يعود الفنان الكبير حمدي أحمد إلى الدراما التلفزيونية بعد غياب ثلاثة أعوام، منذ شارك في بطولة مسلسل «الحارة»، حيث يشارك في بطولة مسلسل «في غمضة عين» أمام أنغام وداليا البحيري ومحمد الشقنقيري وأحمد وفيق ورجاء الجداوي وعمرو مكين وأحمد حلاوة وفتوح أحمد ونجلاء بدر، وتأليف فداء الشندويلي وإخراج سميح النقاش، والذي يعرض حالياً على شاشة mbc مصرية.

سعيد ياسين - يقول حمدي أحمد إن أحداث المسلسل الذي يقع في 30 حلقة تدور حول فتاتين «فاطمة ونبيلة» تربتا معاً في ملجأ للأيتام بإحدى قرى محافظة المنيا في صعيد مصر، وبعدما تكبران تعملان مشرفتين في الملجأ نفسه، وتعانيان قسوة الحياة وسوء معاملة مديرته لهما، إضافة إلى السرقات التي تتم في الملجأ بتدبير من المديرة وشلتها الفاسدة.

جوانب إنسانية

 

وأشار إلى أنه يجسد في الأحداث شخصية رجل أعمال يدعى «حامد» يقع في خلافات وصراعات مع ابنة شقيقه، التي تكتشف أن والدها ترك لها ميراثا قبل وفاته وقد أخفاه العم عنها، ثم يسعى، بعد صحوة ضميره إلى تعويضها عن كل ما فاتها، وبعدما يعطيها كل حقوقها يواجه مشاكل كبيرة مع أولاده.

 

وأوضح حمدي أحمد، أنه رغم صغر دوره في المسلسل، فإن الشخصية تحتوي على مساحات وجوانب إنسانية مهمة، فرغم ثرائها الشديد، لم تتغير بمرور الأيام، لإيمانها بأن المال زائل لا محالة، وأن ما يتبقى هو سلوك الإنسان الطيب، وهو ما انعكس حتى على الشكل الخارجي للشخصية التي حرص على أن ترتدي العباءة في غالبية المشاهد.

واعتبر الشخصية التي يقدمها نموذجاً جيداً لأصحاب السلطة الذين يشعرون بتأنيب الضمير تجاه ما يرتكبونه، خصوصاً وأنه يقترض خلال الأحداث مالاً من أخيه، وحينما يحقق المال الربح يقوم بحساب حق أخيه ورده لأبنائه.

خارج سباق رمضان

ورحب حمدي أحمد، بعرض العمل بعيداً عن شهر رمضان الذي يشهد تكدساً كبيراً يجعل المشاهد ينصرف عنه رغماً عنه، وقال: لابد من أن تعرض أعمال خارج السباق الرمضاني، حتى يكون هناك تنوع ومواسم مختلفة كما كان يحدث في السابق، وحتى يكون لدى المشاهد الحق والوقت لمتابعة الأعمال الجيدة التي لديها القدرة على خلق رمضان الخاص بها، وهو ما كان يحدث حين كان الاهتمام الأساسي ينصب على الورق الجيد، وليس النجم الذي تفصل الأعمال على مقاسه.

وأرجع أحمد سبب ابتعاده عن السينما منذ شارك في بطولة فيلم «صرخة نملة» أمام عمرو عبد الجليل ورانيا يوسف إلى خلو الأفلام التي تقدم حالياً من المعنى والمضمون، وأكد أن كل شخص يقدم السينما التي يريدها والتي تحقق إيرادات فقط، من دون الاهتمام بمشاكل وقضايا المجتمع، وأن وراء هذا نقص الثقافة لدى شباب الفنانين حالياً والذين يصرون فقط على تقاضي مبالغ خيالية نظير قيامهم ببطولات هذه الأفلام.

غزو الدراما التركية

وعن رأيه في الأزمة التي يتعرض لها الفن المصري حالياً بشكل عام والدراما بشكل خاص قال: المشهد لا علاقة له بالإسلاميين حتى لا يكون في ذلك حجة للقائمين على الفن، وما يحدث أن الثقافة المصرية تندثر حالياً في الفن والأدب وشتى مناحي الفكر، ومعروف أن صناعة الثقافة من الصناعات الثقيلة، وكانت بمثابة القوة الناعمة، وأنها حافظت على مكانة مصر وموقعها المتميز لمدة 150 عاماً، ويكفي أن الفيلم المصري كان يحقق إيرادات تتساوى مع ما كان يحققه محصول القطن.

وشن حمدي أحمد هجوماً على غزو المسلسلات التركية، وقال: حين تأتي بمسلسل تركي فهذا يعني أنك ضربت صناعة الدراما في مصر، والمشكلة أنه مسلسل سطحي بالمقاييس الدرامية، لتركيزه على الفوارق الطبقية بين الأمير والخادمة، وهذا ما قدمناه في أفلام الأربعينيات من القرن الماضي، أي أننا تجاوزناه منذ وقت طويل، وأتعجب من دخول العديد من المسلسلات التركية، من دون أن نفرض في المقابل مسلسلاً مصرياً، والغريب أنهم أحضروا المسلسلات مدبلجة باللهجة الشامية التي يمكنني سماعها من الشوام وليس الأتراك، وهذا يعني أنهم ضربوا أيضاً اللهجة المصرية المحببة لدى الجميع.

خوف المنتجين

وأكد أن الدراما أصبحت من مستلزمات الإنسان، قائلاً: نحن بطبيعتنا تربينا على الحدوتة التي تخطيناها ودخلنا سينما الفكر، ويوجد حالياً كساد غير مسبوق، وأصحاب رأس المال من منتجي الدراما خائفون من تقديم أعمال جديدة لأنهم يواجهون أزمات سيولة ولا يحصلون من الفضائيات على مقابل بيع مسلسلاتهم. من جهة أخرى، طمأن حمدي أحمد جمهوره على صحته بعد الأزمة التي تعرض لها مؤخراً والتي أدخل بسببها العناية المركزة في أحد المستشفيات لعدة أيام، بسبب اشتباه في إصابته بأزمة قلبية.

لا للبرلمان

نفى حمدي أحمد، ما تردد عن نيته الترشح مجدداً للانتخابات البرلمانية، وقال: بعد الفترة الأولى التي قضيتها في البرلمان حضر إلي أهالي بولاق أبو العلا وأصروا على تكرار ترشحي فرفضت، وقلت لهم لابد من دم جديد بفكر جديد، لإيماني بأن الفكر الجديد يفرض نفسه، وأن عليهم اختيار نائب يتحمسون لبرنامجه في 5 سنوات، يحترمهم ويحترم أصواتهم التي يحصل عليها، وتكون لديهم القدرة على محاسبته حال تقصيره عن توصيل مطالبهم وحل مشاكلهم.

المصدر: الاتحاد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 25 فبراير 2013 بواسطة alsanmeen

ساحة النقاش

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,306,321