القليل من التطريز يزيد التصميم ألقاً
استعرضت دار أزياء “ماركيزا” للمصممتين الإنجليزيتين جورجينا تشابمان وكيرين كريج، مجموعتها الجديدة لموسمي خريف وشتاء 2013 لخط الملابس الجاهزة بطراز رومانسي متكلف وأسلوب لافت، من خلال فعاليات أسبوع نيويورك للموضة، الذي أسدل ستاره مؤخرا، مظهرتان خلاله سمات الشغف بالعناصر الجمالية المستوحاة من كلاسيكيات الأناقة الأوروبية في القرن الثامن عشر، مع استشراقات مستلهمة من اللوحات التي رسمها الفنان الإسباني الشهير فرانشيسكو دي جويا.
أزهار البياتي - فضلت المصممتان الإنجليزيتان جورجينا تشابمان وكيرين كريج في دار أزياء “ماركتشيسا”، في مجموعتهما الأخيرة لموسمي خريف وشتاء 2013 ابتكار باقة مميزة من التصميمات، معتمدتان على إظهار 30 نموذجا بديعا من فساتين السهرة الطويلة “ماكسي”، والشانيل “المدي”، مع قليل من البناطيل القصيرة والكابات، بإيحاءات جلية من طراز القرون الوسطى، وأنماط الأناقة والترف في أسلوب الحياة آنذاك، عبر نفحات مستوحاة من لوحات الفنان الإسباني فرانشيسكو دي جويا، مع وجود محسوس للنمط الأنثوي الناعم والمظهر الرومانسي لناحية القصّات وتفاصيل الشغل والمطرزات، مع اهتمام ملحوظ بالتفاصيل الصغيرة ونحت القوام وقولبته من خلال الخطوط والانحناءات.
أشكال أرستقراطية
لفت تصاميم دار أزياء “ماركيزا” جسد المرأة بهالة من الإثارة المستترة، وبشكل حميمي غامض فيه ترف وثراء، كما أضافت الياقات العالية والأكمام الشفافة الطويلة التي ميزت بعض الموديلات مزيدا من التكلف والنبل، مظهرة أشكالا أرستقراطية أشار إليها حضور قوي لأقمشة وخامات وثيرة وغنية، بعضها يأتي بقوام وثقل يجسد القصة والموديل ومنها خامات الساتان، والتفتا، والحرير، والشانتونج الفرنسي، وبعضها الآخر يظهر بشكل شفاف فيه خفة وهشاشة كقماشة التول والأورجنزا والشيفون والموسلين، حيث وظفت جميعها بأسلوب ذكي ومحترف فيه أناقة وانسجام، مع انعكاسات براقة لأطياف من الأحجار والكريستال، من مشغولات يدوية وتطريزات ناعمة بخيوط البريسم والحرير، إضافة إلى غرز دقيقة بالزري المعدني من نسيج الفضة والذهب، تذكر بفنون “ النوفا آرت” في القرون الماضية.
ولم توفر مجموعة دار أزياء “ماركيزا” الجديدة شيئا من مظاهر البذخ والفخامة إلا وأضافته على كل قطعة، وكأنها أرادت أن تدهش عشاقها بروعة القصّات وغنى التفاصيل، في استعراض واضح لجماليات عناصر منتقاة من الكلاسيكيات الملكية، وكأنها تفرض تحديا كبيرا لكل اتجاهات المعاصرة والتحديث في صناعة الموضة، لتقدم المصممتان الواعدتان باقة ملوّنة وحيوية من التصميمات الراقية، التي تبدو للوهلة الأولى شديدة الكلاسيكية والصرامة، ولكنها تحمل الكثير من روح الابتكار والشباب، مع طاقات كامنة تنتشي أثناء الحركة والمشي.
مسطرة لونية
آزر المجموعة مسطرة لونية غنية ونابضة بالحياة، لعبت على وتر الجاذبية والانعكاسات المعدنية البراقة، منطلقة من نقاوة الأبيض الثلجي، ورقي البيج اللؤلؤي، مع نضارة البنفسجي الليلكي، ونعومة الرمادي الضبابي، وألق الرمادي الفضي، وفرح الفوشيا المشع، وفورة الأحمر القاني، ولذة النبيذي المارون، مع رزانة الأسود، ومزيج الأبيض مع الأسود، واللذين جمعا معا في تناقض واضح لتجاذب الأضداد.
ولعل وجود المطرزات الحريرية الملونة التي زخرفت معظم القطع والموديلات، قلص من إمكانية ظهور أي قطع من الأكسسوارات أو المجوهرات في هذه المجموعة، لتظهر سيدة دار أزياء “ماركيزا” في العام الجديد بشكلها المجرد والخالي من البهرجة والإضافات، مكتفية بثقة وكبرياء بما سترتديه للموسمين المقبلين من تصاميم تحمل كل عناصر الترف والغنى، وكأن المصممتين ارتأتا الاكتفاء بفخامة الشك وإثارة المطرزات على معظم الفساتين، مع ما عكسه كل موديل من بريق وخصوصية بين التفاصيل والزوايا، ليعوضها عن طريق اللعب بالقصات والثنيات والكشاكش، ترفعها طبقات متتالية من الأتوال والدانتيلات، وتعلوها ياقات مطرزة تطوق العنق بحنان، مع كثافة واضحة بالزخارف والمشغولات اليدوية التي تلون الصدور، والأكتاف، وأساور الأكمام، كما ظهرت خلال المجموعة قطعا متكلفة ومثيرة من الكعوب الحريرية العالية، وبعض من حقائب “ الكلاج”، التي تحمل بكف اليد وتناسب أجواء السهرات.
ساحة النقاش