ورة الثامن عشر من آذار ... ثورة حتى الحرية
لم يكن يوم الثامن عشر من آذار يوماً لاثبات أن الشعب السوري تواق للحرية فحسب ، بل أكد هذا اليوم العظيم أن السوريين جاهزون لتقديم الغالي و النفيس فداء لحريتهم التي انتظروها طيلة أربعة عقود ذاقوا خلالها مرارة الاستبداد ، و القمع و الاذلال.
إن ثورة الكرامة التي انطلقت في ذلك اليوم بقوة الشخصية السورية التي تختزن حضارة آلاف السنين، بدت مصممة منذ سقوط أول قطرة دم لشهيد على أرض حوران الطاهرة على بلوغ غايتها في انتزاع الحرية للشعب السوري العظيم من نظام حكم مجرم لم يتورع منذ اللحظات الأولى عن استخدام العنف وسيلة وحيدة في مواجهة الحراك الشعبي السلمي، و مع مرور عام كامل على هذا الحراك المبارك يثبت النظام بجرائمه التي وصلت مرحلة المجازر المتنقلة من مدينة إلى أخرى أنه غير جدير بحكم شعب قاوم بكل شجاعة كل محاولات تفتيته و جره إلى صراعات طائفية تضر بمضمون ثورته التحرري و غاياتها السامية في إسقاط نظام الاستبداد و الفساد و إقامة دولة الحرية و المواطنة و الكرامة.
و إذ تختار لجان التنسيق المحلية في سوريا يوم الثامن عشر من آذار تاريخاً لثورة الكرامة، فإنها تكرم الحراك الشعبي الذي أعلن عن نفسه بقوة في هذا اليوم انطلاقاً من درعا مهد الثورة، مروراً بمدن ثائرة أخرى كدمشق و حمص و بانياس و دير الزور و جبلة، ما لبث أن امتد بعد أيام ليشمل كامل الجغرافية السورية، و هو إضافة إلى ذلك اختيار يقدر هذا اليوم الذي قدم فيه ثوار حوران أول قطرة دم لشهيد فداء لحرية سوريا.
و اختيارنا هذا التاريخ لا ينتقص أبداً من قيمة و أهمية الحراك الشعبي الذي انطلق تحت مسمى الثورة السورية في يوم الخامس عشر من آذار عبر مظاهرات دمشق، و ما سبقها من اعتصامات و احتجاجات بدأت تتبلور معالمها بشكل أوضح كحالة رفض وطنية للاستبداد وجدت لها في الربيع العربي مناخاً صالحاً للنمو و التطور.
عام مضى من عمر ثورتنا العظيمة بتضحيات شعبنا ، لم تنقص فيها عزيمة السوريين الأحرار على نيل مطالبهم المحقة مهما غلت التضحيات، و لم تنجح فيها محاولات النظام المجرم لكسر إرادتهم و ضرب وحدتهم، و ما زال أمامنا خطوات كثيرة، تحتاج منا كل العزيمة و الصبر و الانتباه و العمل الجاد و التقييم للأخطاء، لنكون جديرين بسوريا الحرة.
تحية إكبار إلى ثوار مهد الثورة درعا
تحية إلى كل السوريين الأحرار الذين أعلنوها ثورة حتى الحرية
و المجد لشهدائنا و النصر لثورتنا
لجان التنسيق المحلية في سوريا
62
ساحة النقاش