أنه نسخة عن مسلسل “ضيعة ضايعة” الذي تم إنتاجه منذ موسمين نتيجة قرب العملين من بعضهما بعضاً من ناحية الشكل واشتراكهما في التأليف والإخراج، لكن كل من تابع العمل رأى أن مسلسل “خربة” مختلف تماماً عن ”ضيعة ضايعة” من ناحية المضمون، وبالنسبة لإنتاج جزء ثان من ”خربة” فالأمر ممكن جداً وأعتقد أنه سيتم خلال فترة ليست بعيدة؟
ما تقييم رشيد عساف للدراما السورية التي يتوقع الكثير من النقاد انهيارها جراء الأوضاع التي تعيشها سوريا؟
- الدراما لا بد أن تتأثر بما يجري حولها من أحداث واضطرابات نظراً لغياب عامل الاستقرار، لكن الدراما السورية حتى الآن لم تتأثر ذلك التأثر الذي يدل على قرب سقوطها أو انهيارها كما يزعم البعض على حد قولك، صحيح أن المسلسلات أو الأعمال السورية انخفضت من ناحية الكم، لكنها واصلت التألق من ناحية الأفكار ومن ناحية الأداء من تمثيل وإخراج وغير ذلك .
نحن في الدراما السورية نتعرض في كل موسم إلى النقد من جهة وإلى الإشادة من جهة أخرى، وفي الموسم الماضي كان الوضع جيداً وحققنا نجاحاً مبهراً، وأعتقد أن الموسم القادم سيكون استمراراً لنجاح لطالما اعتادت عليه الدراما في بلدنا .
ساحة النقاش